الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنان يطوع حروف «الضاد» في تشكيل لوحاته

فنان يطوع حروف «الضاد» في تشكيل لوحاته
27 سبتمبر 2011 20:50
خليل الله شمناد فنان هندي برع في استخدام الكتابة العربية ليخط أعمالاً فنية غاية في الدقة والإبداع، ويرسم شمناد ملامح شخصية العمل بخطوط وأحرف تحمل اسم صاحب البورتريه، ومن خلال لوحاته يمكن للمشاهد أن يطل على جماليات فن الخط العربي وطواعية حروفه ومدى قدرتها على إبراز أعماله الفنية بشكل إبداعي مختلف. نشأ خليل الله شمناد متأثراً بوالده الذي له حضور في الساحة الأدبية والثقافية في الهند، وعدا عن كونه فناناً فهو أيضاً أديب وشاعر ورسام كرتوني وكاتب روائي، حازت أعماله ثناء عدد من كبار الكتاب، واهتم شمناد منذ صغره إلى جانب المقررات المدرسية، بقراءة الأدب، فاطلع على نتاج عدد كبير من الأدباء والكتاب من مختلف الثقافات، ليبدأ في سن مبكرة نشر رواياته وأشعاره في مجلات للأطفال، إلى جانب فنه المتمثل في الرسم بالخط العربي. أرض خصبة استطاع شمناد أن يثبت جدارته وحضوره في الساحة الإعلامية وهو في عمر الخامسة عشرة من خلال الإسهام بأعماله لمجلتين في الهند، حيث بدأ اسمه بالانتشار وأصبح معروفاً في وسط المثقفين والمهتمين، وتصدرت أعماله الفنية بعد ذلك عدداً من المنشورات الثقافية وغيرها في الهند، حتى بلغت أكثر من 1000 رسم خطي. وبرع شمناد في الفنون التشكيلية، إلا أنه بدأ يشع نجمه في الرسم باستخدام الخط العربي، الذي ميز موهبته وأعماله عن بقية الخطاطين والرسامين، حيث وجد نفسه مولعاً في تذوق أحرف اللغة العربية منذ صغره، عندما كان يتلقف المجلات العربية التي تصل إلى مكتب والده، هنا كانت لحظة تعلقه بالكتابة العربية والتعرف إلى فنيات وجماليات حروف اللغة العربية، وأول ما شرع في الرسم باستخدام الكتابة فقد رسم بعض آيات القرآن الكريم كصورة الفيل وكتابة الآيات، حيث شكل اسم السورة بطريقة فنية عالية الدقة، والتي يجدها وسيلة خصبة كي يشكل بها أعمالاً فنية تنطق باللغة العربية. في هذا السياق، يقول الفنان شمناد «لم يصدف أن وجدت أحداً من الفنانين استخدم هذا النمط من الرسم، فأنا أجد نفسي الوحيد في العالم الذي استخدم الخط التشريحي في الرسم، هذا النمط القائم على رسم الشخص باستخدام اسمه في اللغة العربية أو عبارة تصف فيها أي تخصصات أخرى للمرء، وأقوم برسم الأحرف بأشكال مختلفة وهو أسلوب اكتسبته من خلال العمل الجاد وعشقي المتنامي لأحرف اللغة العربية». قواعد خاصة يوضح شمناد أن الخط العربي يعتمد فنياً وجمالياً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنياً العناصر نفسها التي نراها في الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، ليس بمعناها المتحرك مادياً فحسب، بل بمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى في رونق جمالي مستقل عن مضامينه ومرتبط معها في آن واحد. ويتابع «يستطيع الفنان إبداع نوع من الإيقاع نتيجة التضاد بين الأجزاء والألوان، وما يحققه ذلك من إحساس بصري بالنعومة والخشونة والتكامل الفني الناتج عن التوزيع الإيقاعي، مع تحقيق الوحدة في العمل الفني ككل». ويضيف «من خصائص هذه الكتابة هي مخالفة الطبيعة، والتجريد والاستطراد، ما يمنح الفنان الحرية اللازمة للتشكيل. وهذا ما ساعد الفنانين على استخدامه في تشكيل تحفهم على الخامات المتنوعة كالمعادن والخزف والخشب والرخام والجص والزجاج والنسيج والورق بأنواعه، بالإضافة إلى الروائع المعمارية، حيث كان الخط العربي قاسماً مشتركاً لكل الفنون العربية الإسلامية التي أعارها طابعه الجمالي المنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة. ويمكن للشخص أن يتعرف إلى شخصية العمل من خلال اسمه الذي شكل تفاصيل وملامح الوجوه، وإذا كان المرء يجهل شخصية العمل سيتعرف إليه من منطلق حروف اسمه الذي يشكل به ملامحه». شخصيات إماراتية يرى شمناد أن الفن أياً كان اتجاهه لن يستطيع أن يبدع فيه أي فنان ما لم يعشقه ويجد فيه ذاته ومتعته، ويوضح «منذ طفولتي ولحظة تعرفي إلى أحرف اللغة العربية، وجدتها أرضاً خصبة لاستخدامها كوسيلة للرسم، واستطعت أن أجسد من خلالها أعمالاً فنية وبطريقة إبداعية مختلفة، على الرغم من قلة معرفتي باللغة العربية، إلا أنني أكن لها كل تقدير وحب نظرا لكونها لغة القرآن الكريم، فشرعت بعمل لوحات فنية لآيات قرآنية، ومنحها أبعاداً جمالية، من خلال منحها فنيات بصرية ثرية، بجمعي بين الخط والرسم، فاستنطقت أعمالي باستخدام الأحرف التي تتمتع بمرونة في التشكيل والرسم، ومنحت العمل صورة مثالية واضحة ودقيقة». ويقول شمناد «أفضل الأمثلة على هذا النمط من الرسم الذي نفذته صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حيث رسمتها باستخدام حروف اسمه باللغة العربية منذ أكثر من 13 سنة، إلى جانب صورة للشاعر مانع سعيد العتيبة، واستخدمت بيتين من قصيدته في تشكيل لوحة تعكس ملامح وجهه، كما شرعت برسم صور لعدد من الحكام والشخصيات المهمة وعدد من المثقفين والأدباء في الدولة باستخدام حروف أسمائهم في نمط الخط التشريحية، كما أنجزت مشروعاً استخدمت فيه اسم إمارة أبوظبي، والآن أقوم بتنفيذ لوحة تحمل اسم دبي أنجزت منها حتى الآن 100 رسم خطي، إلى جانب لوحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي التي انتهيت منها الآن». ويسعى شمناد إلى نشر هذا النمط من الرسم القائم على فنيات الخط العربي عالمياً، من خلال المشاركة في الكثير من المعارض، والظهور في المحافل عالمياً، وقد حصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير التي تشيد ببراعته في هذا الفن.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©