عامر الرقيبة يقرأ عن أمه ومرارات الصبر في أمسية نادي الشعر بالشارقة

الشارقة (الاتحاد) - أقام نادي الشعر التابع لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول في مقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة، أمسية شعرية استضاف خلالها الشاعر العراقي عامر الرقيبة، وقدم الامسية الشاعر سعيد المنصوري. قرأ الشاعر عامر الرقيبة قصائد عديدة جاءت في أغلبها عمودية كلاسيكية وبعض من قصائد التفعيلة أو القصيدة الموزونة. وتنوعت في اهتماماتها وموضوعاتها ما بين الذاتي والموضوعي أو الذاتي الذي يتسع من خلال رؤية القصيدة ليصير موضوعيا مثل تلك القصيدة التي رصد فيها الشاعر علاقته بأمه الراحلة ومن ثم تحولها إلى رمز للمرأة العراقية الصابرة على مرارات البطش والتنكيل ثم الاحتلال. لكن أكثر قصائد عامر الرقيبة التصاقا بذاته وأعلاها تعبيرا عنه قد تكون قصيدته التي حملت عنوان «لي دهشتان»، حيث لا شيء مرئيا خارج صورة الذات عن ذاتها فهي مركز الكون «المستحيل» ويقول في واحد من مقاطع هذه القصيدة: «لي دهشتان ... إلى ما لا نهايتها يصبو الفؤاد وإنْ تاهت بي الطرقُ قصيدة من شقوق الغيم مطلعها لكنّها من جراح الأرض تنبثق ولوحة لا أراها بل أحسّ بها من جراح الأرض تنبثق!» ومثلما في قصيدته «مونولوج طالب لجوء!»، ففي قصيدة «قمر بغداد» المستلهمة فكرتها من التراث الحكائي الشعبي البغدادي، يرتدي الذاتي قناع الموضوعي ويصبحان وجهان لعملة واحدة، وكأن هذا الموضوع إذ يتوارى خلف الذات وصوتها الذي يؤول إلى الصمت قد ذاب في نسيج الذات فلا ينفصل عنها: «سبع مضين وكلّ الناس تنتظر لعل من جوف حوتٍ يطلع القمرُ لعل أحلامهم حتى وإن يئست من نفسها يجتلي أضغاثها القدر سبعٌ مضين وكفّ الوهم يشغلها قرع الطبول لعل الحوت يندحر لكن كفّ الردى تهوي بمنجله منذ الخسوف فلا تُبقي ولا تذر». ثم دار حوار مع الشاعر أوضح خلاله بعضا من انشغالاته الشعرية وموقفه إنسانا ومثقفا وشاعرا من القصيدة. في هذا السياق رأى أن كتابة القصيدة الموزونة أو قصيدة التفعيلة كتابتها أكثر صعوبة من كتابة العمودية التي تفرض بعضا من القيود على الشاعر، غير أن الموزونة تتطلب ابتكار بدائل لهذه القيود. وفي ختام الامسية سلّمت الشاعرة جميلة الرويحي جميلة الرويحي عضو مجلس إدارة النادي ومسؤولة النشاط الثقافي، شهادة تقدير من مجلس إدارة الاتحاد للشاعر عامر الرقيبة.