الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: الأزمة السورية «تتفاقم» ويجب وقف النزيف

الإبراهيمي: الأزمة السورية «تتفاقم» ويجب وقف النزيف
14 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - بدأ الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي في دمشق أمس، أول مهمة له في سوريا، معتبراً قبل لقاء أجراه في وقت لاحق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الأزمة في هذا البلد “كبيرة وتتفاقم” ولا أحد ينكرها، وشدد على ضرورة “وقف النزيف” في إشارة لعمليات القتل اليومي المستمر منذ 18 شهراً. في حين أكد عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، أن مبادرة الإبراهيمي مقيدة بالأطر القديمة لمجلس الأمن المشلول بحق النقض “الفيتو” الروسي، مطالباً المبعوث الجديد بـ”اقناع” موسكو كي تتخلى عن استخدام الفيتو وأعرب عن أمله أن تنجح المبادرة رغم تشكيكه بإمكانية ذلك. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن بلاده مستعدة لتأييد قرار دولي حول سوريا إذا استبعد التدخل الخارجي الذي لا يوجد أي أساس له، معيداً إلى الإذهان أن مجلس الأمن الدولي اتخذ قرارين بمشاركة موسكو حول سوريا وأن الجانب الأميركي رفض إقرار اتفاقيات جنيف حول الأزمة من قبل المجلس لأنها لم تتضمن تهديداً ووعيداً ولا عقوبات إضافية ضد دمشق. وفي الأثناء، اعتبر نظيره البريطاني وليام هيج في بغداد أمس، أن نظام الرئيس بشار الأسد “زائل لا محالة ومن المستحيل أن يبقى بعد أن ارتكب العديد من الجرائم”، مستنكراً في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، ما رأى أنها “مساعدة نشطة” تقدمها طهران إلى دمشق وتشمل إرسال أسلحة، مشدداً على”الحاجة للانتقال إلى سوريا أكثر ديمقراطية واستقراراً، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة أو انهيار الدولة السورية أو وقوع عدد أكبر من القتلى وزيادة أعداد اللاجئين”. وبدوره، أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لدى استقباله الوزير البريطاني دعم بغداد لأي حل سلمي يضمن تحقيق أهداف الشعب السوري عبر حكومة انتقالية تدعو إلى انتخابات نزيهة. وفي وقت سابق أمس، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إلى حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا ويجنب شعبها المعاناة، مشيراً بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي إلى “الأعباء الكبيرة التي تتحملها بلاده جراء استضافته أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين تفوق طاقاته وإمكاناته”. ولدى وصوله إلى بيروت أمس، أكد وزير الدفاع الفرنسي أن بلاده لن ترسل أسلحة إلى المعارضة السورية، قائلاً في مؤتمر صحفي “ليست لدينا أي نية، لا اليوم ولا غداً، في تقديم أسلحة إلى مسلحي المعارضة السورية”. وقال الإبراهيمي، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية “سانا” أمس “قدمنا إلى سوريا للتشاور مع الإخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة فى سوريا واعتقد أنها تتفاقم”. وأضاف في تصريحات أدلى بها في مطار دمشق الدولي “اعتقد أن لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزيف وإعادة الوئام إلى أبناء الوطن الواحد ونأمل بأن نوفق في ذلك”. وهي الزيارة الأولى للإبراهيمي إلى سوريا منذ تسلمه مهامه موفداً خاصا في الأول من سبتمبر الحالي خلفاً للوسيد السابق المستقيل كوفي عنان، من المقرر أن يلتقي الرئيس الأسد. وقال المتحدث باسم الإبراهيمي في بيان أعلن فيه وصول الأخير في وقت سابق أمس، أن الموفد الدولي العربي المشترك سيجري محادثات مع “الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني”. من ناحيته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الإبراهيمي ورافقه إلى مقر إقامته بأحد فنادق دمشق “نحن واثقون بأن السيد الإبراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات”. وأضاف “نحن متفائلون ونتمنى للإبراهيمي كل النجاح”. والتقى الإبراهيمي مساء أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان المتحدث باسم الموفد المشترك أحمد فوزي قال إن الدبلوماسي الكندي من أصل مغربي مختار لاماني يرافق الإبراهيمي وسيبقى في دمشق “لتولي مهامه كرئيس لمكتب الموفد المشترك إلى سوريا”. وخلف الإبراهيمي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي حاول على مدى 5 أشهر ايجاد مخرج للأزمة السورية ووضع خطة أعلن مجلس الأمن دعمه لها. لكن الخطة بقيت حبراً على ورق لا سيما بالنسبة إلى البند الأبرز فيها وهو وقف إطلاق النار الذي أعلن منتصف أبريل ولم يطبق. وعقب لقائه نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية في القاهرة أمس، قال سيدا إنه تم بحث آخر التطورات على الساحة السورية ومختلف المبادرات السياسية ومنها مبادرة الأخضر الإبراهيمي، مشيراً إلى أنها محكومة بالآليات القديمة التي تتحكم في مجلس الأمن. ولفت سيدا إلى أن مبادرة الإبراهيمي غير واضحة المعالم منوهاً بأن المجلس الوطني سوف يلتقى معه بعد عودته من دمشق لبحث مختلف التوجهات معه. وقال إذا تمكن الإبراهيمي من إقناع الروس بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد حماية المدنيين السوريين، عنذئذ سيكون قد حقق إنجازاً. و طالب سيدا بفرض مناطق حظر جوي توفر ملاذ آمنا للسوريين وهذا يستوجب استخدام القوة. وبالتوازي، رأى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقال نشرته مجلة “الحياة الدولية” في موسكو أمس، أنه “لا يوجد أي أساس للتدخل الخارجي في الشأن السوري”. وأوضح أن وثيقة جنيف بشأن الأزمة السورية التي اعتمدتها مجموعة العمل الدولية نهاية يونيو الماضي، تتميز بالموضوعية والتوازن لأنها تقضي بضرورة وقف سفك الدماء فوراً مشيراً إلى أن أغلبية الدول لا تريد التدخل عسكرياً في سوريا. ولفت إلى أن الأطراف التي تريد التدخل العسكري بأي ثمن “تعمل على استدراج قرار من مجلس الأمن الدولي يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”. وشدد لافروف على أن النزاع في سوريا يتسم بطابع داخلي ولا يوجد أي أساس للتدخل لصالح أي من الطرفين المتنازعين بل يجب العمل على إرغام هذه الأطراف على وقف إطلاق النار فوراً والشروع في العملية التفاوضية. وقال إن الحكومة السورية مستعدة لوقف إطلاق نار شامل ومتزامن لكن المعارضة السورية لا تكتفي برفض هذا التوجه بل تحرض الدول الغربية على ارسال قواتها لإسقاط النظام في دمشق. من ناحيته، أعلن هيج الذي وصل إلى بغداد أمس الأول، في مؤتمر صحفي مشترك مع زيباري “نؤيد تشكيل حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار إلى سوريا”. وفي مؤتمر صحفي ثان في البرلمان العراقي، قال هيج رداً على سؤال حول تقارير تفيد بأن إيران ترسل أسلحة إلى نظام الأسد عبر العراق، “نحن نعارض تماماً أي شحنات أسلحة ترسل من طهران إلى دمشق”. واستنكر الوزير البريطاني “المساعدة النشطة التي تقدمها إيران لنظام الأسد حتى يقمع شعب سوريا”. وكان 3 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي حذروا الأسبوع الماضي رئيس الوزراء العراقي خلال زيارة لبغداد من استغلال إيران للأجواء العراقية لنقل أسلحة ومعدات لدعم النظام السوري. إلا أن المالكي أكد خلال استقباله هيج أمس، أن “العراق باشر منذ بداية الأزمة بتطبيق إجراءات مشددة تمنع تسرب السلاح والمسلحين عبر الأراضي أو الأجواء العراقية”. وكرر المالكي بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه، الدعوة إلى “حل سلمي يضمن تحقيق أهداف الشعب السوري عبر حكومة انتقالية تدعو إلى انتخابات حرة ونزيهة”، محذراً من “انتشار السلاح والعنف”. وبالتوازي، قال وزير الدفاع الفرنسي في مؤتمر صحفي ببيروت أمس “ليست لدينا أي نية، لا اليوم ولا غداً، في تقديم أسلحة للمعارضة السورية”. ورداً على سؤال جديد حول الموضوع، أكد أن “الامور واضحة جداً: لجهة شحن أسلحة، فرنسا لا تزود ولن تزود المعارضة السورية بأسلحة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©