الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

37 فيلماً إماراتياً تقدم وجه السينما الإماراتية في مهرجان مالمو بالسويد أواخر الشهر الجاري

37 فيلماً إماراتياً تقدم وجه السينما الإماراتية في مهرجان مالمو بالسويد أواخر الشهر الجاري
14 سبتمبر 2012
(الشارقة)- تشارك السينما الإماراتية بزخم كبير ومكثف في مهرجان مالمو لأفلام العربية المزمع إقامته بمدينة مالمو السويدية والذي تنطلق دورته الثانية في الفترة من الثامن والعشرين من الشهر الجاري وحتى الخامس من أكتوبر المقبل، حيث تقدم الإمارات سبعة وثلاثين فيلما تتنوع بين القصيرة والطويلة والوثائقية. وتأتي المشاركة الإماراتية بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات في ستوكهولم، ومهرجان الخليج السينمائي بدبي، استنادا إلى طموح متواصل من أجل تقديم صورة زاهية عن المنجز السينمائي المحلي الذي تشكلت ملامحه قبل عشر سنوات من الآن، والترويج لإبداعات صناع الأفلام المميزين في الدولة والقادرين أيضا على إيصال صوتهم الخاص والمختلف إلى حواضر ومدن جديدة متعطشة للتعرف على اتجاهات هذه السينما الإماراتية الشابة والطموحة. يهدف مهرجان مالمو المقام في أقصى جنوب مملكة السويد والذي يديره المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي إلى فتح منافذ فنية وثقافية بين الجمهور السويدي ومعها الجاليات العربية المقيمة، وبين السينما العربية وما باتت تقدمه من أفكار ومساهمات إبداعية جريئة ومثيرة للجدل والحوار والتواصل الإنساني مع الشعوب والثقافات الأخرى، خصوصا وأن الدورة الأولى من المهرجان التي أقيمت العام الماضي أفصحت عن رغبة وفضول الجمهور السويدي في التعرف والإطلاع على الرؤى والمواضيع والمعالجات السردية والتقنية المطروحة في السينما العربية من المحيط إلى الخليج، وكان لتحولات الربيع العربي دور في استقطاب هذا الجمهور الباحث عن التحليلات والمراجعات النقدية للثورات العربية وطريقة طرحها في السينما العربية الجديدة والمنبعثة وسط فضاءات وأصداء هذا التغيير الكبير والمفاجئ. ومع هذه الدورة الثانية، تمكن المهرجان من توسيع فضاء عروضه كي تصل إلى مناطق، ومدنٍ سويدية عديدة مثل :ستوكهولم، لوند، لاندسكرونا، هيلسيبورغ، أرلوف، أوسبي، وكارل ستاد. أما المشاركة الإماراتية في هذا الحدث السينمائي فتأتي من خلال ثلاثة أقسام مختلفة في المهرجان، وهي عروض المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية والأفلام القصيرة، والعروض الاحتفائية بالسينما الإماراتية والتي تشارك بها سفارة الإمارات في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأخيراً عروض الأفلام التي حملت عنوان «كرز عباس كياروستمي» والتي وصل عددها إلى خمسة عشر فيلما قصيرا هي نتاج دورة فنون الإخراج التي قدمها المخرج الكبير «كياروستمي» لمجموعة من السينمائيين الإماراتيين والمقيمين أثناء مهرجان الخليج السينمائي بدبي، والتي ترجم فيها السينمائيون التطبيقات والمعارف التي تحصّلوا عليها من الدروس النظرية والإجرائية في الدورة. ففي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة تشارك الشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم بفيلمها «أمل» الذي يطرح القضية الشخصية والإنسانية للفنانة السورية أمل حويجة التي أقامت لفترة من حياتها المهنية في دولة الإمارات وعاشت تمزقات الغربة بين جغرافيا جديدة وبين وطن بات يتسرب بين يديها ولكنه عالق ومتشبث بذاكرتها الجمالية والثقافية والفنية العارمة، والموصولة بحنين فائض وجذور إبداعية متأصلة في البيت الأول والحارة الأولى والمسرح الأول هناك في دمشق، عندما كان الفن يتنفس حضوره الأخضر ويسترسل في ماء الحلم حتى منتهاه. عالجت الغانم هذا التفتت الداخلي وهذا الشتات العاطفي بين المكان المؤقت، وبين المكان الدائم والمستحيل في ذات الوقت، من خلال كاميرا مرهفة في لغتها التوثيقية، وفي تتبعها للتفاصيل اليومية المحيطة بشخصية الفيلم الرئيسية، كما أن الغانم استطاعت من خلال مونتاج ذكي وحساس أن تقرأ بدقة خطوط وفصول المعاناة العميقة التي عاشتها أمل، رغم وفرة الأصدقاء وزحمة الوجوه ولذة المغامرة، ورغم الخسارات التي منيت بها أيضا ودروس الحياة المرة والمتقلبة والتي جعلتها أكثر قوة وصلابة في مواجهة مصيرها الفردي واختبارها القاسي مع نوستالجيا الروح وخيانة الزمن وانكسار الجسد. المشاركة الإماراتية الثانية في المسابقة الرسمية تمثلت في فيلم «أصغر من سماء» المشارك في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، وهو فيلم من إخراج عبدالله حسن أحمد ومن كتابة الشاعر والسيناريست محمد حسن أحمد، ويتناول الفيلم البعد الطقوسي والميثولوجي لفكرة الموت، من خلال حادثة سقوط سيارة في واد منعزل وانحشارها في مكان بحيث لا يمكن الحديث هنا عن أمل أو خلاص منتظر للعائلة التي ذهبت ضحية لهذا الحادث، غير أن اللقطات والزوايا المبتكرة والمدهشة التي عالج بها عبدالله حسن تفاصيل القصة المكثفة سرديا وبصريا، ارتقت بالفيلم إلى منصة التأويل وتوليد الأسئلة الوجودية الغامضة حول الغياب الأبدي ويقظة الأحلام المنسية والخيالات المدخرة والمتنامية وسط الحطام والدم والألم والمكابدة الجسدية المرهقة، وكان للموسيقا الشعبية والمظاهر السحرية المتوارية في المكان دور في نقل المتفرج إلى فضاء خصب وملون يحول الموت إلى برزخ ومساحة لاصطياد الأحلام الفالتة وإعادة إنتاجها شعريا وفلسفيا في ذات جديدة ومتخلصة من عبء وتراتبية الزمن، ومتخلصة أيضا من قلة الحيلة والهوان والصمت المطبق والمقفل على الحياة المادية الذائبة في نهر الأرواح وسفرها وتبخرها نحو السماء. الأفلام الإماراتية الأخرى المشاركة في المهرجان سوف يخصص لها احتفالية خاصة ومستقلة، توثق ومن خلال نظرة بانورامية لمسيرة عشر سنوات من الإرهاصات الأولى والتجارب المبكرة وصولا للأفلام الأكثر نضجاً ووعياً بقيمة السينما وتأثيرها الجمالي والإنساني، حيث يشارك في هذه الاحتفالية ثمانية أفلام تم انتقاؤها بالتعاون مع مهرجان الخليج السينمائي بدبي والذي يديره السينمائي الإماراتي مسعود أمرالله آل علي، وهذه الأفلام هي: «عربانة» للمخرجة نائلة الخاجة، و»وجه عالق» للمخرجة منال بن عمرو و»الأرضية المبتلة» للمخرجة لمياء حسين قرقاش و»غيمة أمل» لراوية عبد الله ـ و»رأس الغنم» لجمعة السهلي والفيلم التسجيلي القصير «لندن بعيون امرأة محجبة» لمريم السركال، وأخيراً الفيلم الروائي القصير»الفيل لونه أبيض» لوليد الشحي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©