قتل 30 شخصاً وأصيب العشرات في هجوم شنه مسلحون مقنعون على مركز تجاري في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة الكينية نيروبي، في عملية إرهابية اشتبكت فيها قوات الأمن مع المهاجمين الذين ينتمون لحركة “الشباب” الصومالية، الذين أعدموا عشرات المتسوقين عشوائياً واحتجزوا عدداً آخر من الرهائن. وأعلن مسؤولون في الشرطة الكينية أمس أن “مجموعة إرهابية” مؤلفة من عشرة أشخاص شنت هجوماً على مركز “وست جيت” التجاري في نيروبي وتحصنت داخله ظهر أمس، وأن أحد المهاجمين أصيب واعتقل، وهو ما أكدته الرئاسة الكينية في بيان، مضيفة أنه توفي متأثراً بجراحه. وأعلن المتحدث الحكومي مانواه إيسيبيسو أن العملية الأمنية التي استمرت حتى مساء أمس، “تشارك فيها وكالات متعددة”. وأضاف “هذا يشمل فرقة لمكافحة الإرهاب وفريقاً متخصصاً في عمليات إنقاذ الرهائن”، وكذلك “مروحيات من الجيش”، حسبما أعلن نائب مدير وزارة الدفاع بوجيتا أونجيري.
وسمع دوي إطلاق نار داخل المركز التجاري المؤلف من 4 طوابق ويعج بالعائلات التي كانت تتسوق في يوم العطلة. وأسرعت قوات الشرطة للمركز التجاري الذي يرتاده كينيون أثرياء وأجانب وقامت بإخلائه، وطلبت من السكان الابتعاد عن المنطقة. وشوهدت عناصر الجيش خارج وداخل مبنى المركز. وتقدمت قوات الأمن من متجر إلى الآخر لإجلاء العالقين في الداخل، وطرد المسلحين الذين كانوا يرتدون لباساً أسود ويعدمون المتسوقين عشوائياً، ويحتجزون 7 رهائن. وذكر شهود عيان أن المسلحين كانوا يتحدثون لغة أجنبية، عربية أو صومالية، وطلبوا من المسلمين الخروج من المبنى، قبل إطلاق النار. وأعلن مدير الصليب الأحمر الكيني عباس ولي مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة 50 آخرين حتى مساء أمس. وكان من بين المصابين عدد من الأميركيين. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن لديها تقارير عن إصابة مواطنين أميركيين في الهجوم، الذي يعد الأسوأ منذ أن فجرت خلية تابعة لـ”القاعدة” السفارة الأميركية في نيروبي خلال هجوم عام 1998 الذي قتل فيه أكثر من 200 شخص.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إننا “ندين هذا العمل الأحمق الذي أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأبرياء، رجالاً ونساء وأطفالاً”. وأضافت “نقدم تعازينا لأسر وأصدقاء جميع الضحايا”. وأوضحت أن السفارة الأميركية تحاول تقديم المساعدة للمصابين الأميركيين، ورفضت الإدلاء بمزيد من المعلومات. وأكدت أن المسؤولين الأميركيين يواصلون مراقبة الوضع الجاري عن كثب.
ويقع مركز “ويست جيت” التجاري قرب مقر للأمم المتحدة واعتبر هدفاً محتملاً لهجوم إرهابي من مجموعات ترتبط بتنظيم “الـقاعدة”، مثل المتمردين الصوماليين من حركة “الشباب” الذين هددوا مرات عدة بمهاجمة كينيا بسبب دعمها العسكري الذي تقدمه لحكومة الصومال. ويضم المركز التجاري مؤسسات عدة يملكها إسرائيليون. وكانت جماعة الشباب الصومالية المتشددة هددت باستهداف المركز الذي يرتاده الرعايا الأجانب، وعادة ما يكون مكتظاً بالرواد يوم السبت. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس “حتى الآن يبدو أنه هجوم إرهابي وليس هجوماً يستهدف إسرائيليين تحديداً”. وبعد ساعات من الرعب في نيروبي، أعلنت حركة “الشباب” الصومالية المتشددة أمس مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إنه “حان الوقت لنقل ساحة المعركة” إلي كينيا. وأكدت أنها على اتصال بالمسلحين داخل المركز التجاري. وقالت الحركة المتشددة المرتبطة بتنظيم “القاعدة” إن إطلاق النار الكثيف كان انتقاماً من الجرائم التي ارتكبتها القوات الكينية في الصومال. وأضافت “منذ فترة طويلة كنا نشن حرباً على الكينيين في أراضينا.. الآن حان الوقت لنقل ساحة المعركة والحرب إلى أراضيهم”.
عدد اليوم
