الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رومانسية

5 مارس 2016 00:57
في مديح الكتاب الورقي والمكتبات الورقية التي تضمه وتحتويه، هكذا تحب أن يكون عنوان مقالة في صفحة ثقافية وليس العنوان الذي اختاره لها الكاتب، على الرغم من أنه لا يقل رومانسية عنه، وهما الاثنان على وزن «وا حسرتي ضاق الفضا بي، واحسرتي على تلك الأيام التي كان يتجمع فيها الناس في عالم المكتبات الورقية أو الواقع بشحمه ولحمه وليس الواقع الافتراضي، العالم الذي كان يسمى المكتبة بحق ليشعر كل واحد منهم بوجود الآخر وبدفء الحياة مع الكتب ومع الآخرين حتى لو لم يكن يعرف هؤلاء الناس عن كثب، المهم أن هذه الأماكن، المكتبات، كانت متنفساً. المكتبات أماكن «لطلعات غير شكل» يتردد عليها الناس فيزيدونها رومانسية وهم يتجولون ويطالعون الكتب ويبحثون ويتبادلون النظرات السريعة أو يتبادلون أطراف الحديث بهمس بين رفوفها و«خناخيشها»، فيما يعتبرونه من آداب زيارة المكتبات، أو حتى يقعون في الغرام أو يثقلون عليها بطلب كتب من الخارج لا تتوفر فيها، أو كما في يومنا هذا يقصدونها حين يحنون إلى احتساء فنجان قهوة أو كأس عصير من الـ«كوفي شوب» في مكان هادئ لكن به روح. المعنى أن لها إيقاعها الخاص في حياة ونفوس الكثيرين ممن أدمنوا التجربة إلى حد أنها لم تعد ملاذاً للرومانسية فقط، بل للانفتاح على الدنيا ومعرفة أخبارها، ما هو جديد السينما، ما هو جديد السفر، ما الجديد في الشعر، الجديد في النشر وفي التسوق والموضة والرياضة و.. و... لكن سؤال الذي يطرح في مثل هذه المناسبة، مناسبة مديح المكتبة الورقية هو..«طيب» والكتاب الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية؟ يقال لك لا، وهل تتوفر الرومانسية في الكتاب الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية؟ سؤال تفضل وطرحه كاتب المقال لكي يثير حفيظة مكتبات إلكترونية ضخمة عابرة للقارات مثل «أمزون» وسلاسلها وبنات عمها وبنات خالها العابرات هن الأخريات، ولا يخصنا به، فنحن في عالمنا العربي ما تزال الغالبية العظمى منا من مؤيدي الكتاب الورقي الذي تدير رائحته الرأس ومن مؤيدي رومانسية المكتبات الورقية، وما يزال المطالبون منا بالانضمام إلى فريق أمازون وأخواتها قلة بسبب تعقيداتهن، وعندنا شباب كثر لا يقرؤون وكفى الله هؤلاء شر الدخول في مهاترات حول موضوعات فلسفية في صميم عصر التكنولوجيا كإشكالية المكتبات الكلاسيكية والإلكترونية، أما أنت فتقول ورقية أو إلكترونية يكفيك أن يكون هناك ما يُقرأ، هذه هي الرومانسية «عندي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©