الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف الدوحة يحتفي بإبداعات الفنون الإسلامية

متحف الدوحة يحتفي بإبداعات الفنون الإسلامية
15 سبتمبر 2012
قد لا يكون متحفا كبيرا ولكنه الأحدث بين متاحف الفنون الإسلامية المتخصصة، فقد افتتح متحف الفن الإسلامي بالدوحة رسميا أمام الزوار في 22 نوفمبر عام 2008. واستغرق العمل فيه من أجل جمع المقتنيات وتشييد المبنى وتجهيزه نحو 15 عاما انتهت المرحلة الأولى منها في عام 2006، بجمع 800 قطعة فنية تمثل الفنون الإسلامية منذ بداياتها الأولى، وحتى مشارف القرن التاسع عشر الميلادي باعتبار أن الهدف من إنشاء المتحف هو «التعريف بخصائص ومقومات الإسلام في عالم لا يتعاطى موضوعيا مع الدين الإسلامي». أحمد الصاوي (القاهرة) - وضعت القطع التي جمعت لمتحف الفن الإسلام بالدوحة في مخزن خاص إلى أن انتهى المهندس الأميركي من أصل صيني ايوه مينج بي من وضع تصميم المبنى وتهيئته للعرض. ويعتبر مصمم المتحف أحد أبرز المصممين في العالم فهو الذي صمم الهرم الزجاجي أمام مدخل متحف اللوفر بفرنسا، كما صمم مبنى متحف «ميهو» في شيجاراكي باليابان ومبنى مصرف شنجهاي في الصين. فلسفة قبة الوضوء كان مينج بي رافضا في البداية لعرض تصميم المتحف لعدم درايته بالحضارة الإسلامية، ولكن بعد رحلة جاب فيها عددا من الدول الإسلامية وجد فكرة تصميم المتحف عقب زيارته لجامع أحمد بن طولون بالقاهرة، مقتبساً من فلسفة بناء قبة الوضوء التي تتوسط صحن الجامع. وشيد المتحف على جزيرة صناعية محمية بلسان بري على هيئة هلال، وتبلغ مساحته 33.5 ألف متر مربع، ويمكن الوصول إليه عبر مرفأ صغير وأنيق. وللمتحف مبنى رئيس له قبة مركزية ومبنى آخر فرعي تربط بينهما ساحة مكشوفة محاطة بأشجار النخيل، ويتألف مبنى المتحف من خمسة طوابق أولها القبو وبه كافة الخدمات الكهربائية والميكانيكية التي تخدم المتحف، بينما يتضمن الطابق الأرضي المدخل الرئيس الذي فيه العرض المؤقت، وخصص الطابقان الثاني والثالث للمعارض الدائمة. أما الطابق الرابع فيضم قاعات للمحاضرات وقاعات صغيرة للعرض، وأفرد الطابق الخامس لبعض المكاتب الإدارية، ويتضمن الطابق أيضا مطعما حديثا. وفي إطار السعي لأن يكون المتحف منارة علمية للباحثين في قطر وما جاورها من البلاد، فإنه يضم أيضا جناحا تعليميا يشتمل على قاعات للمحاضرات ومكتبة مجهزة وغرف المرئيات التي تعزز جوانب التعليم والبحث في مجالات الفن الإسلامي. وتعكس مقتنيات المتحف تراث الفنون الإسلامية خلال 1400 سنة بما تضمه من المخطوطات وقطع الخزف والفخار الإسلامي والتحف المعدنية والزجاجية، فضلا عن المنسوجات والسجاد والأخشاب والعاج والحلي المرصعة بالأحجار الكريمة، كما تعرض بالمتحف مجموعة كبيرة من العملات الإسلامية ولا سيما من الدراهم الفضية والفلوس النحاسية. وتكاد تلك المقتنيات تمثل كافة الأقاليم التي انضوت تحت راية حضارة الإسلام من الهند شرقا وحتى إسبانيا غربا. مصاحف منسوخة من المعروضات المهمة بالمتحف نسخ مخطوطة من مصاحف نسخت بعدة مدن إسلامية، ومن أجملها مصحف بخط مغربي بمداد أسود بينما وضعت علامات القراءة والوقف بالأحمر والأخضر والأزرق وفقا للقواعد القديمة في نسخ المصاحف. ويقتني المتحف عددا من الأواني والتحف المعدنية الإسلامية المكفتة بالفضة ومنها صندوق من النحاس الأصفر له هيئة اسطوانية وله غطاء قمته مستوية، وهو من إنتاج مصر أو الشام في عصر المماليك في بداية القرن التاسع الهجري. وقد ازدانت قاعدة الصندوق وكذا حافته بإطار من زخارف مجدولة طعمت بالفضة بينما تزدان واجهة الصندوق برسوم جامات مختلفة بداخلها زخارف على هيئة المراوح النخيلية، كما تفصل أيضا رسوم زخارف نباتية من أفرع وأنصاف مراوح نخيلية فيما بين تلك الجامات. ومن التحف المعدنية المهمة بالمتحف قناع محارب من الفولاذ يعتقد أنه من الهند وقت حكم أباطرة المغول، ولعله من صناعة القرن الثاني عشر الهجري. ومن اللافت في هذا القناع أنه يزدان بزخارف نباتية نفذت بأسلوب الحز وبعض زخارفه مكفتة بالذهب، وهو ما يشير بوضوح إلى أنه كان بحوزة أحد قادة الجيش المغولي. ويعرض متحف الفن الإسلامي بالدوحة أيضا عدداً من أدوات الفلك الإسلامية منها اسطرلاب من النحاس الأصفر وقد سجلت عليه مواضع ومدارات النجوم بالخط الكوفي، وهو يعبر ببصمته وجماله الفني ودقة صناعته عن مدى التقدم الذي أحرزه المسلمون في مجال الدراسات الفلكية وتطبيقاتها. خزف وسجاد يضم المتحف إبداعات من الخزف الإسلامي فثمة عدد من أجمل أواني الخزف الإيرانية من بينها طبق من الخزف «المينائي الذي ترسم زخارفه فوق الطلاء الزجاجي بسبعة ألوان مختلفة، وقوام زخرفته رسوم فروع نباتية تنتهي بأنصاف مراوح نخيلية. وهناك أيضا بعض لوحات من الفسيفساء الخزفية من أبدعها لوحة أنتجت في القرن التاسع الهجري، وهي مؤلفة من أرضية زرقاء داكنة بها أفرع نباتية تنتهي برسوم وريدات مفصصة مختلفة الألوان. ومن السجاد الشرقي يعرض المتحف لزواره بعض القطع منها واحدة تنسب لإيران في العصر الصفوي، وهي ذات أرضية حمراء وبها رسوم تبدأ من أعلا السجادة برسم أسدين متقابلين، بينما تشغل بقية الساحة رسوم أوراق وزهور نباتية مختلفة. ومن التحف الخشبية التي يقتنيها متحف الفن الإسلامي بالدوحة بعض حشوات كانت جزءا من منبر على الأرجح، وهي على هيئة الأطباق النجمية التي كانت شائعة الاستخدام في العصر المملوكي. ومن العصر المملوكي أيضا يعرض المتحف بعضا من المشكاوات الزجاجية المموهة بالمينا المتعددة الألوان، وأغلبها من إنتاج الشام أو مصر في القرنين الثامن والتاسع للهجرة. أما المخطوطات الإسلامية المصورة فثمة عدد منها بالمتحف يعكس بصدق تقاليد مدارس التصوير التي ازدهرت في العالم الإسلامي، ولا سيما في الهند المغولية ومن أثمن ما يحتفظ به المتحف نسخة من مخطوط حمزة نامه ترجع للقرن العاشر الهجري. «هدايا السلطان» قام المتحف في الفترة الواقعة بين شهري مارس ويونيو الماضيين باستضافة معرض «هدايا السلطان فنون الإهداء»، وهو معرض متنقل جاب عددا من الدول وكانت محطته الأخيرة في الولايات المتحدة قبل أن يصل مرة أخرى لمقره بالمتحف، وهو يعرض صورا من السخاء في هدايا الحكام المسلمين بدءا من القرن الهجري الأول وحتى عصرنا الحالي، وقد عني المنظمون بوضع القصص التاريخية الخاصة بأشهر الهدايا الحكومية الرسمية والشخصية أيضا في قالب سردي عبر أفلام تحتوي الصور الخاصة بتلك الهدايا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©