سيطرت حالة من الغضب على أنتونيو كونتي المدير الفني لمنتخب إيطاليا، وبدلاً من أن يسمح للصحافة بتوجيه الانتقادات له وللآزوري، انتزع لنفسه دور «الناقد الكروي»، ووجه ملاحظات قاسية لأحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي عقب الفوز الإيطالي الصعب على أذربيجان بثنائية لهدف في تصفيات التأهل إلى يورو 2016، فقد وجه إليه أحد الصحفيين سؤالاً «استفزازياً» حينما قال له إن الجمهور بل الجميع يحتفلون بالفوز على أذربيجان، وكأن إيطاليا حققت انتصاراً على القوى الكروية العظمى في أوروبا، مثل ألمانيا وهولندا.
وجاء رد كونتي حاداً وانفعالياً، حيث قال: «أعتقد أن درجة الثقافة التي يملكها الصحفي الذي يوجه مثل هذا السؤال في هذا الموقف ليست على ما يرام، فمن المنطقي والطبيعي أن يقف الجمهور خلف منتخب بلاده في جميع المباريات، ويحق له أن يحتفل بالفوز في كل الحالات، لن يكون من المقبول أن يقتصر الاحتفال بالفوز على المنتخبات الكبيرة، تفاعل الجمهور لا علاقة له بهوية أو مستوى المنافس، أعتقد أن جمهور باليرمو الذي جاء لمساندة المنتخب في هذه المباراة يدرك جيداً أهمية الفوز، وجاءت مساندتهم لنا لمعرفتهم بأننا نقدم جهداً كبيراً، ولدينا أسلوب أداء جيد».
وتابع كونتي: «لا يفوتني توجيه الانتقادات للفريق الذي أتولى تدريبه حتى في المباريات التي تشهد تحقيقه للفوز، في مثل هذه المباريات تواجه منتخباً يلعب بصورة دفاعية، ويعتمد على رقابة 10 لاعبين لـ 10 لاعبين، على أي حال لدينا حالياً 6 نقاط بعد مباراتين، وهذا شيء إيجابي، يجب أن نستمر في تحقيق الانتصارات ونتعامل بإيجابية مع المرحلة المقبلة».
مهارات «النملة الذرية»
وأشاد كونتي بأداء جيوفينكو، الذي كان يجلس على مقاعد البدلاء، وشارك ليصنع الفارق مع «الآزوري»، مما جعل كونتي يشيد بقدراته، ويبرر الاعتماد عليه على الرغم من عدم مشاركته في التشكيلة الأساسية لفريق اليوفي، مضيفاً: «إنه أحد القلائل في الملاعب الإيطالية الذي يمكنه أن يمر بسهولة من اللاعب الذي يراقبه، ولديه قدرة على تغيير موازين القوى في المباريات، جيوفينكو أحد أفضل اللاعبين في موقف رجل لرجل، وبعد أن ينجح في المرور من لاعب أو أكثر يمكنه أن يمرر كرة خطيرة، وأحياناً يذهب للتسجيل بنفسه، لا اعرف لغة المجاملات، جيوفينكو هنا لأنه لاعب مفيد لإيطاليا».
كيليني يتصدر
من ناحيته، تصدر نجم مدافع اليوفي جورجيو كيليني واجهة وعناوين الصحف الإيطالية، والتي أجمعت على أنه «فعل كل شيء» بل أكد هو هذا المعنى في تصريحاته عقب المباراة، وقالها مازحاً: «قد فعلت كل شيء» في إشارة إلى الأهداف الثلاثة التي سجلها في المباراة، التي انتهت 2-1، أي أنه سجل ثنائية إيطاليا، وهدف أذربيجان بالخطأ في مرماه.
صحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت» عنونت: «رأس كيليني عالية» في إشارة إلى الثنائية التي أحرزها للطليان متقمصاً دور وشخصية اللاعب المهاجم، على الرغم من أنه لاعب مدافع، وأضافت: «منتخب إيطاليا بلا بريق، لكنه في صدارة المجموعة مع كرواتيا بعد فوزه على أذربيجان بهدفين لهدف، حيث وصل رصيده من النقاط إلى 6» وفي موضع آخر عنونت: «كيليني فعل كل شيء، هدفان في مرمى المنافس وهدف في شباك بوفون»، كما أشادت الصحيفة بأداء جيوفينكو وقالت: «عرض رائع من جيوفينكو».
أما صحيفة «كورييري ديللو سبورت» فعنونت: «إيطاليا فازت وكيليني فعل كل شيء، فقد سجل هدف التقديم، ثم هدف التعادل لمصلحة المنتخب المنافس، قبل أن يعود بعد ذلك بـ 6 دقائق ليحرز هدف الفوز لإيطاليا.
في حين ذهبت صحيفة «توتو سبورت» إلى امتداح كيليني بعنوان مثير: «كيلو شو» في اختصار لاسم اللاعب من كيليني إلى كيلو، وإشارة إلى أن الليلة كانت ليلته، وبدا وكأنه يقدم عرضاً خاصاً به، وليس مباراة كرة القدم يشارك فيها 22 لاعباً، ووصفت الصحيفة الأداء الإيطالي بأنه شهد معاناة من أجل تحقيق الفوز، أمام منتخب لم يكن يتوقع أحداً أن يظهر بهذه الصورة، خاصة أنه يحتل المرتبة 95 في التصنيف العالمي، فيما تستقر إيطاليا في المركز الـ 13 في تصنيف الفيفا، لكن النتيجة التي تحققت في أرض الملعب لا تؤشر إلى هذا الفارق الكبير في المستوى بين المنتخبين.
عدد اليوم
