السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صنعا الكتبي.. قلب من ذهب

28 ديسمبر 2006 00:12
خديجة الكثيري: قدمت المرأة في دولة الإمارات نماذج مشرفة في مجالات العمل المختلفة ولا نبالغ إذا قلنا إن ابنة الإمارات سجلت العديد من الإنجازات والمواقف الرائدة على الصعيد العربي والدولي وتبوأت مكانة عالية في قطاعات العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني والتطوعي وتعطي دائما المثل الحي والقدوة على ريادتها وتقدمها الصفوف إلى جانب شقيقها الرجل وذلك بفضل الرعاية التي أولتها لها القيادة الرشيدة إيمانا منها بأن المرأة تشكل نصف المجتمع، وأثمرت هذه الرعاية والدعم من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ''أم الإمارات'' رائدة العمل النسائي وصاحبة البصمات المضيئة في مسيرة نهضة المرأة في بلادنا، العديد من الأسماء النسائية الرائدة في مجالات العمل المختلفة وتعتبر سعادة صنعا درويش الكتبي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر في طليعة من ارتدن بنجاح العمل النسائي بالدولة، مقدمة نموذجا مشرفا في التفاني والإخلاص عبر موقعها كأمين عام للهيئة، ما كان محل فخر لإبنة الإمارات التي مثلتها الكتبي في ساحات العمل الإنساني محليا وخارجيا، فجاء تكريمها ضمن الحاصلين على جائزة أبوظبي للشخصيات المساهمة في المسيرة التنموية والاجتماعية بأبوظبي تقديرا وشرفا صادف أهله· العمل الخيري في حوارها مع الاتحاد قالت سعادة صنعا درويش الكتبي إن المسيرة الإنسانية والعمل الخيري في البلاد يحظيان بالدعم والمساندة المتواصلة من قيادة البلاد، تأسيا بنهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات، وعملا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات ليعم الخير كافة أرجاء الوطن ويتحقق الرخاء والاستقرار للمواطنين والمقيمين بالدولة· وتضيف الكتبي أن حدود الاهتمام بالعمل الإنساني والاجتماعي تجاوز دعم وتمكين الهيئات والمؤسسات التي تضطلع بدور أساسي في ذلك الشأن للقيام بمهامها إلى تكريم رواد العمل الاجتماعي والإنساني ضمن الفائزين بجائزة أبوظبي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤكدة أن الجائزة حافز لبذل المزيد من الجهود التي تعود بالخير والمنفعة على المجتمع وفاء للوطن وحفاظا على مكتسباته· وتقول الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر إن جائزة أبوظبي شرف ووسام على صدور المكرمين، كونها تجيء في إطار التقدير لجهود الكفاءات الحريصة على العمل والعطاء، مشيرة إلى القيمة المعنوية الثمينة للجائزة التي تجيء برعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يولي كل الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والشأن المحلي، ويسعى بدأب وحرص لدعم كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار الاجتماعي والحفاظ على التماسك الأسري ورعاية الجهود الإنسانية والخيرية في البلاد، ليعم الخير والترابط والألفة بين المواطنين والمقيمين في الدولة لخدمة المسيرة التنموية· جهود أم الإمارات وقالت الكتبي: إن الجائزة زرعت الثقة في قدرات العنصر النسائي في المجتمع كون المرأة شريكاَ أساسياً في المسيرة النهضوية والعمرانية والتنموية مؤكدة أن تكريمها بالجائزة هو تكريم للعمل الإنساني والجهود النسائية التي تلقى كل الرعاية والمساندة من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر·مشيرة إلى أن تكريم العناصر النسائية ضمن الشخصيات الفائزة بجائزة أبوظبي عكس ثقة قيادة البلاد الحكيمة والمجتمع المحلي في جهود ابنة الإمارات بما تتمتع به من خبرة وإمكانات وطاقة تسعى لتكريسها في سبيل نهضة الوطن وخدمة المجتمع مؤكدة أن العمل الإنساني يستوعب بمجالاته المختلفة، جهود الكوادر التطوعية الراغبة في البذل والتعبير عن الوفاء للوطن والمساهمة في مسيرة الخير والعطاء لتقديم العون والمساندة للآخرين· مكانة الإمارات وأكدت الكتبي على أن ما تنعم به البلاد من رخاء واستقرار هو نتاج تعاضد الجهود المخلصة التي شارك بها الأوفياء لإمارات الخير من مواطنين ومقيمين بالبلاد لافتة إلى أن ذلك المناخ الحافز للعمل الإنساني والاجتماعي أسس بنيانه الفقيد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' على المحبة والسلام، ومساندة الأشقاء والأصدقاء، مشيرة إلى ما تتبوأه البلاد من مكانة مرموقة على الصعيد الدولي ضمن الدول المانحة والداعمة للعمل الإنساني في كافة الأوقات والظروف تضامناً مع المنكوبين والمتضررين والفئات التي تعاني وطأة وتداعيات الكوارث المختلفة، انعكس بصورة إيجابية في السمعة الطيبة لأبناء الإمارات في الخارج وهو محل فخر واعتزاز لكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات الغالية· العمل النسائي وضعت صنعا درويش الكتبي بصمتها على شكل وتنظيم العمل النسائي بدولة الإمارات، فكانت واحدة من أبرز الشخصيات المشاركة في تأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية، وكانت مسؤولة الشؤون الثقافية بالجمعية عام ،1981 كما ساهمت بشكل مؤثر كعضو مؤسس في الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات، وشغلت منصب مديرة الاتحاد النسائي العام في الفترة من عام 82 حتى ·1986 كما سعت من خلال موقعها القيادي للتعبير عن تطلعات المرأة الإماراتية للمستقبل وطموحاتها لتحقيق مكانة أرفع، وساهمت في فرق العمل الوطنية للدراسة الميدانية لقانون الأحوال الشخصية كما ساهمت بدعم مراكز تعليم الكبار في الجمعيات النسائية بالإمارات الشمالية· الهلال الأحمر في عام 1997م شغلت الكتبي منصب رئيسة اللجنة النسائية بالهلال الأحمر الإماراتي ثم الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر عام ،2000 وسخرت جهودها لدعم القضايا الإنسانية الملحة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال المشاركة بتأسيس مركز أبوظبي للتوحد، ومركز المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة، ومطبعة الهلال لمناهج المكفوفين والمشاركة بتأسيس مختبرالهلال الخيري المتنقل لتدريب المكفوفين على استخدام الحاسب الآلي· وكانت على رأس القائمين على تنظيم وتنفيذ برنامج الهلال الأحمر الوطني لجلساء المسنين، ومسابقة الهلال الإبداعية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما شاركت في لجنة دراسة وضع المعاقين في دولة الإمارات العربية بالتعاون مع وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، فضلا عن المشاركة بإعداد قانون الهيئة العامة للمعاقين بالدولة عام 2000م· الأزمات والحروب وتابعت الكتبي اهتمامها بمعاناة المرأة خلال الأزمات والحروب وساهمت في تأسيس صندوق المرأة اللاجئة بالتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين عام 2003 الذي جاء تأسيسه بمبادرة وتمويل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، ''حفظها الله''· تكريم محلي ودولي برزت جهود صنعا درويش الكتبي في مجالات إنسانية متنوعة على المستوى المحلي والخارجي، عبرت من خلاله عن طاقة تنبض بالعمل دون توقف حرصا على إثبات الكفاءة والتميز وتحقيق الريادة لإبنة الإمارات· استحقت تلك الجهود بجدارة التقدير والتكريم في العديد من المحافل والمنتديات المحلية والدولية، وكان أول تكريم حصلت عليه صنعا درويش الكتبي هو وسام رائدات العمل التطوعي في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1984 كما تم تكريمها خلال مؤتمر خدمة العمل الاجتماعي في الدول العربية والخليجية عام 1985 وفي عام 1986 كرمها صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية، كما حصلت على جائزة الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات، وكان آخر تكريم حصلت عليه في ديسمبر من عام 2003 حيث قلدتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة وسام الأداء المتميز تقديرا لجهودها في المجال التطوعي وذلك خلال مؤتمر رائدات العمل بالإمارات الذي عقد في الشارقة· كانت من الرعيل الأول الكتبي من الرعيل الأول في دروب الحركة النسائية بدولة الإمارات وكرست حياتها للعمل من أجل وطنها ومجتمعها، متخذة من إيمانها الراسخ بدور المرأة في المجتمع المعاصر مبدأ لا يمكن التخلي عنه، ومن وفائها للقيم والتقاليد العربية الأصيلة منهاجا تعكس من خلاله الصورة الحقيقية لهوية المرأة العربية في المجتمع الحر، فكانت من الرائدات في وضع أسس العمل النسائي في الدولة، وكافحت من أجل تعديل أوضاع المرأة وصيانة حقوقها في التعليم والعمل وغيره من المجالات والميادين، وتوجت جهودها بالتكريم في العديد من المناسبات التي تشيد بإنجازاتها المتعددة· دور إنساني سجل التاريخ لصنعا درويش الكتبي تواجدا مشرفا على المستوى الدولي في أماكن النزاعات والكوارث الإنسانية باعتبارها أول إمرأة إماراتية تقود العمل الإنساني وتتواجد ميدانيا في المناطق الملتهبة بالأحداث للتعبيرعن التضامن وتقديم المساندة للمنكوبين والمتضررين في العراق عام 1998 لإغاثة أطفال العراق، وكررت الزيارة خلال عام 2003 رغم الأحداث التي شهدتها المنطقة وما شكلته من مخاطر وفي عام 1999 كانت على رأس أول وفد نسائي إنساني لإغاثة اللاجئين في ألبانيا وكوسوفا، ورأست وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لإغاثة فلسطين عام 2000 وإغاثة أفغانستان عام 2001 رغم التهديد المتواصل لمهام فرق الإغاثة الإنسانية في تلك الظروف المضطربة· العمل المحلي كما برز الدور الريادي للكتبي على الصعيد المحلي فحققت دفعة قوية لجهود اللجنة النسائية بهيئة الهلال الأحمر، وأدارت دفة الأمور صوب الاهتمام والتفاعل بشكل إيجابي مع القضايا المطروحة على الساحة الإنسانية محليا، ومنها تبني متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في المجتمع من حيث التأهيل والتغلب على ظروف الإعاقة، وابتكار أساليب متطورة لبرامج كفالة الأيتام بدعم المحسنين، وتنظيم برامج تدريبية لتمكين الشرائح الضعيفة من اللحاق بسوق العمل وتعزيز مفهوم العمل التطوعي بين شرائح المجتمع وجذب المتطوعين والمتطوعات لدعم العمل الإنساني والتواصل مع المسنين وتقديم كافة أشكال الدعم المادي والعيني والنفسي· السيرة الذاتية سيرتها الذاتية يمكن أن نلخصها في هذه السطور: هي من مواليد أبوظبي عام ،1959 تخرجت في جامعة الإمارات عام ،1981 وحصلت على درجة بكالوريوس في الدراسات الإسلامية، وكانت منذ بداياتها بمثابة شعلة تنير من حولها لنشر الفكر والثقافة بين الفتيات من سنها فتعددت أدوارها في خدمة المجتمع، وأظهرت تميزها كسيدة تتحمل المسؤوليات وكأم وزوجة مثالية· وبدأت صنعا درويش الكتبي العمل في المجال التربوي كمشرفة إدارية عام ،1975 ثم وكيلة مدرسة عام ،1976 ونال أداؤها الكثير من الإعجاب والتقدير لما لوحظ عليها من قدرة وتميز في تحمل مسؤولية إعداد الأجيال الصالحة، وقد حرصت طوال تلك الفترة على صقل مهاراتها بالخبرة المكتسبة عبر مشاركتها في العديد من الدورات التدريبية في المجال النفسي والإداري التي تشرف عليها وزارة التربية و التعليم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©