15 سبتمبر 2012
استأنفت شركات عقارية كبرى بدبي العمل في 15 مشروعاً رئيسياً، سبق أن تم تجميدها على مدى السنوات الثلاث الماضية، تحت وطأة الضغوط التي فرضتها الأزمة المالية العالمية على القطاع العقاري.
وأرجع خبراء ومديرون تنفيذيون في شركات عقارية، استئناف العمل في تلك المشروعات إلى تعافي السوق العقارية في الإمارة وتحسن مستوى التمويلات العقارية التي توفرها البنوك العاملة في الدولة، إضافة إلى اعتدال أسعار مواد البناء وتكلفة الإنشاءات مقارنة بالأسعار السائدة قبل بداية الأزمة.
وقال سلطان بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك بدبي لـ «الاتحاد» إن العديد من الشركات العقارية كسرت حالة الجمود والتباطؤ التي أصابت مشروعاتها عقب الأزمة المالية العالمية، وبدأت في تسريع وتيرة إحياء واستكمال المشروعات العقارية في الآونة الأخيرة للوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء.
وشدد على أهمية الدور التمويلي للبنوك المحلية والأجنبية العاملة في الدولة لدعم خطط الشركات العقارية لإحياء أو استكمال مشروعاتها التي تم تجميدها عقب الأزمة المالية العالمية.
وضمت قائمة المشاريع العقارية التي تم استئناف العمل بها مؤخراً 8 مشروعات تابعة لمجموعة دبي للعقارات، أهمها مشروع «مدن» الذي تقرر استئناف العمل به، كما تعكف الشركة حالياً على وضع الجدول الزمني لاستئناف العمل في مشروعي «اللاجون» و»تجارة تاون» قريباً.
ويضاف إلى ذلك 5 مشروعات عقارية تابعة لمطورين ثانويين، وهما «سيتي أوف أرابيا» لشركة كلداري» ومدينة «استدامة» التابع للمطور الفرعي «دايمون ديفلوبرز»، إضافة إلى مشروع المدينة الترفيهية الذي تطوره شركة «الحكير» السعودية في دبي لاند، فضلاً عن استئناف العمل في مشروعي بيتش كلوب الذي تطوره شركة ميدان ومشروع جميرا بيتشريزيدنس التابع لشركة ميراس العقارية.
من جانبها، قررت شركة نخيل العقارية استئناف العمل في 6 مشروعات عقارية، هي الفرجان وجميرا بارك وجميرا فيليج وجميرا هايتس وجميرا آيلاند وبدرة في بداية شهر أكتوبر المقبل، إضافة إلى طرح 5 مشروعات جديدة.
وفي السياق ذاته، أعلنت «شون العقارية» مؤخراً عن استئناف العمل في مشروع «دبي لاغون»، ومنحت عقداً إلى «شركة كريستال لاغونز»، الشركة العاملة في مجال تطوير البحيرات كبيرة الحجم لتطوير البحيرة المائية الأساسية للمشروع.
من جانبه، قال خالد المالك الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للعقارات، إن المجموعة العضو في دبي القابضة قررت استئناف العمل في مشروع «مدن» السكني الواقع في منطقة «دبي لاند» لإنجاز 348 فيلا.
ولفت إلى أن هذا الإعلان يأتي بالتزامن مع التقارير الأخيرة التي تؤكد أن الطلب على الفيلات الراقية في مواقع رئيسة لا يزال قوياً في دبي، من قبل المواطنين والمستثمرين الإقليميين والدوليين.
وأضاف المالك أن استئناف العمل في مشروع مدن يعد مؤشراً واضحاً على تعافي السوق والتزام مجموعة دبي للعقارات بلعب دور مهم في مسيرة التنمية العقارية في الإمارة.
وقال المالك إن قرار استئناف العمل في «مدن» يأتي بعد إعلان مطورين ثانويين في مشروع «دبي لاند» التابع لمجموعة دبي للعقارات استئناف خمسة مشروعات عقارية رئيسية في المدينة بعد توقف استمر قرابة ثلاثة أعوام بسبب الضغوط التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على القطاع العقاري.
وأكد المالك أن مجموعة «الحكير السعودية» التي تطور أكبر مدينة ترفيهية مغلقة للألعاب قررت إحياء مشروعها العقاري بالتزامن مع التعافي التدريجي الذي يشهده القطاع العقاري في دبي.
وأضاف أن المجموعة استأنفت العمل في مشروع سيتي أوف أرابيا، ما اعتبره دليلاً على عودة الانتعاش العقاري في الإمارة، إضافة إلى الإعلان عن مشروع أول مدينة مستدامة الذي تطوره شركة «دايموند ديفلوبرز» في إطار مشروع «دبي لاند».
ولفت إلى أنه على صعيد المشاريع التي يتم تطورها من قبل مستثمرين ثانويين، مثل مشروع «بيتش كلوب» الذي تنفذه ميدان، ومشروع توسعة «جميرا بيتش ريزيدنس» الذي تطوره شركة «ميراس»، فإن مجموعة دبي للعقارات استطاعت خلال الفترة الماضية مساعدتهم على استئناف العمل في هذه المشروعات من خلال استكمال البنية التحتية وتسليم الأراضي.
وأضاف المالك أن استراتيجية مجموعة دبي للعقارات، تركز على استكمال العقارات المنتجة، خاصة التي وصلت إلى مرحة متقدمة من الإنجاز.
ولفت إلى أن المجموعة استكملت مشاريع مثل «اكزيكتيف تاور» و»المول» و»ذافيلا» و»ليان» و»شروق مردف» و»غروب مردف» خلال ذروة الأزمة، وهو الأمر الذي انطوى على مخاطرة كبيرة، إلا أنه أكد أنها كانت خطوة على الطريق الصحيح، حيث ساهمت في خلق روافد جديدة للإيرادات المالية المستدامة الناتجة عن عمليات التأجير.
وأوضح أن الشركة قررت بعد ذلك دراسة المشروعات المجمدة ومن ثم إعادة طرحها وفق التصميمات والنماذج التي تتناسب مع طبيعة الطلب الحالي في السوق العقارية، ومنها مشروع «مدن» الذي قررت الشركة استئناف العمل به والذي يعد من أكبر المشاريع التي تطورها الشركة.
وأضاف أن الشركة تقوم بعملية مراجعة شاملة للمشاريع العقارية، تتضمن أيضاً تحديد الجدول الزمني لتنفيذ مشروع «تجارة تاون»، إضافة إلى المرحلة الثالثة من مشروع ذا فيلا ومشروع «اللاجون».
وقال إن أزمة العقار لم تكن حكراً على دبي، حيث إنها طالت العديد من الأسواق الإقليمية والعالمية، لافتاً إلى أن دبي تميزت بأنها تعاملت مع الأزمة بحلول ابتكارية أدت للخروج بأقل الأضرار الممكنة ومن دون أي تأثيرات سلبية على المكتسبات المتحققة بالفعل.
وأعلنت شركة نخيل العقارية في وقت سابق أنها ستستأنف العمل في 6 مشروعات عقارية، وهي الفرجان وجميرا بارك وجميرا فيليج وجميرا هايتس وجميرا آيلاند، وأوشكت الشركة على استكمال هذه المشروعات، حيث من المتوقع تسليم بقية الوحدات قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل.
بدوره، قال أحمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين، إن الشركات العقارية التي واصلت استكمال مشروعاتها العقارية خلال الفترة الماضية استفادت من انخفاض تكلفة البناء بسبب تراجع أسعار مواد البناء الرئيسية في الدولة، خاصة الحديد والإسمنت مقارنة بالأسعار السائدة قبل بداية الأزمة.
وأضاف أن إحياء المشروعات العقارية يمثل فرصة جيدة لقطاع المقاولات، حيث تسهم هذه المشروعات في مساعدة القطاعين على التعافي واستعادة القدرة على النمو والانتعاش.
واستأنفت شركة شون العقارية العمل في مشروع لاجون السكنى، وقال دانيل شون، نائب الرئيس لشركة «شون العقارية»، إن استئناف العمل في مشروع لاجون العملاق يؤكد قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها على الرغم من التحديات الراهنة.
وأضاف: «انتهت الشركة مؤخراً من استكمال أعمال الهيكل الخرساني والجدران في المنطقة الأولى، بالإضافة إلى قيام المقاول الرئيسي في المنطقة 2 و4 بالبدء فعلياً في العمل مع توقع بإنجاز الهيكل وأعمال الحجارة في هاتين المنطقتين بنهاية العام المقبل، تمهيداً للإنجاز الكامل وتسليم المنطقة في عام 2012».
وقال إن الشركة خصصت نحو 48 مليون درهم لإنشاء محطة الكهرباء الفرعية بسعة 132-11 “كيلو واط”، حيث تأتي تلك الاستثمارات ضمن إطار التزام المطور بالإنجاز الفوري لأعمال البنية التحتية كافة الضرورية لتسليم الوحدات السكنية للمستثمرين ضمن الموعد المحدد، حيث من المقرر إنجاز المنطقة رقم 1 بنهاية العام الجاري.
كما أعلنت «شون العقارية» مؤخراً، منحها عقداً إلى «شركة كريستال لاغونز»، الشركة العاملة في مجال تطوير البحيرات كبيرة الحجم، وذلك لتطوير البحيرة المائية الأساسية ضمن مشروع «دبي لاغون».
وحول التسهيلات التي قدمتها الشركة لعملائها، أوضح شون أن الشركة عرضت حسومات على أسعار الوحدات السكنية وقدمت شروط دفع ميسرة للدفعات المتأخرة، بالإضافة إلى إعفاء العملاء من رسوم نقل المنطقة وفترة سماح لثلاثة أشهر لتسديد الدفعات الإضافية اللازمة، بهدف استعادة ثقة المستثمرين، ما يعزز من فرص إتمام هذا المشروع بنجاح.
المصدر: دبي
عدد اليوم
