السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعارضة السورية تــتـقاتل!

22 سبتمبر 2013 22:33
قام مسلحون يعتقد بأن لهم صلة بتنظيم «القاعدة» بانتزاع السيطرة على بلدة محورية شمال سوريا من أيدي مقاتلين معارضين يوم الأربعاء الماضي، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين المتطرفين المناهضين للحكومة السورية وفصائل المعارضة المدعومة من الغرب الأكثر اعتدالا، لتتحول إلى صراع مباشر واسع النطاق. وقد اجتاح بلدة عزاز التي تبعد ميلين عن الحدود التركية مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، القريب من تنظيم «القاعدة»، وذلك بعد اندلاع اشتباكات في المستشفى الرئيسي هناك. وقال نشطاء وأفراد من طاقم طبي في المدينة إن القتال بدأ عندما حاول الفصيل المتشدد، والذي يرتبط بـ«القاعدة» أن يحتجز طبيباً ألمانياً كان يعمل هناك. ومن المعتقد أن سقوط البلدة، والتي تقع على الطريق بين معبر «باب السلامة» الحدودي ومدينة حلب في شمال البلاد، قد يؤدي إلى تعطيل خط الإمدادات لمقاتلي المعارضة العلمانية. والمعبر الحدودي نفسه، وهو من بين عدد قليل من المعابر الحدودية التي مازالت تعمل بين سوريا وتركيا، مازال تحت سيطرة «الجيش السوري الحر» الأكثر اعتدالا، رغم تقارير تفيد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» يستعد لشن هجوم بهدف الاستيلاء عليه. ورغم أن كلا من قوى المعارضة الرئيسية وفصائل المتطرفين الذين لهم صلة بتنظيم «القاعدة»، يقاتلون جميعاً ضد قوات حكومة الأسد، فإن المتطرفين ركزوا طاقاتهم في الآونة الأخيرة على مهاجمة المعارضين من رفاق السلاح على الجبهة ضد الأسد. وقد تراكمت التوترات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والفصائل المعارضة الأخرى، وذلك منذ أن ظهرت الجماعة في الميدان في وقت مبكر هذا العام. وأعلنت «الدولة الإسلامية» الحرب على جماعتين معارضتين الأسبوع الماضي، فيما وصفته بأنه عملية هدفها «استئصال الشر» من صفوف المعارضة. وقال العقيد مالك الكردي، القيادي في «الجيش السوري الحر»، إن هناك توسعاً كبيراً لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وإن المتطرفين في هذا التنظيم استطاعوا في الآونة الأخيرة أن يستولوا على بلدة «كفر ناجي» أيضاً. وأضاف، أنه مع التمويل والتسليح الجيدين اللذين تحظى بهما «الدولة الإسلامية»، فإن قوة «الجيش السوري الحر» تتراجع نسبياً. ومن المرجح والحالة هذه، أن يعزز تصاعد الصراع بين جماعات المعارضة الرئيسية وتنظيم «الدولة الإسلامية» وضع قوات الأسد التي بدأت تصعّد عملياتها في الآونة الأخيرة. وقال الكردي إن هذا التناحر الداخلي يستفيد منه النظام فقط وليس غيره. وقال نشطاء وأفراد من الطاقم الطبي في المستشفى الأهلي في بلدة عزاز إن قتال مساء يوم الأربعاء الماضي اندلع عند المستشفى عندما حاول مقاتلو تنظيم «الدول الإسلامية» احتجاز طبيب سوري يحمل جنسية أجنبية، لكن لواء «عاصفة الشمال» السوري، وهو جماعة معارضة مقاتلة أكثر اعتدلا كانت تسيطر على المستشفى، رفضت مطلب مقاتلي «الدولة الإسلامية». وقال عبد الحميد الحسين، وهو طبيب كان يعمل في مستشفى تبعد خمسة أميال، وعالج أربعة من الجرحى الذين أصيبوا خلال المعركة المذكورة، قال إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» زعموا أنهم يريدون أخذ الطبيب لاستجوابه، لكن لواء «عاصفة الشمال» لم يسمح لهم بذلك واندلع القتال بين الفصيلين. وقال الحسين إن الطبيب السوري الألماني كان يعمل في مؤسسة خيرية ألمانية ومصيره غير معلوم. وأضاف أن مسلحي «الدولة الإسلامية» احتجزوا، بالإضافة إلى الطبيب، ممرضا يعمل في المستشفى الأهلي بالمدينة. ومع اتساع رقعة الاشتباكات والاحتكاكات، تقهقر لواء «عاصفة الشمال» من المدينة. وقال نشطاء إن عشرات الأشخاص اعتقلوا، وإن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا، منهم رئيس مركز إعلامي للمعارضة في البلدة، وقد قتل برصاص قناصة. وتصاعد نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» مع تراجع كبير للأمن في شمال البلاد وتزايد استهداف أفراد الطواقم الطبية والصحفيين وخطفهم. ويأتي هجوم «الدولة الإسلامية» بعد فترة شهدت هدوءاً في نشاطه، بسبب خوفه من أن تستهدفه ضربات جوية أميركية محتملة. لافداي موريس وسوزان هيداموس بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©