الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«القاعدة» يقتل جنديين ويتبنى الهجوم الانتحاري على «الحوثيين»

«القاعدة» يقتل جنديين ويتبنى الهجوم الانتحاري على «الحوثيين»
12 أكتوبر 2014 00:25
قُتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرون أمس السبت بتفجير عبوة ناسفة قرب حاجز للجيش اليمني في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، فيما أعلنت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن، مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف الخميس تجمعا لأنصار المتمردين الحوثيين في العاصمة صنعاء، موقعا عشرات القتلى والجرحى. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية، في وقت تتخذ الأزمة السياسية منحى أكثر تعقيداً ، أن جنديين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون في الانفجار الذي وقع علىطريق عام قرب مدينة شبام (وسط)،مستهدفاً مركبة تابعة للواء 135 المرابط هناك، موضحة أن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو جماعة أنصار الشريعة التابعة له المسؤولة عن العمليات الإرهابية التي وقعت في منطقة بروم الساحلية في حضرموت وأسفرت عن مقتل 20 جنديا الخميس الماضي قبل ساعات من الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعا لأنصار المتمردين الحوثيين في صنعاء . وأعلنت جماعة أنصار الشريعة الليلة قبل الماضية، مسؤوليتها عن هذ ا الهجوم الذي قالت إنه استهدف «تجمعا للحوثيين الروافض»، وخلف أكثر من 50 قتيلا وعشرات الجرحى. وأوضحت في بيان نشر على حساب تابع لها عبر موقع «تويتر»، أن أحد عناصر التنظيم وأسمته أبو معاوية الصنعاني، «انغمس بحزام ناسف وسط تجمع للحوثيين أثناء تجهزهم للاحتشاد في ميدان التحرير العاصمة صنعاء قبل أن يفجر نفسه موقعا عشرات القتلى والجرحى». كما تبنت الجماعة المتشددة في بيان آخر مسؤوليتها عن محاولة اغتيال قيادي بارز في جماعة الحوثيين التي باتت تسيطر على مناطق واسعة في العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر مشيرة الى أن «المجاهدين» زرعوا الجمعة عبوة ناسفة في سيارة القيادي في الجماعة الحوثية إبراهيم المحطوري، الذي اصيب في الانفجار . وأضافت أن المحطوري هو نجل شقيق الداعية الإسلامي الشيعي، المرتضى زيد المحطوري متوعدةً باستهداف الحوثيين الذين عززوا انتشارهم المسلح في صنعاء وفرضوا إجراءات تفتيش على المركبات في بعض شوارع العاصمة تحسبا لهجمات جديدة. وعُثر مساء الجمعة في محافظة لحج الجنوبية على جثة عقيد في القوات البحرية مصابة بطلقات نارية مرمية في طريق عام مؤدٍ إلى مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، فيما شرعت السلطات الأمنية المحلية في التحقيق في ملابسة الحادثة. وسط هذه الأجواء عبرت روسيا، وهي واحدة من الدول العشر التي تشرف على عملية انتقال السلطة في اليمن، عن قلقها البالغ إزاء التطورات على الساحة اليمنية في ضوء الأعمال الإرهابية التي شهدتها عدد من المناطق وآخرها التفجيران الانتحاريان في صنعاء وحضرموت. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته، مساء الجمعة: «نود مرة أخرى أن ندعو كافة القوى السياسية اليمنية إلى التوحد في مواجهة الخطر المتزايد الذي يشكله الإرهابيون». وأضافت :«ما زلنا على ثقة بعدم وجود سبل أخرى لحل الأزمة السياسية في اليمن سوى إيجاد حلول مناسبة من قبل أطراف العملية السياسية لصالح الوفاق الوطني والتنمية المستقرة للبلاد مع التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية الحادة ومواجهة المسلحين» ، مؤكدةً أن روسيا ستواصل بذل الجهود لتسوية الوضع في اليمن، بما يدعم هذه البلاد لإحراز خطوات حقيقية تمكنها من مواجهة التحديات الراهنة. وعلى صعيد متصل، دان أعضاء مجلس الأمن الدولي، ليل الجمعة السبت، الهجمات المستمرة ضد قوات الأمن اليمنية في حضرموت والبيضاء التي تهدف إلى تقويض عملية انتقال السلطة المستمرة منذ أواخر نوفمبر 2011 بموجب اتفاق مبادرة دول الخليج العربية. وفي بيان صحفي تلته رئيسة المجلس للشهر الحالي، سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال، أكد أعضاء المجلس على أهمية مواصلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وشددوا على ضرورة «تحريك عملية التحول السياسي في اليمن قدما» مكررين دعمهم الرئيس عبدربه منصور هادي وداعين «كل الأطراف إلى العمل بشكل بناء للتطبيق الكامل والعاجل لجميع بنود الاتفاق بما في ذلك تسليم كل الأسلحة المتوسطة والثقيلة للجهات الأمنية الشرعية التابعة للدولة». وشدد أعضاء المجلس على أهمية إجراء عملية انتقال جامعة وتشكيل حكومة جديدة تمثل المجتمعات المتنوعة في اليمن. ويوم الخميس الماضي، أجبر المتمردون الرئيس ع هادي على التراجع عن قراره تعيين مدير مكتبه، أحمد عوض بن مبارك، رئيسا للحكومة الحالية التي سيكون لهم فيها دور بموجب اتفاقية السلم والشراكة الوطنية . واستؤنفت المفاوضات في صنعاء مجددا لاختيار رئيس وزراء جديد تنطبق عليه معايير الاتفاقية خصوصا ما يتعلق بالحياد الحزبي والتأييد السياسي الواسع. وذكرت مصادر مقربة من دائرة المفاوضات لـ (الاتحاد) إن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي كان عارض بشدة تكليف بن مبارك تشكيل حكومة جديدة، رشح وزير النفط السابق أحمد دارس لتولي منصب رئيس الحكومة الجديدة، في حين قدمت جماعة الحوثيين مرشحين اثنين هما الخبير الاقتصادي عبدالله عقيل، وهو من أبناء محافظة لحج، واليساري الشيوعي عبدالله العالم، الذي ينتمي إلى عدن كبرى مدن الجنوب، مشيرة إلى أن حظوظ اختيار أحد مرشحي الجماعة المسلحة أكبر من حظوظ مرشح حزب «المؤتمر» . وأمس السبت، أقر المكتب السياسي لحزب «المؤتمر» في اجتماع رأسه الرئيس السابق علي صالح تشكيل لجان «لإعداد قانون للفصل بين السلطة الرسمية والسلطة الحزبية والتنفيذية كما هو معمول في العالم الديمقراطي بحيث لا يجوز الجمع بينهما»، حسب موقع حزب المؤتمر نت وهو ما يعني عمليا مقدمة لفصل الرئيس هادي حزبياً. ودان بيان صادر عن الاجتماع «الحملات الإعلامية المشبوهة والمسعورة التي يتعرض لها «المؤتمر الشعبي العام» من قبل بعض المواقع ووسائل الإعلام التي تسعى إلى تشويه المواقف الوطنية» للحزب الذي أسسه صالح عام 1982 وباتت زعامته له منذ أكثر من عامين محل نزاع من الرئيس عبدربه منصور هادي. وأكد البيان أن التصريحات والمواقف التي تصدر من بعض قيادات المؤتمر «لا تمثل الموقف الرسمي للمؤتمر الشعبي العام»، ربما في إشارة واضحة إلى تصريح أخير نُسب إلى النائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر، عبدالكريم الإرياني، عارض خلاله موقف الحزب من اختيار بن مبارك رئيسا للحكومة. وقال المحلل السياسي اليمني، عارف أبو حاتم، لـ(الاتحاد) :«قرار اللجنة العامة لـيشير إلى توجه تنظيمي للفصل بين مؤسستي الدولة والحزب، وهو ربما يمهد لعزل الرئيس هادي من منصبه كنائب لرئيس الحزب (صالح) وأمينه العام، ما يعني خسارته لحاضنه السياسي المتمثل في المؤتمر». إلى ذلك، طالب حزب «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري»، وهو مكون رئيسي في تكتل «اللقاء المشترك» الشريك في الحكومة الحالية، الرئيس هادي «بإلزام الأجهزة المعنية بحفظ الأمن ان تقوم بمسؤولياتها وواجبها الوطني في بسط سيادة الدولة على كامل أراضي الجمهورية». كما دعا إلى «انسحاب المليشيات المسلحة من العاصمة وإنهاء وصايتها على المؤسسات»، مشددا على ضرورة «تمكين الأجهزة الأمنية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية والأمنية»، والإسراع في تنفيذ بنود اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي تنص على خروج مليشيات الحوثيين من صنعاء وبسط نفوذ الدولة ووقف الصراعات المسلحة في البلاد. وحذر البيان من «مخاطر جسيمة تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي» لليمن عبر إذكاء الصراعات المذهبية والطائفية والمناطقية. إلا أن وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وخلال زيارته أمس السبت لألوية قتالية مرابطة في محافظة تعز (جنوب)، قال إن الجيش غير معني «بالصراعات السياسية والحزبية والضيقة»، داعيا الأحزاب السياسية إلى «عدم التدخل في شؤون القوات المسلحة والأمن كونها قوة بيد الشعب»، ومهمتها الرئيسة هي «الدفاع عن السيادة الوطنية وحفظ أمن ووحدة واستقرار الوطن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©