أديس أبابا - الاتحاد: دخلت الأزمة الصومالية مرحلة حاسمة مع استمرار زحف قوات الحكومة الانتقالية المدعومة بالجيش الإثيوبي نحو العاصمة مقديشو، وفيما أكدت المحاكم الإسلامية انسحابها من مدينتي جوهر وبلعد، قالت الحكومة الصومالية الانتقالية إنها أصبحت على مشارف مقديشو، وأعلن مبعوثها لأديس أبابا إنها ستكتفي بمحاصرة المدينة حرصا على أرواح المدنيين·
وقال عبدالرحمن ديناري الناطق باسم الحكومة الصومالية الانتقالية لـ ''الاتحاد'' إن الساعات القادمة ستكون حاسمة، وإن قواتهم الآن على مشارف العاصمة مقديشو، وقال ديناري إن مدينة جوهر التي تبعد نحو 90 كيلومترا من مقديشو قد سقطت في الساعات الأولى من صباح أمس، كما سقطت بعدها بساعات مدينة بلعد التي تبعد 30 كيلومترا فقط إلى الشمال من مقديشو·
من ناحيته أكد حسن ضاهر عويس رئيس هيئة شورى المحاكم الإسلامية في اتصال مع ''الاتحاد'' إن قادة الجيش الصومالي السابقين تولوا قيادة قوات المحاكم لصد الغزو الإثيوبي على البلاد، واتهم عويس الولايات المتحدة الأميركية بتقديم الدعم العسكري للقوات الإثيوبية الغازية، مشيرا'' إلى أن الطائرات الأميركية ظلّت تحلق طوال الأيام الماضية في سماء المدن الصومالية وتقدم الدعم للجيش الإثيوبي، وهو ما ذكرته أيضا أمس صحيفة ''نيويورك تايمز''· وأكد عويس أن العاصمة مقديشو عصية على السقوط في يد الجيش الإثيوبي وأن الشعب الصومالي لن يستسلم للاحتلال الإثيوبي· وطالب الدول العربية والإسلامية اتخاذ موقف واضح في مساندة الشعب الصومالي للدفاع عن أرضه·
و قال مبعوث الصومال لدى إثيوبيا إن قوات الحكومة الصومالية المدعومة من إثيوبيا ستحاصر العاصمة الصومالية مقديشو إلى أن تستسلم قوات الإسلاميين· وقال عبد الكريم فارح للصحفيين في أديس أبابا إن القوة المشتركة المؤلفة من جنود إثيوبيين ومقاتلين موالين للحكومة سيطروا على بلدة بلعد التي تبعد 30 كيلومترا شمالي العاصمة·
وأضاف مخاطبا الصحفيين ''لن نقاتل من أجل السيطرة على مقديشو لتفادي سقوط ضحايا مدنيين· قواتنا ستحاصر مقديشو إلى أن يستسلموا·
وفي تأكيد لتقدمها في مواجهة مقاتلي المحاكم الإسلامية، استولت القوات الحكومية المدعومة من الجيش الإثيوبي أمس على مدينة جوهر الاستراتيجية (90 كلم شمال مقديشو) التي كانت بأيدي الإسلاميين، وقد خرج سكان المدينة للترحيب بالقوات الحكومية·
وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس قال القيادي الإسلامي الشيخ يونس حاج إدريس من ضواحي جوهر ''لقد خسرنا المدينة، لكننا نواصل المعارك، وقمنا بانسحاب عسكري''·
وأضاف ''هزمنا عدو الله مرارا صباح اليوم، لكننا انسحبنا من المدينة بعد ذلك، وما زلنا نقاتل العدو والحرب لم تنته بعد''·
وأعلن حسن عبد الله جيس أحد القادة العسكريين في القوات الحكومية في جوهر ''دحرنا الإرهابيين وحلفاءهم إلى العاصمة، إنهم يتقهقرون يوما بعد يوم، وجوهر سقطت في أيدي قوات الحكومة''· وأضاف ''الإسلاميون غير قادرين على المقاومة، وهم يفرون والسكان يرحبون بنا''· وأعلن أحد سكان جوهر أنه رأى ''القوات المسلحة الإثيوبية تدخل المدينة بأسلحتها الثقيلة'' و''تتجه إلى مقديشو''·
عدد اليوم
