الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتجاجات إسلامية... ونداءات تهدئة أميركية

احتجاجات إسلامية... ونداءات تهدئة أميركية
15 سبتمبر 2012
استهدفت الاحتجاجات التي أثارها الفيلم المسيء للإسلام، مزيداً من المنشآت الأميركية في العالم الإسلامي يوم الخميس الماضي، مما يمثل اختباراً لإرادة وقدرة الحكومات الأجنبية على حماية الأميركيين، ولقدرة إدارة أوباما على تهدئة مشاعر الغضب المتزايدة. وبينما انتشرت المشاعر المعادية للولايات المتحدة، تحركت الإدارة الأميركية على عدد من الجبهات من أجل البعث برسالتين: أنه لا علاقة لها بالفيديو المسيء للإسلام، وأن العنف رد غير مقبول على الفيلم. غير أن تأثير الرسالة التي بعثت بها إدارة أوباما مازال غير أكيد. ففي العاصمة اليمنية صنعاء، تعرضت السفارة الأميركية يوم الخميس للاجتياح من قبل المحتجين الذين اقتحموا الجدار، وأضرموا النار في مبنى داخل المجمع، وكسروا النوافذ، وحملوا معهم معدات مكتبية وتذكارات أخرى قبل أن تقوم قوات الأمن المحلية بتفريقهم. وقال عبد الودود المطوع أثناء مغادرته المجمع: "إننا نريد طرد السفير الأميركي"، وأشار إلى أنه تأثر بالتقارير حول الفيلم المسيء للإسلام، مضيفاً: "لا يمكن أن نقبل إي إساءة لرسولنا... إنه خط أحمر". وفي القاهرة، تصاعدت سحب الغازات المسيلة للدموع عبر المنطقة المحصنة حول السفارة الأميركية، في وقت اشتبكت فيه قوات الأمن مع المحتجين لليوم الثالث على التوالي. كما أفادت التقارير باندلاع مظاهرات عبر كل المنطقة، وكذلك في إيران وبنجلاديش. وفي باكستان، حيث تعتبر المظاهرات المعارضة للولايات المتحدة أمراً مألوفاً، قالت الحكومة إنها "حجبت" الفيديو الأميركي ومنعت الوصول إليه على الإنترنت. وعلى الرغم من أن أفغانستان فعلت الشيء نفسه على ما يقال، إلا أن الوصول إلى الفيلم كان متاحاً هناك على الإنترنت ليلة الخميس. وبعد يومين على مقتل السفير الأميركي "جاي. كريستوفر ستيفنز" في ليبيا، وثلاثة أميركيين آخرين في اندلاع للعنف بمدينة بنغازي الليبية، قادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجهود الرامية إلى النأي بالحكومة الأميركية عن الفيلم، واصفة إياه بـ"المقزز والذميم"، ومنددة في الوقت ذاته بالرد العنيف عليه. وفي هذا السياق، قالت كلينتون في اجتماع عقدته مع وفد مغربي في واشنطن، "إن الحكومة الأميركية ليست لديها أي علاقة إطلاقاً بهذا الفيديو"، مضيفة: "إننا نرفض كلياً محتواه ورسائله؛ غير أنه ليس ثمة أي تبرير -على الإطلاق- للرد على هذا الفيديو بالعنف". وقد صدرت هذه الرسالة عن واشنطن طيلة اليوم، في البيانات الموجزة الصادرة عن البيت الأبيض، وفي خطابات بالعواصم العربية وعبر المواقع الرسمية على الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني وتويتر من وزارة الخارجية الأميركية وسفاراتها عبر العالم. بعض الحكومات استجابت للدعوات الأميركية إلى تنديد قوي بالعنف. فبعد أيام من الصمت النسبي، ندد الرئيس المصري محمد مرسي، من بروكسيل التي كان يزورها، بالهجمات التي استهدفت السفارة الأميركية في القاهرة، متعهداً بالدفاع عن أمن المباني الدبلوماسية الأميركية. غير أن مرسي ندد أيضاً بالفيلم ودعا "الشعب الأميركي" إلى "إعلان رفضه" لمثل هذه الاستفزازات. وفي مؤشر ممكن على أن الزعماء السياسيين والدينيين المصريين المؤثرين الذين دعوا إلى الاحتجاجات قلقون من أن تكون النبرة قد أصبحت أشد مما ينبغي، قال "حزب النور" السلفي إن المظاهرات ينبغي أن تتم بعيداً عن السفارات، وندد بالعنف والفيديو على حد سواء. وقال الحزب في بيان له: "إننا نقدر ونثمن... البيان الصادر عن السفارة الأميركية الذي ندد بالإساءة للإسلام ورسوله". وفي هذه الأثناء، اعتذر الرئيس اليمني عبد ربه هادي للولايات المتحدة عن الأضرار التي لحقت بسفارتها في صنعاء، وأمر بفتح تحقيق في الحادث. وقال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما "أعاد التأكيد (في اتصال هاتفي مع هادي يوم الخميس) على رفضه لأي جهود للإساءة للإسلام، كما شدد على أنه لا يوجد أي مبرر للعنف الذي نشهده". كلينتون تحدثت إلى جانب وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني الذي قدّم تعازيه في وفاة ستيفنز وموظفي وزارة الخارجية الأميركية الآخرين. وكرر "موقف (حكومته) الواضح ضد العنف وضد أي مواجهة كطريقة لحل المشاكل وتسوية النزاعات". كما شكر العثماني كلينتون لتنديدها بالفيديو "المسيء". وكان الرئيس أوباما قد تحدث هاتفياً مع الرئيس الليبي محمد يوسف المقريف في وقت متأخر من يوم الأربعاء، حيث تقبل التعازي عن وفاة الدبلوماسيين الأميركيين وعبّر عن تقديره للتعاون بين الولايات المتحدة وليبيا في أعقاب الهجوم، مثلما أعلن البيت الأبيض. ويوم الخميس لم يضف مسؤولو الإدارة الأميركية الكثير إلى الروايات حول ظروف موت ستيفنز الذي انفصل عن الآخرين وسط الدخان وإطلاق النار على القنصلية الأميركية في بنغازي، ولم يره زملاؤه إلا بعد ساعات على ذلك، عندما أوصل الليبيون جثته إلى المطار خلال جهود الإخلاء الدبلوماسية. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند قد كررت في وقت سابق معلومات مفادها أن المسؤولين أُخبروا بأن ستيفنز نُقل من القنصلية إلى المستشفى المحلي أولا، لكنها قالت إنهم لا يستطيعون تأكيد ذلك. وقالت نولند في هذا الصدد: "ليست لدينا أي معلومات أكيدة من جانبنا بخصوص متى توفي بالضبط أو الأسباب الدقيقة للوفاة"، مضيفةً: "أعتقد أن هذا من بين الأشياء التي ستتضح أكثر مع التحقيق الذي يقوم به الليبيون بدعم منا". وكانت جثة واحد من الأميركيين الآخرين، شون سميث، قد وُجدت داخل القنصلية عندما استعاد الموظفون الأميركيون السيطرة عليها في وقت مبكر من يوم الأربعاء. ومساء الخميس، أصدرت كلينتون بياناً يشير إلى اسمي الموظفين الآخرين، وهم جلِن دوهرتي وتايرون وودز، وكلاهما عضوان سابقان في مشاة البحرية، عملا من قبل في أفغانستان والعراق وكانا يعملان كموظفين أمنيين لحساب وزارة الخارجية الأميركية. وقالت كلينتون إنهما "ماتا وهما يدافعان عن زملائهما". وفي الكونجرس، قدم مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ديفيد بترايوس، بياناً موجزاً للمشرعين حول هجوم بنغازي؛ لكن بترايوس، وفق شخص حضر الجلسة المغلقة، قال إنه مازال من غير الواضح من يقف وراء الهجوم، ومازال من غير الواضح ما إن كان هجوماً مخططـاً له أو إن كانت هناك أدلة تشير إلى تورط لتنظيم "القاعدة". وقد وافق هذا الشخص على الحديث شريطة عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع. وفي وزارة الخارجية الأميركية، قالت نولاند إن كلينتون "أرادت أن تتحدث بقوة وبشكل مباشر وصريح"، لأن الحكومة تخشى "أن الناس في المنطقة لا يفهمون ثقافتنا ومجتمعنا، وأن الفيديو إنما هو في الواقع عمل خاص لا علاقة للحكومة الأميركية به، وأننا لا نقوم بهذه الأنواع من الفيديوهات، وأننا نجده كحكومة مقززاً وذميماً". وقات نولاند للصحفيين في البيان الموجز اليومي: "آمل أن تقوموا جميعاً بنشر وبث هذه الرسالة على أوسع نطاق ممكن"، مضيفةً أن تصريحات كلينتون كانت "مقصودة لأننا نخشى ألا يُفهم ذلك بشكل جيد". كارن دييانغ ومايكل برنبوم محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©