الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النحل يسهم في زيادة إنتاجية الخضراوات والحمضيات

النحل يسهم في زيادة إنتاجية الخضراوات والحمضيات
12 أكتوبر 2014 20:20
بين النحل والبيئة علاقة لا تنتهي، ولم تأتِ هذه العلاقة من فراغ، فالبيئة حول النحل بحاجة دائمة لهذا الصديق الإيجابي المعطاء، وذلك أمر غير مستغرب عندما نعرف أن النحل يساهم بنسبة تزيد على 75% من عمليات التلقيح الخلطي للنباتات، وبذلك تحقق النحلات زيادة في العقد تتراوح بين20 و50%، حسب نوع النبات أو المحصول، وبذلك تساهم بشكل فعال في الحفاظ على التنوع الحيوي الزراعي، كما أن النحلة حشرة اجتماعية فهي تزدهر، وتتكاثر بشكل جيد في الظروف المناخية الجيدة، وهي تكره التلوث لذلك تعيش في بيئة خالية من التلوث، وتتراجع بشكل واضح وسريع في الظروف السيئة، فالعلاقة بين سكان المملكة والنباتات علاقة منفعة متبادلة، يأخذ خلالها النحل الرحيق والطَلع اللازمين لغذائه، ثم يقوم بمنح النباتات التلقيح من وقت لآخر. سلالات النحل واليوم أصبحت البيئة في الإمارات غنية بالتنوع النباتي، رغم كل التحديات التي تحيط بنا والتي تأتي من الطبيعة الأم، فلدينا اليوم أنواع عديدة من النباتات التي لها رحيق والطلعية، التي تعد مصدراً غذائياً ممتازاً للنحل، فيما لو استثمرت بشكل جيد وتمت حمايتها من التدهور والانقراض، لذا يعد النحل مهماً جداً في منظومة التنوع الحيوي من حولنا. قال الله تعالى: «وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً، ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» الآية 68-69 من سورة النحل، وتختلف سلالات النحل تبعا للبيئة المحيطة بها، فنجد أن مواصفات النحل في المناطق المشمسة تمتاز بأصناف ذات ألوان فاتحة، والمناطق غير المشمسة الباردة تمتاز بألوان النحل الغامقة، وهنالك بيئتان للنحل، وهما بيئة داخلية وبيئة خارجية، ولهذا النحل مصالح في البيئة التي يعيش فيها، كما أن له فوائد لتلك البيئة ولأي مكان يعيش فيه. دور «الشغالة» المهندس منصور المنصوري أحد المتخصصين في مجال الزراعة، وفي كل ما يتعلق بالبيئة الزراعية، تحدث قائلاً حول هذا الشأن: البيئة الداخلية هي تلك التي تقوم «الشغالة» فيها بمجموعة من الأعمال داخل الخلية، ومنها المحافظة علي درجة حرارة الخلية وتنظيمها وتهويتها، وكذلك التحكم في اتجاه حركة الهواء، وهنالك حركة مروحية خاصة لتبخير الماء، لأجل المحافظة على درجة رطوبة تحمي الخلية، كما أنها تقوم بأعمال التنظيف الكاملة داخل الخلية، وتعمل على إزالة النحل الميت والتخلص من الروائح الكريهة بواسطة التهوية أو التحنيط، في حال عدم مقدرة الشغالات على حمل هذا الجسم خارج الخلية، كما تقوم الشغالات بالدفاع عن الخلية من أي عدو قد يهاجمها، مما يؤدي إلى موتها مباشرة بعد اللسع. عملية الاستكشاف أما البيئة الخارجية، حسب قول المنصوري، فإن النظام الحياتي واليومي للنحل، يقسم حياة الشغالة حسب عمرها إلى عدة مراحل، فمنذ اليوم الثامن عشر من عمر الشغالة، تقوم بعمليات الحراسة وبعدها تقوم بمرحلة زيارة الازهار لتلقيحها وجمع غبار الطلع والرحيق وجمع الماء، وتبدأ هذه المرحلة من اليوم الثاني والعشرين إلى اليوم الخامس والأربعين، والذي تصل فيه الشغالة لنهاية الحياة، وهنالك مجموعة الشغالات الحقلية، والتي تقوم بعملية الاستكشاف، ومنها أخرى تقوم بعملية الجمع، حيث تقوم المجموعة الأولى بتعيين موقع ومصدر حبوب اللقاح والرحيق والماء، ثم تعود للخلية حاملة معها عينات من الماء وحبوب اللقاح والرحيق، وهنا تقوم بتأدية رقصات خاصة من خلال تنزيل أو رفع رأس النحلة أو اهتزاز ذيل النحلة، أو رقصات دائرية لها دلالات على مصدر الرحيق وحبوب اللقاح والماء، مما يمهد الطريق للمجموعة الثانية بتولي مهمة الجمع لتلك المصادر. زيارات حقلية ويقوم النحل، حسبما يوضح المنصوري، بعمل زيارات حقلية للازهار وبواقع 5 إلى 8 طلعات باليوم الواحد، مما ينتج عنه زيارة 350 زهرة لجمع حبوب اللقاح والرحيق، وبهذه العملية يكون النحل بشكل عام قد قام برفع وزيادة معدلات إنتاج الخضراوات والحمضيات، وكل ذلك من خلال إجراء عملية التلقيح الخلطي، ويعد النحل مثل الدليل بالنسبة للإنسان، لأنه يقوم باكتشاف المياه النظيفة ويبتعد عن المياه الملوثة وذات الروائح الكريهة، وهذه الحشرة الصغيرة تعمل منذ بداية حياتها حتى النهاية بشكل جاد ونشط لا يتوقف، كما تنتج العسل الذي يتناوله الإنسان في النهاية، كما للنحلة فوائد طبية عظيمة أثبتت جدواها من خلال الدراسات والبحوث. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©