أصبحت الأسرة الحلقة الأخيرة، وربما الحلقة المفقودة في سلسلة من يربون أبناءنا .
.
تراجع دور الأسرة تماماً حتى كاد يتلاشى وظهر مربون آخرون لأبنائنا أكثر قوّة وتأثيراً .
.
وفي معركة تربية الأبناء ينتصر هؤلاء المربون انتصاراً ساحقاً على الأسرة وعلى المفاهيم التي يحاول الآباء والأمهات غرسها في الأبناء .
.
مربون كثيرون سحبوا البساط من تحت أقدام الأسرة ومنهم الإعلام الفضائي ومواقع التواصل الاجتماعي والأصدقاء والرفاق .
.
ولا نقول المدرسة لأن دورها أيضاً تراجع بشكل كبير في سلم النسق التربوي - فقد الأب والأم والمدرس السلطة التقليدية والهيبة والسيطرة على الأمور - وانهزموا أمام مربين آخرين أكثر إثارة لفضول الأبناء وأكثر قدرة على التأثير فيهم - كما أن الأب والأم مثلاً أصبحا أضعف شخصية من الأبناء حتى يمكن القول إن الأبناء هم الذين يربون آباءهم وأمهاتهم الآن ويشكلونهم وفق أهوائهم ورغباتهم - وأصبح هؤلاء الآباء والأمهات مجرد ممولين لمشروعات ورغبات الأبناء .
.
كما صار المدرس مجرد ملقن للمعلومات .
.
بل هو الذي يعمل الآن لدى الأبناء وهم الذين يسيطرون عليه .
.
إنه الهرم المقلوب الذي جعل عالي الأمور سافلها وسافلها عاليها.
فايزة حسين - كلباء