اديس ابابا- الاتحاد - مقديشو ، وكالات الانباء: شهد اليوم السابع من معارك الصومال تطورات وانهياراً مفاجئاً لقوات المحاكم الإسلامية التي اعترفت بانسحابها من عشرات المدن والمواقع كانت تسيطر عليها مع استمرار الهجوم الجوي والبري الأثيوبي لدعم الحكومة الانتقالية الصومالية التي أعلنت استعدادها للعفو عن مقاتلي ''المحاكم'' في حال استسلامهم والقائهم السلاح، وذلك بعد انسحابهم الذي وصفوه بالتكتيكي نحو مقديشو التي ذكر شهود عيان ومراقبون أن القوات الأثيوبية في طريقها للعاصمة الصومالية، ومن المتوقع وصولها الى المدينة في غضون الأربع والعشرين ساعة المقبلة·
وأعلن رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي للصحافيين أمس أن قوات بلاده تمكنت من قتل زهاء ألف من مقاتلي المحاكم، وانها لا تستهدف مقديشو التي يسيطر عليها الإسلاميون· وقال زيناوي خلال مؤتمر صحافي عقده في أديس ابابا: ''لا نستهدف مدناً محددة لا مقديشو ولا أية مدينة أخرى ·هدفنا ليس تحرير المدن (الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين)''·
وأضاف ''لقد انجزنا نصف مهمتنا· وعندما سننهي هذه المهمة وسيحصل ذلك في وقت قريب سننسحب'' من الصومال· وجاءت إشارة زيناوي للانسحاب بعد تصاعد أصوات عربية وأفريقية بأن اديس ابابا غير مخولة للتدخل عسكرياً في البلاد التي تعاني من غياب السلطة المركزية منذ 16 عاماً·
وكانت القوات المسلحة الأثيوبية والقوات الحكومية الصومالية أمس على بعد 70-100 كلم من مقديشو وانها تقترب منها حسب ما أعلن سفير الصومال في أديس أبابا عبدالكريم فارح مشيراً الى سقوط أكثر من ألف قتيل في صفوف الإسلاميين منذ اندلاع المعارك·وأعلنت اثيوبيا امس سيطرتها على ست بلدات صومالية منذ بدء الهجوم المضاد الذي شنته الأحد الماضي على قوات المحاكم التي تعرضت لقصف جوي أثيوبي خلال انسحابها العشوائي من العديد من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها·وقال''يبدو: ويا للأسف، بحسب المعلومات التي نتلقاها إن المعسكر الاخر تكبد خسائر فادحة، لقد علمنا أن أكثر من ثلاثة الاف جريح موجودون في مستشفى مقديشو''· وأضاف ان ''عدد القتلى يتجاوز الألف بكثير''، موضحاً أن ''ثمة عدداً كبيراً من غير الصوماليين'' بين هؤلاء القتلى·
من جهتهم قال الإسلاميون إن اية محاولة للاستيلاء على مقديشو ستنتهي بكارثة للمهاجمين· وقال عبدالكافي المتحدث باسم الإسلاميين لرويترز: ''سيكون في ذلك دمارهم وجحيم يلحق بهم· إنها مسألة وقت فقط قبل أن نبدأ في مهاجمتهم من كل الجوانب·
وأطلقت طائرتان إثيوبيتان على الأقل صواريخ على مقاتلين للمحاكم أثناء تراجعهم مما دفع الحكومة الى إعلان انتصار جزئي· ووقع الهجوم بعيد إعادة الحكومة الاستيلاء على بلدتي وبولوبرتي وبورهكبو·
وتعد بورهكبو إحدى أهم المدن التي انسحبت منها قوات المحاكم خلال الساعات الأخيرة وتبعد 60 كيلومتراً عن بيداوا· كذلك يجري الانسحاب من عدة نقاط على خط المعارك الذي يمتد 700 كيلومتر على طول الحدود مع إثيوبيا·
ونقلت قناة ''الجزيرة '' عن مراسلها في الصومال قوله: إن الطائرات الأثيوبية قصفت موقعاً للمحاكم مما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتليهم·
من ناحيته قال الشيخ شريف الشيخ أحمد زعيم المحاكم الإسلامية في اتصال مع ''الاتحاد'' إن قواتهم انسحبت من مناطق بلدوين ودينوناي وبورهكبو تكتيكيا'' لأننا نعرف أن الحرب مع أثيوبيا لا زالت في بدايتها وإنها ستستمر لفترة طويلة، وأكد أن الشعب الصومالي الآن يدافع عن أرضه ضد الغزو الأثيوبي ومن حقه استخدام جميع الأسلحة وان تمتد المعارك إلى أي مكان في العالم· وأدان الزعيم الصومالي دور منظمة الاتحاد الأفريقي ووصفها بالتواطؤ مع الحكومة الأثيوبية وتبرير غزوها للأراضي الصومالية وطالب الدول العربية والإسلامية بإدانة الغزو الأثيوبي وبتقديم العون إلى الصومال لتحرير أرضه· وأكد زعيم المحاكم أن باب التفاوض مع الحكومة الانتقالية التي وصفها بالعميلة قد قفل وفتح باب الحرب والجهاد على مصراعيه·
وفي ذات الوقت أكد بيان صادر عن الحكومة الصومالية الانتقالية التي يقودها الرئيس عبدالله يوسف أن القتال لن يتوقف إلا بعد استسلام ميليشيا المحاكم الإسلامية، وعرضت الحكومة في بيانها عفواً ''شاملاً'' عن جميع قادة وقوات المحاكم في حالة استسلامهم· أما الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري فقد قال لـ ''الاتحاد'': إن ميليشيا المحاكم تكبدت حتى الآن مئات القتلى والجرحى في معارك الأيام الماضية وان تكتيكاتها في وقف زحف القوات الحكومية قد فشلت وانهارت دفاعاتها وأكد ديناري أن منطقتي دينسور وبلوباردي قد سقطتا في يد القوات الحكومية صباح أمس الثلاثاء وانهم الآن يتجهون نحو العاصمة مقديشو اكبر معاقل الحكومة الانتقالية·
أما منظمة الصليب الأحمر الدولي فقد دعت أطراف النزاع للعمل على حماية المدنيين من أسوأ قتال يشهده الصومال منذ سنوات· وقالت في بيان لها: إن آلاف الصوماليين ينزحون من مناطق الاشتباكات التي تزداد عنفاً مشيراً إلى أن المنظمة تعالج حالياً أكثر من 800 شخص من المدنيين والمسلحين الذين أصيبوا في المعارك·
عدد اليوم
