الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتقال 4 مشتبه بهم بالاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي

اعتقال 4 مشتبه بهم بالاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي
14 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - اعلنت السلطات الليبية أمس عن اعتقال اربعة مشتبه بهم في الهجوم الدامي على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي اسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين اخرين من العاملين في السفارة. فيما وعدت الولايات المتحدة بحماية صداقتها مع ليبيا رغم الاعتداء واتفقت معها على التعاون في التحقيق في هجوم القنصلية لتقديم قتلة السفير للعدالة، لافتة الى إرسال مدمرتين وقوات من مشاة البحرية (المارينز) الى ليبيا. وقال نائب وزير الداخلية الليبي ونيس الشريف “إنه تم القاء القبض على اربعة اشخاص ويجري التحقيق معهم لأنهم من المشتبه في مساعدتهم على اشعال الأحداث امام القنصلية خلال الاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام”، لكن لم يقدم مزيدا من التفاصيل حتى لا يتعرقل مسار التحقيقات. بينما قال رئيس الحكومة مصطفى ابو شاقور في وقت سابق “ان التحقيقات في الهجوم قطعت شوطا طويلا وان الاعتقالات جارية”، واضاف “لدينا صور وأسماء، والاعتقالات جارية. لكنه ايضا لم يعط اي تفاصيل حول عدد المعتقلين او انتماءاتهم، وقال “انه لا يريد تصنيف هؤلاء الاشخاص قبل التعرف عليهم بدقة”. ووصف ابو شاقور الهجوم على القنصلية الاميركية بأنه عمل جبان وعمل اجرامي وعمل ارهابي، معتبرا ان الهجوم كان حادثة معزولة ولا تمثل ظاهرة داخل المجتمع الليبي، ولن يكون لها اثار سلبية على علاقاتنا مع حلفائنا وشركائنا الاوروبيين والاميركيين الذين ساندونا خلال الثورة”. واعرب عن اسفه لمقتل السفير الاميركي، وقال “نحن حزينون على موت هذا الرجل، فهو قضى شهورا طيلة الثورة في بنغازي, وكان له دعم كبير للثورة الليبية”. وأضاف “ان ما حصل في بنغازي يسيء الى صورة الشعب الليبي. وهؤلاء الناس هم ضيوفنا قبل ان يكونوا دبلوماسيين”. واستبعد ابو شاقور وجود “القاعدة” في ليبيا. وقال “إن القاعدة كتنظيم ليس لنا أدلة على وجودها داخل ليبيا”، لكنه اضاف “هناك بعض الشباب المتأثرين بالفكر المتطرف للقاعدة”. واوضح أن المتطرفين هم اقلية في ليبيا وان عددهم لا يتخطى الـ 100 او 150 عنصرا”. واعلن ان أكثر الشباب الاسلامي في ليبيا معتدل وقلة هم المتطرفون”. وقال المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا في وزارة الداخلية الليبية “عبد المؤمن الحر” إن لجنة مستقلة شكلت لإجراء التحقيق الذي وصفه بانه معقد جدا لان الحشد الذي تجمع حول القنصلية لم يكن متجانسا. وأضاف “كان هناك متطرفون ومواطنون عاديون ونساء واطفال ومجرمون، وان عيارات نارية اطلقت من مزرعة مجاورة”، وأضاف “نحتاج للوقت لتحديد المسؤولين”. وكان محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني الليبي عبر عن اعتذار بلاده عن الهجوم خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي شكره على تعازيه وحثه للعمل مع السلطات الأميركية لجلب المسؤولين عن الهجوم أمام العدالة. وقال بيان للبيت الأبيض “ان اوباما اعرب عن تقديره للتعاون الذي تلقاه من الحكومة والشعب الليبي في الرد على الهجوم المشين، وقال إن الحكومة الليبية يجب ان تواصل العمل معنا لضمان امن موظفينا”. وأضاف “الرئيس قال بشكل واضح إنه علينا العمل معا لنقوم بما هو ضروري من اجل كشف منفذي هذا الهجوم وجلبهم الى القضاء”. وقال اوباما خلال جولة انتخابية “لا يشك احد في اننا سنعمل مع الحكومة الليبية لاحضار القتلة الذين هاجموا مواطنينا أمام العدالة”. واعلن مسؤولون اميركيون ان وحدة تضم خمسين من مشاة البحرية الاميركية “المارينز” أرسلوا لحماية السفارة الاميركية في طرابلس حيث تم خفض الموظفين الى مستوى الطوارئ. كما بدأت الولايات المتحدة اجلاء كل موظفيها من بعثتها في بنغازي، وأرسلت مدمرتين الى مقربة من ليبيا كتدبير احترازي. بينما قال ابو شاقور رداً على إرسال السفينتين إن ليس لديه تأكيدات حول هذا الموضوع، وأضاف “لن نسمح بتدخل اي كان في ليبيا، هذا امر يمس السيادة ونحن نرفض ذلك”. واعتبر مسؤولون اميركيون أن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية ناتج عن عمل مخطط له وليس عفويا. وافاد مسؤول فضل عدم الكشف عن هويته ان الهجوم يبدو انه منسق وليس عمل حشد غاضب. وقال “هذه هي الفرضية التي نعمل عليها في الوقت الحالي”. واضاف ان المتطرفين استغلوا المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على الفيلم كذريعة للانقضاض على القنصلية الأميركية باسلحة خفيفة ولكن ايضا بقاذفات صواريخ. بينما اعلن مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في الكونجرس “ان الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة”. واعلن مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة راجعت التدابير الامنية حول كل البعثات الدبلوماسية بعد الهجوم على قنصلية بنغازي. واضاف خلال مؤتمر هاتفي “امرنا جميع بعثاتنا الدبلوماسية في كل انحاء العالم بمراجعة اجراءاتها الامنية واتخاذ الاجراءات الضرورية لتعزيزها عند الحاجة”. بينما اتصل ارفع مسؤول عسكري اميركي بالقس المثير للجدل تيري جونز وحثه على عدم دعم الفيلم الذي اثار اعمال عنف ادت الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا. الى ذلك، دعت فرنسا رئيس الوزراء الليبي الجديد الى رد فعل سريع ونموذجي حيال تدهور الامن في ليبيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو “ان فرنسا التي دعمت منذ الساعات الاولى تطلعات الشعب الليبي الى الحرية ستبقى الى جانب السلطات الجديدة لتواكبها في هذه المهمة. واعتبر وزير الخارجية لوران فابيوس ان الهجوم على قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي يمكن ان يكون من فعل حركات ارهابية لكن يتعين انتظار ما ستؤول اليه التحقيقات للتأكد من ذلك. وطالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الحكومة الليبية الجديدة بمكافحة الإرهاب والتطرف الديني، وقال إنه لا ينبغي أن يكون هناك مكان للتطرف وعدم التسامح في ليبيا عقب مقتل السفير الأميركي في بنغازي. ووصف انتخاب رئيس الوزراء الليبي الجديد مصطفى أبو شاقور بأنه خطوة أخرى مهمة لليبيا الجديدة في طريق تحقيق أوضاع ديمقراطية حقيقية. ونددت اليابان بالهجوم على مقر البعثة الأميركية في بنغاري، وأعرب وزير الخارجية كاتسويا أوكادا في بيان رسمي عن تعازي بلاده لأسر الضحايا والحكومة. وشدد على مسؤولية الحكومة الليبية عن منع حدوث مثل هذه الكارثة وأكد أن القانون الدولي يفرض على الدولة المضيفة حماية منشآت البعثات الأجنبية وأعضائها. كما أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان عن قلقه الشديد من مقتل السفير الأميركي في ليبيا وأدان بشدة الهجمات التي وصفها بالإرهابية التي تستهدف الدبلوماسيين في العديد من الدول، وشدد على أن هذه الحادثة لن تنال من الخطوات التي اتخذتها ليبيا نحو الديمقراطية، معتبرا أن الإرهاب لا دين ولا وطن له ومن ثم فإن مكافحته تحتاج إلى تعاون مشترك من المجتمع الدولي. ودانت جامعة الدول العربية الهجوم المسلح الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، وأكد نبيل العربي الأمين العام للجامعة رفضه التام لمثل هذه الأعمال، مضيفاً أنها تسيء إلى الدين الإسلامي الحنيف وسماحته، وأعرب عن تعازيه للرئيس الأميركي ولأسر الضحايا وشعب الولايات المتحدة لهذا الحادث الأليم. كما دان الفاتيكان نشاط المنظمات الارهابية الذي اسفر عن مقتل السفير الاميركي في ليبيا. واكد المتحدث فيديريكو لومباردي الإدانة الحازمة لهذا الاعتداء البالغ الخطورة، مذكرا بأن لا شيء يمكن ان يبرر نشاط المنظمات الارهابية والعنف ضد البشر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©