الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لقب «البريمير ليج».. بين سيتي وتشيلسي و«يونايتد» خارج الحسابات

لقب «البريمير ليج».. بين سيتي وتشيلسي و«يونايتد» خارج الحسابات
12 أكتوبر 2014 02:04
أمين الدوبلي (أبوظبي) لم ينتظر مانشيني طويلاً كي يحفر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات المدربين العظماء، فقد صعد سلم المجد بسرعة الصاروخ، وربما يبدو أن هناك تناقضاً بين بداياته المتعثرة كلاعب، ومثلها في مسيرة التدريب، فقد عاني في صغره الفقر، حيث إن والده كان نجاراً بسيطاً، يعيش في بلدة صغيرة تسمى «جيسي»، وكان يختلس الوقت لمداعبة الكرة التي أحبها منذ الصغر، دون علم والده، وبرغم ذلك فقد أظهر مواهبه سريعاً، وأقنع والده بالانضمام إلى أكاديمية بولونيا لكرة القدم، وتعلم فيها الكثير وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتوقع له كل المدربين النجومية نظراً الى ذكائه، وحسن استخدام مهاراته في خدمة الفريق . بدأ مشوار التألق في السابعة عشرة مع أندية بولونيا لموسم واحد، ثم سامبدوريا 15 موسماً، ومنه إلى لاتسيو 3 مواسم، وأنهى حياته في نادي ليستر سيتي الإنجليزي، وكان عضواً أساسياً في المنتخب الوطني بين عامي 1984 و1994. أما بداياته مع التدريب فلم تأخذ وقتاً طويلاً، حيث عمل مساعداً لمدرب لاتسيو موسماً واحداً عندما كان في سن 36 عاماً، ثم تولي تدريب فيرونتينا وبعد ذلك عين مديراً فنياً عام 2001 وحقق معه كأس إيطاليا، وعاد إلى نادي لاتسيو مديراً فنياً عام 2002، حيث حقق معه لقب الكأس خلال العامين اللذين قضاهما داخل أسواره، ومع بلوغه سن الأربعين انتقل إلى إنتر ميلان عام 2004، وظل يقوده فنياً 4 مواسم، وحقق معه 6 ألقاب، بواقع لقبين للدوري، ومثلهما للكأس، ولقبين لكأس السوبر، ويعتبره عشاق الإنتر واحداً من أفضل المدربين على مر تاريخ النادي. وفي عام 2009 انتقل مانشيني إلى «البريمير ليج» لقيادة مانشيستر سيتي خلفاً لمارك هيوز، وتمكن من إعادة المان سيتي إلى الواجهة، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي موسم 2011 - 2012 بعد غياب دام 45 عاماً، ثم تحول من قلعة السيتي عام 2012 ليتولى تدريب جلطة سراي التركي، قبل أن تنتهي مهمته مع الفريق العام الماضي. وبين مسيرته كلاعب ومدرب اشتهر مانشيني بأنه شخص مزاجي، يدخل في مشادات كلامية مع الخصوم والحكام، يثق بنفسه، وما يتأثر بهجوم الآخرين عليه، عندما اتهموه بالتعالي، والنرجسية والغرور، ويرى أن كل هذه الاتهامات منبعها الحقد لأنه بدأ سلم التدريب صغيراً في العمر، ولم يمض وقت طويل حتى حقق الإنجازات التي لم يحققها غيره في هذه السن المبكرة. وخلال الحوار الذي أجريناه معه خلال زيارته أبوظبي، وحضوره مباراة الأبيض مع أستراليا في استاد محمد بن زايد أمس الأول، قلب خلاله مانشيني أوراقه القديمة والجديدة، حيث أكد أن لقب البريمير ليج في الموسم الحالي سيكون بين مانشستر سيتي، وتشيلسي فقط، وأن فرص سيتي تبقى الأقوى، وأنه يفضل أن يبقى في منزله من أن يخوض تجربة تدريبية تخصم من رصيده، مشيراً إلى أن كل ما تم تداوله عن اقترابه من تدريب باريس سان جيرمان الفترة الماضية من صنع خيال الإعلام، وأن مشكلة الكرة الإيطالية مادية في الأساس، وتحدث في أمور كثيرة نوردها في نص الحوار التالي. في البداية أكد مانشيني أنه جاء إلى أبوظبي في زيارة عادية، لأنه يحب هذه المدينة التي تربطه فيها علاقات قوية خصوصاً حينما كان مديراً فنياً لمانشستر سيتي، وهي الزيارة الرابعة له للعاصمة الإماراتية، مشيراً إلى أن جمال أبوظبي يجعل الكثيرين يرغبون في قضاء كل حياتهم فيها، وأنه شخصياً يحب هذه المدينة الجميلة، ويشعر فيها بالسعادة كلما زارها. استراحة محارب وعن اهتماماته في الوقت الحالي، وكيف يقضي وقته وهو لا يدرب أي فريق قال مانشيني: «أنا في فترة راحة حالياً، تشبه استراحة المحارب، أشاهد المباريات، وأقابل مديري أعمالي، وأستمتع بوقتي بقدر الإمكان لأنني كنت محروما من الراحة طوال الفترات السابقة». وتحدث مانشيني عن الكرة في الإمارات ومنطقة الخليج، قال: «إنها تتطور بشكل سريع، وتحظى بدعم كبير من المسؤولين، وتملك مستقبلاً واعداً، وأنا أتابع الكرة في منطقة الخليج منذ 5 سنوات، وأرى أن سبب تطورها هو الاستعانة بمدربين كبار، ولاعبين مهمين، وأظن أنه حان الوقت كي تجني دول منطقة الخليج ثمار اجتهادها في الفترة الأخيرة بتحقيق الألقاب والمشاركة في كأس العالم، خصوصاً أنها بدأت تملك مواهب جيدة تستطيع أن تظهر على المستوى العالمي». وعن نصيحته للقائمين على اللعبة في الإمارات من أجل الوصول بها إلى العالمية، قال مانشيني: «أمران فقط ينقصان الكرة هنا من أجل الوصول إلى العالمية بأقصى سرعة، هما الاهتمام بالمراحل السنية في أكاديميات الكرة، بجلب أفضل المدربين، وتطبيق أحسن البرامج التدريبية في تأهيل الصغار وصقلهم بالخبرات، وإتاحة الفرصة أمام المتميزين للاحتراف الخارجي في سن مناسبة، والسن المناسبة تبدأ من الثامنة عشرة من وجهة نظري، وأظن أن الأمرين متوفرين هنا، فأكاديميات الكرة لن تجد مشكلة في دعمها مادياً، والاحتراف الخارجي يجب أن تسبقه خطوات التأهيل الجيد، وخبرات التسويق الجيدة للاعبين». وعن رأيه في أداء الأبيض الإماراتي أمام أستراليا، قال: «يملك عناصر مميزة، وأكثر ما يسعدني أنهم كلهم لاعبون صغار في السن، ولفت انتباهي اللاعب رقم (5) يقصد عامر عبدالرحمن في تحركاته، وقيادته للفريق من وسط الملعب، ويمكنهم أن يذهبوا بعيداً في نهائيات أمم آسيا التي أعتبرها أهم المحطات الحالية للمنتخب». وتطرق مانشيني لتجربته مع مانشستر سيتي خلال الفترة من 2009 إلى 2012، وقال: «قمت بعمل رائع مع مانشستر سيتي، وفزت مع هذا النادي بلقب الدوري بعد أن غاب عن جماهيره 45 عاماً، وكانت تلك واحدة من أسعد لحظات حياتي، فليس المهم أن تسعد وحدك، لأن الأهم من ذلك أن ترى السعادة في أعين الآخرين، وتدرك أنك سبب من أسبابها». وكشف مانشيني سر نجاح تجربة مانشستر سيتي والإدارة الناجحة التي لفتت انتباه العالم كله بالقفزة السريعة التي تحققت في الأداء والنتائج، قال: «بلا تردد الإدارة.. فإدارة هذا النادي وعلى رأسها سمو الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة تعمل بشكل علمي، وتوفر فرص النجاح لأي منظومة، وأنا أخالف الرأي كل من يقول بأن تجربة مانشستر سيتي كانت سريعة، أو أنها متعجلة، لأن الإدارة صبرت 4 سنوات من البناء الجاد حتى بدأت تحقق الإنجازات، والأهم من ذلك أنها تبني بشكل تراكمي، بمعنى أنها تعمل بشكل جاد في الأكاديمية، وتجتهد في جلب لاعبين مميزين، وظلت تبني فريقاً قوياً لمدة 4 سنوات، حتى باتت له شخصيته القوية، ودائماً البناء يحتاج إلى وقت. الشخصية الأقوى وتناول مانشيني في حديثه المنافسة على لقب البريميير ليج في الموسم الحالي وفرص مانشستر سيتي في الاحتفاظ به، وقال: «لقب الدوري بين مانشستر سيتي وتشيلسي فقط، وأظن أن سيتي أقرب لأنه يملك الشخصية الأقوى حالياً، والخبرات الأوفر، والفريق عام بعد عام يصبح أقوى من خلال جلب اللاعبين الجدد». وأشار مانشيني إلى أن مانشستر يونايتد وليفربول ليسا قادرين على المنافسة القوية لأنهما يحتاجان للوقت بعد التغييرات التي أجراها على الهيكل الأساسي. وعن فرص مانشستر سيتي في المنافسة على لقب دوري الأبطال، قال:«دوري الأبطال يختلف عن «البريمير ليج»، ومن الصعب إصدار توقعات فيه، لكني أتوقع أن يفوز به مانشستر سيتي الموسم المقبل، لأن مؤشر برشلونة، والريال في تراجع، ومؤشر «سيتي» في صعود، وأنا أعلم بأن البارسا والريال يتابعان سيتي بقلق كبير، ومن حق سيتي أن يدق ناقوس الخطر لكلا الفريقين، لأن تجربته أصبحت أكثر ثراء منهما. وكشف مانشيني أنه في حال تلقيه الآن عرضا لتدريب أحد أندية الخليج فإنه سوف يبحث العرض كي أتأكد أنه مشروع ناجح، وليس لدي تحفظات على التدريب في أي مكان، إنها وظيفتي، والأمر يتوقف على العرض، والمشروع بشكل عام، ولو وجدت المشروع الذي يجذب انتباهي فلما لا؟. أخطر ثنائي في «الكالشيو» قال مانشيني إن جانلوكا فيالي أفضل مهاجم لعب بجواره، وإن التفاهم الكبير بينه وبين فيالي كان ناتجاً عن الانسجام في الفكر، مشيراً إلى أنه كان يتوقع ماذا يريد فيالي، وكان يتوقع تحركاته، فيهديه الكرة حيثما يحب، دون أن ينظر. وأشار مانشيني إلى أنه وفيالي في مرحلة البداية مع سامبدوريا شكلا أهم ثنائي في الدوري الإيطالي، ووصف مانشيني فيالي بالمهاجم الذكي، ومن الطريف أن فيالي كان يسأله في الكثير من الأحيان عندما يمرر له الكرة دون أن ينظر، ويضعه وجها لوجه مع المهاجمين، كيف عرفت أنني هنا وأنت لا تنظر لي؟. (أبوظبي - الاتحاد) المشاجرة مع بالوتيلي باتت ورائي في تعليقه على المشاجرة التي دارت بينه وبين ماريو بالوتيلي في يناير من عام 2013 حينما كان مدرباً لمانشستر سيتي، قال مانشيني: «هذا الموضوع أصبح من الماضي، وليس لدي رغبة في التعليق عليه، لأنه أخذ كل ما يستحق من كلام، وقد أغلقته تماماً.. فهو كان لاعباً عندي، وأنا أحب كل اللاعبين الذين أدربهم، وأعتبر نفسي أباً لهم جميعاً، ولا أحب الحديث عن أي لاعب دربته .. هذا الموضوع أصبح جزءاً من الماضي، خصوصاً أنه لاعب دولي يمثل منتخب إيطاليا، ولا أحب أيضاً التعليق على خلافاتي في الرأي مع أي مدربين آخرين. (أبوظبي - الاتحاد) فوسينيتش يسجل بهدوء ويصنع الفارق تحدث مانشيني عن اللاعب ميركو فوسينيتش الذي يلعب حالياً مع الجزيرة والقادم من اليوفي في الدوري الإيطالي، قائلاً: «إنه لاعب جيد، قوي الشخصية، يجيد التحرك من دون الكرة ويسجل الأهداف بهدوء دون أن يشعر به أحد». وأضاف: «عرفت أنه يتصدر قائمة هدافي الدوري الإماراتي حالياً برصيد 10 أهداف في 5 جولات، لذا أنا متأكد عند ما أقول إنه مهاجم خطير، وسيسجل أكثر، ويمكنه أن يكون هداف الدوري في الموسم الحالي، وهو إضافة لأي فريق يلعب له». وتابع: «أعرفه جيداً مع روما واليوفي، وكان يصنع الفارق أحياناً في الدوري الإيطالي، وليس غريباً أن يصنع الفارق مع الجزيرة، والأمر لا يتعلق به وحده، بل يتعلق بزملائه، وكيف سيساعدونه في تسجيل الأهداف لأن الكرة لعبة جماعية، تحتاج لتعاون الفريق بشكل عام». (أبوظبي - الاتحاد) عروض سان جيرمان مجرد أوهام صحفية أزمة الكرة الإيطالية مادية والصحافة بريئة منها تحدث مانشيني عن أسباب تراجع الكرة الإيطالية الكبير في المرحلة الأخيرةقائلاً: «منذ عشر سنوات الكرة الإيطالية كانت أفضل من الآن، لم يعد لدينا لاعبون مميزون الآن مثل الجيل الماضي، ومنذ عشرين عاماً وحتى قبل السنوات العشر الأخيرة كنا نملك أفضل لاعبي العالم، والمشكلة أن إيطاليا لديها أزمة اقتصادية في المرحلة الأخيرة، ونتج عن ذلك غياب اللاعبين المهمين المحترفين في أنديتنا، وتراجع مستوى المنافسات، وقلت المواهب». وبرأ مانشيني الصحافة الإيطالية من مسؤولية أسباب أزمة الكرة الإيطالية بضغطها على المدربين واللاعبين أكثر من اللازم، وقال: «الصحافة بريئة من أزمة الكرة الإيطالية، في إيطاليا 60 مليون نسمة، ومن الطبيعي أن تكون صحافتها قوية، ومن الطبيعي أن تضغط على اللاعبين والمدربين، ومن الطبيعي أن يتعايش النجوم مع تلك الضغوط». وعن القرار الذي سيتخذه في حال تلقيه الآن عرضا من نادٍ إيطالي، وآخر من نادٍ إنجليزي، قال: «سوف أبحث كل عرض، وظروف كل نادٍ، وسأختار النادي الذي يرغب في تحقيق البطولة بشكل واقعي، أيا كان مكانه، فالكرة الأوروبية بشكل عام قوية، والمدرب يمكنه أن يعمل في أي مكان يناسبه، وأظن أن الدوري الإنجليزي أقوى في الوقت الحالي»، مشيراً إلى ما تردد عن تلقيه عرضاً لتدريب باريس سان جيرمان نهاية الشهر الماضي مجرد أوهام صحفية، وباريس سان جيرمان لديه مدرب كفء هو لوران بلان، ولن أقول أكثر من ذلك». وعن تجربته التي قاد فيها إنتر ميلان لتحقيق 6 ألقاب، قال مانشيني: «أستمتع بالعمل في قلعة الإنتر، مشيراً إلى أن رئيس النادي ماسيمو موراتي كان يثق بعملي في شكل مطلق، ويدعمني بكل قوة، ومثلما فزت بلقب البريمييرليج مع مانشستر سيتي بعد 45 عاماً، حصدت لقب الكالتشيو مع الإنتر بعد 25 عاماً، وهذا بالطبع أمر يدعوني إلى الفخر بكل الألقاب التي حققها مع الإنتر. وتطرق مانشيني إلى أهمية حصد كل هذه الألقاب، وقال: «كلها مهمة بالنسبة لي، تاريخ أي مدرب يقوى بكل بطولة، ولو فقدت أيا من تلك البطولات التي حققتها كنت سأشعر بحزن بالغ». (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©