بيروت - الاتحاد: عاد التصعيد السياسي بين فريقي الاكثرية والمعارضة تلويحاً وتهديداً يلف الساحة اللبنانية، في ظل الهدنة غير المعلنة بين الطرفين، بانتظار بلورة نتائج الاتصالات الجارية بحثاً عن حل، فيما برز موقف لافت لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة ألمح فيه الى قطع طريق الناعمة مدخل بيروت الجنوبي إذا لجأت المعارضة إلى قطع طريق المطار· وقدم نواب ''14 مارس'' عريضة تتهم الرئيس اللبناني إميل لحود بخرق الدستور، فيما انتقد بيان مشترك لـ''حزب الله'' والحزب الشيوعي خضوع حكومة الأكثرية للإملاءات الخارجية·
وأعلن السنيورة أن ما تقترحه المعارضة هو قفزة في المعلوم وليس المجهول، والحكومة لن تتراجع عن مواقفها، حيث ان الاكثرية ما زالت تمثل الاكثرية الشعبية الفعلية بالارقام وهذا أمر محسوم· وأضاف ''أن المعارضة تريد أن تنتزع من الاكثرية قدرتها على الحكم وهذا ما لا نقبل به''· وألمح السنيورة إلى قطع طريق الجنوب·
وقال ''هناك من يتصرف في لبنان كأنه جالية فيه'' وسأل ''ماذا اذا أقدم البعض على قطع طريق الناعمة اذا اقدمت المعارضة على قطع طريق المطار، حيث ان الجيش لا يمكنه فتح طريق الناعمة ويترك طريق المطار مقفلاً''·
ورد رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص على الرئيس السنيورة بقوله إن تصريحاته تؤدي الى زيادة الشرخ القائم في لبنان والى انقسام في المؤسسات·
وقال الحص في بيان عبر مكتبه الاعلامي ''انه أودع الرئيس السنيورة خلال لقائه معه يوم الثلاثاء رداً مكتوباً على تعليقه على مبادرته وجاء فيه: ''كان ردك على مبادرتي لتسوية الازمة غير مقنع في مضمونه واسلوبه، انك تردد القول ان حكومتك شرعية ودستورية وان لا شائبة تشوب وضعك الحكومي، انك بكلامك هذا توحي ان وضع حكومتك صحيح، فلا تدرك ان الوضع الحكومي عليل، وكيف لا تشعر بالعلة وخرج من حكومتك فريق وازن بكامله''·
واضاف: ان رئيس الجمهورية اسوة بعدد كبير من رجال السياسة والقانون ذهب ابعد من ذلك، فأعلن أن حكومتك فقدت شرعيتها باختلال التوازن الفئوي فيها، لا بل ان حكومتك لم تتورع عن خرق الدستور في التعاطي مع المحكمة ذات الطابع الدولي·
ولفت الحص إلى أن الطعن بشرعية التمديد لرئيس الجمهورية يجب ان يذكر السنيورة بان الكتلة التي ينتمي اليها هي التي كانت في الحكم يوم التمديد، وهي التي أحالت مشروع التمديد على مجلس النواب وصوّتت إلى جانبه·
وعقب اجتماع الامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله والامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة بحضور مسؤولين من الحزبين اعتبر أن سجل الحكومة كان غير وطني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان مما أفقدها أي مبرر لوجودها بعد فشلها أيضاً في الأمن والاقتصاد وعجزها عن كشف أي من الجرائم المرتكبة وآخرها جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل·
ودافع نائب الامين العام لـ ''حزب الله'' الشيخ نعيم قاسم بقوة عن مبادرة الحص، اذ اعتبر أن الرفض المسبق لهذه المبادرة من قبل الفريق الحاكم يؤكد تورط هذا الفريق بشكل كبير في المشروع الاميركي·
ودعا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي من جهته المعارضة والموالاة للعمل إلى ما فيه مصلحة لبنان وقال بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير امس في هذا الجنون السياسي الحاصل، الكلام العاقل لا مكان له، فعندما نتحدث عن الدستور أسأل اين الدستور، مواده انتهكت وروحه فطست ومؤسساته نسفت، وكيف يمكن تطبيق الطائف في ظل هذه الحالة الدستورية· واعتبر ان لبنان ليس بحاجة الى مبادرات بل الى نيات طيبة في هذه الظروف·
في غضون ذلك واصل رئيس البرلمان نبيه بري اتصالاته بعيداً عن الاضواء لتسويق مبادرته ''الغامضة'' وقالت مصادره إن المبادرة تنطلق من الارضية التي رسمها امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى كيلا يدخل في مضامين جديدة تعيد الامور الى نقطة الصفر·
وأوضحت المصادر أن الاتجاه يميل الى اعادة احياء طاولة الحوار بعد اجراء تعديلات على سابقتها بادخال عناصر عليها من خارج البرلمان وداخله، وان الكشف عن المحتوى مؤجل الى ما بعد الاعياد بهدف حلحلة الازمة الراهنة والخروج من المأزق ووضع حدٍ للتجاذب القائم·
وعلى صعيد آخر، قدم نواب ''14 مارس'' عريضة جديدة إلى رئيس البرلمان نبيه بري تتهم لحود بخرق الدستور جراء عدم دعوته الهيئات الناخبة لانتخاب خلف للنائب الشهيد بيار الجميل، وحملت العريضة 28 نائباً·
عدد اليوم
