الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشكلات تواجه كبريات شركات الإلكترونيات اليابانية

مشكلات تواجه كبريات شركات الإلكترونيات اليابانية
15 سبتمبر 2012
وضعت كبريات شركات الإلكترونيات اليابانية نصب أعينها استعادة قوتها السابقة بأن تبدأ بداية جديدة وأجرت تغيرات جذرية على إداراتها بعد أن منيت بخسائر قياسية، غير أن إعلان شركتي سوني وشارب المتراجعتين عن نتائجهما الصادمة مؤخراً يشي بأنه لا يزال أمام الشركتين رحلة طويلة لبلوغ أهدافهما المنشودة. إن التغير التكنولوجي الهائل الذي أوصل منافسين أجنبيين هما شركة آبل وشركة سامسونج إلكترونيكس إلى تحقيق أرباح قياسية، لا يزال يؤثر سلباً على نظائرهما اليابانية التي بدلاً من أن تجني أرباحاً من رواج الهواتف الذكية تلحق بها خسائر في مجال أجهزة التلفاز المسطحة. كما أظهرت الشركات اليابانية أنه ليس لديها حلول لمشكلة ارتفاع قيمة الين الذي زادت قيمته زيادة مطردة خلال السنوات القليلة الماضية، إن ارتفاع العملة وضع على المحك الحكمة من تصنيع بضائع في اليابان بالنظر إلى أن ذلك يزيد من أسعار تلك البضائع لدرجة يصعب معها بيعها خارج اليابان. وقالت شارب إنها تنوي تسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها للمرة الأولى منذ عام 1950، حيث يأتي معظم تسريح الخمسة آلاف عامل المخطط أو نحو 9% من قوتها العاملة العالمية من اليابان. كما تخطط شارب إلى تقليص حجم اثنين من المصانع المحلية وهما عبارة عن موقع يصنع أجهزة التلفاز وغيرها من المنتجات السمعية البصرية ومنشأة أخرى تصنع ألواح الطاقة الشمسية. وقال تاكاشي أوكودا الذي تولى رئاسة شارب في شهر يونيو في أحد المؤتمرات الإخبارية: “لو لم نفعل ذلك الآن لن يكون لشركة شارب نمو مستقبلاً”. وقالت شارب إنها تتوقع الآن خسائر يبلغ صافيها 250 مليار ين أو 3?2 مليار دولار في السنة المالية التي تنتهي في شهر مارس المقبل من توقعات سابقة بخسائر 30 مليار ين. ويأتي هذا التعديل فيما تسعى شارب إلى التعافي من نتائج السنة المالية السابقة المروعة التي انطوت على أسوأ خسائر منيت بها الشركة بلغ صافيها 376?07 مليار ين. ترتب على تباطؤ مبيعات أجهزة التلفاز خلال السنوات القليلة الماضية الإضرار بشركة شارب من زاويتين. فالأمر لا يقتصر على أن أجهزتها تجد صعوبة في البحث عن مشترين، خصوصاً في الصين واليابان، بل إن مصنعي الإلكترونيات الآخرين الذين يشترون شاشات “ال سي دي” كبيرة الحجم من شارب يقلصون أيضاً من طلبياتهم. تنبع مشاكل شارب من قيامها ببناء مصنع شاشات “إل سي دي” ضخم في ساكاي غربي اليابان في أواخر عام 2009، وحين تباطأت السوق تكدس مخزون شارب وقررت ألا تشغل آلمصنع بكامل طاقته. وفي صفقة غير مسبوقة باعت شارب في شهر مارس الماضي 37?6% من المصنع لعملاقة التصنيع التايوانية شركة هون هاي بريسيجن اندستري التي وافقت أيضاً على الاستحواذ على حصة 10% في شارب. وتشارك سوني زميلتها شارب في المعاناة وان كان ذلك بدرجة أقل كثيراً تضرراً بقوة الين وانخفاض مبيعات المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية، قالت سوني إنها تتوقع صافي أرباح يبلغ 20 مليار ين أو 255 مليون دولار من بداية هذا العام لغاية شهر مارس 2013 مقارنة مع سابق توقعها بأرباح تبلغ 30 مليار ين. وقلصت سوني التي قالت إنها تعتزم تسريح 10 آلاف عامل في هذه السنة المالية، من أهداف مبيعاتها لمعظم محفظة أجهزتها الإلكترونية الاستهلاكية. كما خفضت سوني من خطط مبيعاتها لأجهزة تلفاز “إل سي دي” وآلات تصويرها الرقمية ومشغلات اسطواناتها وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب المحمولة. غير أن سوني زادت انتاج هواتفها الذكية المستهدف، إلا أنه حتى بارقة الأمل هذه تعتبر مشوبة ببعض الغيوم بالنظر إلى أن الشركة قالت إن الهواتف بدأت في تقليص مبيعات آلات التصوير الرقمية العادية وأجهزة الألعاب المحمولة. وقامت سوني بتصفية شركتها المتآلفة مع تليكوم إيه بي إل إم اريكسون السويدية وتولت كامل السيطرة على نشاط هواتفها المحمولة في وقت سابق من هذا العام. وقالت سوني التي طلبت من كازوا هيراي أن يحل محل هوارد سترينجر كرئيس تنفيذي في شهر أبريل إن الأحوال الاقتصادية في دول متقدمة ساءت أكثر مما سبق أن توقعت بينما بدأ النمو في أسواق ناشئة في التباطؤ. ويظل الين القوي، خصوصاً مقارنة باليورو شوكة في جنب سوني. وأسست سوني توقعاتها للسنة بكاملها على افتراض أن الين سيتداول بسعر 80 ينا للدولار الأميركي و105 ينات لليورو. وهي تشهد الآن تداول اليورو مقابل 100 ين لباقي سنتها المالية. يذكر أن الدولار تداول بسعر 78?23 ين واليورو بسعر 95 ينا في تداول نيويورك الخميس 2 أغسطس. واستقر سعر الدولار بداية الأسبوع الماضي على 78?26 ين مقتربا من أدنى مستوياته في شهر 78?16 ين الذي سجله يوم الجمعة الأسبق. وقالت سوني إنها عوضت تماماً انكشافها على الدولار غير أن ارتفاع قدره ين واحد مقابل اليورو يقلص أرباح تشغيلها السنوية بنحو 6 مليارات ين. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©