أفرجت باكستان صباح أمس عن الملا عبدالغني برادار، الذي كان الذراع اليمنى لزعيم حركة “طالبان” الأفغانية الملا عمر، استجابة لطلب من كابول، على أمل أن يقوم برادار بدور حاسم في دفع عملية السلام في أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية عمر حمي “نعم أطلق سراح برادار” دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقالت مصادر باكستانية إن الهدف من الإفراج عن برادار، الذي اعتقل مطلع 2010، هو “تسهيل عملية المصالحة الأفغانية”، لوضع حد للنزاع القائم منذ نحو 12 سنة بين حكومة كابول المدعومة من حلف الأطلسي ومقاتلي “طالبان”. وسرعان ما رحبت الحكومة الأفغانية، التي تحاول التفاوض مع حركة “طالبان” منذ سنوات بقرار الإفراج، الذي جاء بعد بضعة أسابيع من زيارة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إسلام آباد. وقال إيمال فيضي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني إن “الحكومة الأفغانية ترحب بقرار باكستان إطلاق سراح الملا بارادار”.
لكن العديد من المراقبين شككوا في قدرة الملا عبدالغني برادار، وهو المعتقل الطالباني الـ34، الذي تطلق باكستان سراحه منذ العام الماضي، في التأثير على حركة “طالبان” لقبول التفاوض على السلام مع كابول. واعتبر الباحث في معهد العلاقات الدولية الاستراتيجية في باريس كريم بكزاد أن برادار لم يعد يتمتع بنفوذه في “طالبان” “لأن اعتقاله لم يضعفهم البتة بل على العكس”، فقد حققت حركة التمرد مزيداً من الانتصارات خلال السنوات الأخيرة. كما قال مصدر داخلي في “طالبان” إن “الإفراج عن برادار لن يغير شيئاً.. ربما يساهم في تمرير رسائل، لكنه لن يتمكن من استعادة النفوذ، الذي كان يحظى به في قيادة طالبان لأن سياستهم لا تقوم على شخص واحد أو شخصين، إن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك”.
عدد اليوم
