الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كن جميلاً» .. جسر الأمل لعبور مريضات السرطان بوابة الحياة

«كن جميلاً» .. جسر الأمل لعبور مريضات السرطان بوابة الحياة
15 سبتمبر 2012
أمراض كثيرة تقف حاجزا بين النساء وإكمال مسيرتهن اليومية، لجهة المتاعب النفسية التي تتسبب بها على مظهرهن وأسلوب تعاطيهن مع الحياة. ولاسيما الأمراض السرطانية التي يتطلب علاجها المرور بمرحلة طويلة من التغيرات الشكلية والجسدية. ومع أهمية متابعة الجلسات الطبية لمواجهة هذا النوع من العلل المزمنة، والتي بات الشفاء منها أمرا غير مستحيل وإنما يحتاج إلى المواجهة والصبر، فإن الدعم المجتمعي أمر مطلوب. وتأتي بالتوازي مع هذه الحاجة فكرة إطلاق برنامج «كن جميلا» لمريضات السرطان، والذي تعمل عليه الباحثة الاجتماعية هنادي الإمام. وذلك بهدف تقديم أفضل أوجه الدعم المعنوي لمن يحتجنه، وبهدف إرشادهن إلى أفضل سبل العناية بمظاهرهن أثناء مراحل العلاج المختلفة. الأمر الذي يساعدهن على مواجهة المرض بثقة أكبر. ويعتبر هذا المشروع الخيري بوابة أمل تفسح الطريق أمام من ضاقت بهن السبل، وهو يعمل على إنارة دروبهن بالتجارب والخبرات الضرورية للتخفيف عنهن، وينقل برنامج «كن جميلا» من نادي دبي للسيدات، وبعدها سوف تنظم سلسلة حملات في مدينتي أبوظبي والعين، وصولاً إلى بقية مدن وإمارات الدولة. ورش عمل وتورد هنادي الإمام أن برنامج «كن جميلا» يتضمن ورش عمل شهرية على مدى ساعتين في مختلف إمارات الدولة، تهدف إلى كسر الحاجز النفسي لدى المرأة المصابة، داخل أسرتها وفي المجتمع. وتذكر أن البرنامج سوف يطال أكبر عدد من النساء المعنيات بهذا المرض، والذي أثبتت الدراسات أن مواجهته بإيمان وثقة، هي أقصر الطرق للعلاج. وتقول هنادي الإمام إن الورشة الأولى من مبادرة «كن جميلا» تنطلق في نادي دبي للسيدات يوم الأربعاء 19 سبتمبر المقبل بحضور حشد من النساء المصابات بالسرطان. وتشارك فيها مجموعة من السيدات اللاتي تمكنّ من مواجهة المرض بنجاح، وعدد من الخبيرات في مجال التجميل. وتشير صاحبة فكرة المشروع الخيري، إلى أن الحديث خلال الورشات المرتقبة سوف يدور حول تقديم المعلومات العملية المفيدة. وحول كيفية اختيار أدوات التجميل والزينة المناسبة للمريضات أثناء فترة تلقي العلاج. وذلك لأهمية الرضا عن الشكل في ترك آثار إيجابية على نفسياتهن. وتذكر أن الحملة الإرشادية التي تدعمها لقناعتها المطلقة بالحاجة الملحة لرفع معنويات المصابات بداء السرطان، تقوم على عرض باقة مختارة من الأفكار والحلول المبتكرة. وذلك لتقليل المظاهر المصاحبة للعلاج الكيميائي والإشعاعي بالتعاون مع هيئات اجتماعية وصحية ما بين النوادي والمراكز والمستشفيات، ومجموعة من الشركات العالمية التي تعنى بالأناقة وصحة الشعر. والتي تسابقت على دعم المبادرة الهادفة إلى تخفيف المعاناة ونشر الوعي وزرع الأمل والثقة في نفوس مريضات السرطان. حلول مبتكرة وتورد هنادي الإمام أن المصابات بالسرطان تعتريهن مشاعر الصدمة والخوف والإحباط فور معرفتهن بالإصابة. الأمر الذي يجعلهن يخشين الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج، والمتمثلة في تساقط شعر الرأس والحواجب وشحوب الوجه وجفاف البشرة والضعف، مما يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية لديهن. وتضيف أن آلية البرنامج تتلاءم مع الأفكار والحلول المبتكرة لتقليل المظاهر المصاحبة للعلاج الكيميائي والإشعاعي لمريضات السرطان. وهذه الأفكار والحلول متبعة في أكثر من 20 دولة في العالم، في حين أنها غير متوافرة بعد في الدول العربية. لذلك، التقى فريق من المتطوعين حول إرادة جامعة لدعم من هن في أمس الحاجة إلى المساندة للتغلب على الإحباط الناجم عن الإصابة بالمرض. معاناة نفسية بالاتصال بعدد من النساء المشاركات في البرنامج، بينهن مصابات بالسرطان وأخريات شفين منه، تتضح أهمية التنبه إلى التفاصيل المعاشة في مثل هذه الحالات المرضية. إذ أن هنالك الكثير من المشاعر المتضاربة التي تسيطر على مريضات السرطان والتي عند التخلص منها مع تعزيز الثقة بالنفس، فإن الأزمة النفسية المصاحبة لها تتلاشى. وهذا ما يؤكده العلم الحديث الذي يشدد على الصحة النفسية والرضا عن الذات والمظهر الخارجي للمساعدة على دخول مراحل العلاج الشاقة. وتتحدث عبير وهي مصابة بسرطان الثدي منذ 3 سنوات عن حاجتها الماسة إلى مثل هذا النوع من النصائح والتي ترى أنها ستساعدها على تقبل شكلها أكثر. فهي منذ بداية تلقيها العلاج الكيميائي تعاني تساقط الشعر الذي لم تجد له حلا سوى وضع القبعة. وتوضح عبير أن هذا الأمر يزعجها كثيرا ولاسيما أنها رجعت إلى وظيفتها قبل شهرين مع مواظبتها على تلقي العلاج مرة إلى مرتين في الشهر. وتقول إنها تتوق إلى حضور مثل هذه اللقاءات النسائية التي يمكن الاستفسار من خلالها عن الكثير من الأمور والاستفادة من خبرات من مررن بمثل تجربتها. وتذكر نهى، وهي أم لولدين أحدهما في الخامسة من عمره والآخر في الثامنة، أنها مصابة بحالات الاكتئاب منذ تعرفها إلى حقيقة مرضها. وهي إلى جانب تلقيها العلاج ضد سرطان الأمعاء، تتناول العقاقير المهدئة بحسب وصفة الطبيب النفسي المختص والمطلع على ملفها من قبل المستشفى. وتشير نهى إلى أنها تحمست جدا للمشاركة في مبادرة «كن جميلا» على أمل أن تتمكن من النهوض ثانية ومواجهة الحياة التي مازالت تتطلب منها القيام بدورها كأم. وأكثر ما يقلقها هو أسلوب تعاطيها مع ولديها، لأنها تعلم جيدا أنها لن تقوى على تدريسهما والاهتمام بشؤونهما وهي على هذه الحال من الاستسلام. المخاوف نفسها تواجهها خديجة التي تركت وظيفتها وفضلت المكوث في البيت بعدما أصيبت بسرطان الدم. وتقول مع أن حالتها الصحية ليست خطيرة كما يصف الأطباء، والأمل في شفائها غير بعيد، إلا أنها لم تعد تهتم بنفسها ولا حتى بأسرتها وأبنائها كما يجب. وتذكر خديجة أن الأمر يؤثر عليها سلبا خصوصا أنها باتت تتجنب الاقتراب من زوجها لأنها غير راضية عن شكلها. وهي تنتظر بدء إطلاق «كن جميلا» حتى تطرح بعض الأسئلة حول إمكانية استعادتها لرونقها كأنثى من جديد، لعل الأمر يساعدها على تخطي أزمتها بانتظار الشفاء الذي ترجوه قريباً. الأمل من جهة أخرى، تتحدث أمال بدران عن ضرورة التواصل مع المجتمع على الرغم من الإصابة بالأمراض الخبيثة. وآمال التي شفيت تماما من أحد أنواع السرطان الذي تحفظت عن ذكره، لم تتوقف يوما عن تحدي المرض بالمواظبة على الذهاب إلى الوظيفة والاهتمام بأسرتها. وتقول انه على الرغم من مرورها بمطبات نفسية كثيرة كانت تحبط من عزيمتها بين الحين والآخر، إلا أنها كانت دائما تعاود النهوض من جديد. وهي تنصح النساء المصابات بالسرطان بالاطلاع جيدا على مراحل المرض وإمكانية التداوي، لأن ذلك من شأنه أن يحدد الصورة الحقيقية التي ينطلقن منها. و تقول آمال إن مرض السرطان تحديدا بات أمر الشفاء منه واردا ولم يعد بالخطورة السابقة إذا ما تنبهت المرأة للكشف المبكر. ومن هنا فهي تحث المشاركات في مبادرة «كن جميلا» على التعرف على حالات مشابهة والتداول في كل ما يمكن أن يشكل لهم خجلا اجتماعيا. وتذكر هيام عواد أنها منذ 6 أشهر شفيت تماما من سرطان الثدي، وهي منذ ذلك اليوم تشعر بأنها ولدت من جديد. وتشير إلى أنها لم تكن تقدر قيمة الحياة كما اليوم، وقد ندمت على كل ساعة لم تستمتع فيها بالاهتمام بجمالها أثناء فترة العلاج. وتنصح هيام كل من يعانين من حالات الاكتئاب بسبب المرض، بأن ينهضن من فراش الضعف والاستسلام وأن ينظرن إلى المرآة بثقة ويحاولن بمساعدة من حولهن المضي قدما. وتلفت إلى أن تعزيز الثقة بالنفس والتمسك بالحياة، سلاحان يضمنان تلقي العلاج بأقل قدر ممكن من الألم. وتؤكد أنه لو عاد بها الزمن، لما كانت مرت بمرحلة الإحباط قبل الشفاء، لأن الأمل بالحياة لابد أن يتجدد مع إشراقة كل يوم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©