الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإبداع المشاعي» يشرّع إعادة إنتاج المحتويات ونشرها

«الإبداع المشاعي» يشرّع إعادة إنتاج المحتويات ونشرها
12 أكتوبر 2014 20:20
يثير موضوع «تراخيص الإبداع المشاعي» كثيراً من الإشكالات القانونية، لكن هذه التراخيص تشرع الأبواب واسعا أمام إعادة إنتاج ونشر المحتويات والاستفادة منها بشتى الطرق، وخاصة مع أوجه التطور التي قطعتها في السنوات الأخيرة، وازدياد المناصرين لها في مختلف أنحاء العالم. حملات توعية يعتقد مراقبون أن المعرفة بهذا النوع من التراخيص تتطلب حملات توعية واسعة بها، إن لم يكن من أجل الوقوف على كيفية الاستفادة منها في نشر محتويات جديدة، فعلى الأقل من أجل القدرة على تمييزها عند الاطلاع على محتويات من هذا النوع، ولاسيما من قبل مستخدمي الإنترنت والإعلام الجديد من الشباب الذين لم يسمعوا بحقوق النشر وملابساتها. وترتبط تراخيص الإبداع المشاعي بالجدل العالمي حول كيفية وشروط إعادة استخدام أي محتويات إعلامية بمفهومها الواسع. وبينما كان العالم قابلا قبل سنوات بوضعية «جميع الحقوق محفوظة»، التي تعني أن أي تصريف بأي محتوى، إن كان بشكل إعادة نشر أو نقل أو تعديل، سواء كان ذلك لأهداف تجارية أو غير ربحية، يجب أن يخضع لموافقة صاحب حقوق النشر، الذي يمكن أن يكون المؤلف أو الكاتب أو دار النشر أو الوسيلة الإعلامية. وغالبا ما كانت الموافقة تنص على ضرورة دفع مقابل مادي، مع حقوق معنوية أخرى. أما الإبداع المشاعي فيميل إلى نظرية مناقضة لمبدأ «جميع الحقوق محفوظة» للمؤلف أو الناشر، وهي التي تقول إن كل ما نشر، ولاسيما على الإنترنت، يجب أن يكون متاحا للعموم، ولا يجب أن يتم تقييد استخدامه بشروط صعبة. لكن رخصة الإبداع المشاعي ليست على هذا القدر من البساطة، بل إن لها أنواعا مختلفة، يوضح كل منها الحقوق التي يحتفظ بها المؤلف والحقوق التي يتنازل عنها للآخرين، ما ينتج عنه أحيانا كون «بعض الحقوق محفوظة» ولاسيما المعنوية منها بدلا من «جميع الحقوق محفوظة». قواعد وأسس ترتكز رخص الإبداع المشاعي على أن المؤلف، وليس دور النشر أو الصحف، هو وحده صاحب الحق في ترخيص عمله، وهو الذي يحدد الحقوق التي يتناول عنها أو بعض الحقوق التي يحتفظ بها. وبموجب هذه الرخص يحق للجمهور عامة الاستفادة من مزايا الإبداع المشاعي في أي محتويات يتم نشرها أو توزيعها بشكل علني على الجميع، أي أنها لا تشكل المحتويات الموزعة أو المنشورة بطرق وقنوات خاصة. وتشمل رخصة الإبداع المشاعي أي عمل إبداعي على شكل نصوص ورسوم وتصوير وموسيقا وصوتيات وأفلام وتصاميم، وما شابه، لكنها تتجنب مثلا الترخيص المشاعي لبرمجيات الكمبيوتر، ولا تشمل كذلك أموراً مثل الأفكار. ويصنف الإبداع المشاعي المحتويات إلى نوعين، هناك المحتوى الإبداعي الأصلي، الذي لم تستخدم فيه أعمال إبداعية سابقة، أو تم استخدام أعمال ذات حقوق منتهية أو ذات ترخيص ملكية عامة. وهناك المحتوى الإبداعي «المشتق»، أي الذي تمت الاستعانة فيه بأعمال سابقة. وبناء على هذا التصنيف، يحق لمؤلف المحتوى الأصلي أن يختار التراخيص التي يشاء، بما فيها الحقوق المحفوظة، أما مؤلف المحتوى المشتق فعليه الالتزام بتراخيص الأعمال المشتق منها. أنواع الرخص إضافة للقواعد هناك أنواع من رخص الإبداع المشاعي، فهناك الرخصة «الأساسية» التي يحق للجميع استخدام المحتوى ونسخه وعرضه ونشره، وهناك رخصة «الأساسية النسبية» التي بموجبها يجب، إضافة لما سبق ذكر اسم المؤلف عند استخدام محتواه، وبعض المؤلفين قد يشترط أيضاً ذكر رابط الموقع، والاسم ورابط الموقع وغيره. أما رخصة الإبداع المشاعي من نوع «الاختياري» فتحدد ما إذا كان بالإمكان إعادة استخدام المحتوى لغايات ربحية أم لا. كما على الترخيص المشاعي أن يحدد إذا كان يمكن تعديل المحتوى أم لا. ويذكر أن تراخيص الإبداع المشاعي بدأت مطلع العقد الماضي على يد مؤسسة غير ربحية مقرها، مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، تهدف إلى توسيع مجال الأعمال الإبداعية المتاحة للناس لاستغلالها والبناء عليها على نحو يتوافق مع متطلبات قوانين الملكية الفكرية. وتأسست المؤسسة على يد لورنس لسك وهال أبلسن وإرك إلدرد بدعم من «مركز الملك العام» الأميركي، وصدرت المجموعة الأولى من الرخص في 2002، لكنها باتت اليوم مطبقة في مختلف دول العالم. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©