الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اليزيد أجبيل يرصد ملامح من تاريخ المغرب عبر تشكيل القطع النقدية

اليزيد أجبيل يرصد ملامح من تاريخ المغرب عبر تشكيل القطع النقدية
15 سبتمبر 2012
يقدم الفنان التشكيلي المغربي اليزيد أجبيل في معرضه المقام حاليا في العاصمة المغربية، الرباط، القطع النقدية المغربية القديمة، حيث أعطاها بعدا جماليا وبصريا. وعن هذا المعرض الذي لقي إقبالا لافتا من طرف عشاق الفن ويستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، يقول الناقد الجمالي عبد الواحد المهتاني أن الفنان اليزيد أجبيل « يُقدم لوحات لقطع نقدية قديمة تغطي فترة من تاريخ المغرب، يمزج فيها بين الألوان المضيئة واللمسات الضبابية والانطباعية كخلفية تزيينية تظهر بجلاء القطع النقدية في مركز اللوحة وكأنها منبثقة من متحف مختص في عرض النقود المنقرضة لإبرازه لخاصيات القدَم على مستوى الشكل والمضمون. القطع النقدية بشتى أشكالها تحكى لنا التاريخ بطريقتها الخاصة، بل هي شاهد أساسي على عصرها. فالعملة صورة مركزة حول السلطة، ومعبر رئيسي عن قوتها الرمزية وعن مجدها في مرحلة من مراحل التاريخ» ويضيف إن أعمال هذا الفنان «تندرج في سجلات ما يعرف بالفن الخام، ويحضر فيها اللون كحالة طقسية، يمتزج فيها أكثر من لون، تحدها خطوط تتعايش معها وتدغم فيها، لتخلق فيما بينها نوعا من التآلف والعمق، فيما تبرز خطوط نحاسية وفضية، التمازج الهارموني بين المادة واللون. كما تتسم أعماله، بالارتجالية التشكيلية المفعمة بشحنة انفعالية قوية، وبمضمون تعبيري متحرر من المراقبة العقلانية، إبداعيته الفنية لا تستقر على حال، فما بين المساحات العرضية الكبيرة للبقع اللونية وملامس خشنة وناعمة ناتجة عن خامات عميقة تتشكل من عجائن ومواد، تتفجر صراعات وأصوات هادئة لصمت الألوان المركبة في تكسيرها على سطح اللوحة، معتمدا في ذلك على النار والتدليك واستحداث مواد ومنتجات مساعدة كخاصيات أساسية تميز تقنيات اليزيد في الاشتغال وفي التطوير التقني للألوان. أما الناقد الفني عبد الرحمن بن حمزة يقول إن اعمال أجبيل «تتسم بالارتجالية التشكيلية المفعمة بشحنة انفعالية قوية، وبمضمون تعبيري متحرر من المراقبة العقلانية، فإبداعيته الفنية لا تستقر على حال، تؤمن بالتحول وتلهث وراء اللانهائي، فمن العوالم الصوفية التي طغت على أعماله الأولى، ينتقل أجبيل إلى رسم النقود كمال رمزي متجذر في التاريخ، ليعود في معرضه الجديد إلى تجربة بنكهة أخرى، اكثر نضجا وصلابة». كما يرى بنجمرة أن المقاصد التشكيلية الواردة في أعمال اليزيد تلمح إلى جوانب عاطفية مشرقة، متوهجة وفياضة، مشتعلة ومتأججة، تعلن عن نفسها في صمت اللون، وفي أشكال رمزية قوية شبه ميتافيزيقية، ينبعث جلها من لا شعور كثيف المعاني، منها ما يخاطب البصر، ومنها ما يحاور البصيرة. مجموعة من اللوحات التجريدية التعبيرية تدخل فيها الفنان بالحذف والإضافة والاختزال في المساحات اللونية العفوية لإيجاد حلول تشكيلية إبداعية، واستخدام الخطوط الانسيابية البسيطة ليعلن عن وجود العنصر الإنساني والطبيعي، بما يجعلها تنتقل من التجريد إلى التشخيص المضمر، الذي عبرت عنه مجموعة من اللوحات، المتجسسة على «ذاكرة لا واقعية للقلب!» بتعبير فرناندو بيسوا، استوحاها أجبيل لا شعوريا من بطن امرأة حامل، وسمك في أعماق بحر أبدي، وزهرة تمنح التفكير في قلب لوحة تدور حول ذاتها». ويضيف «بين الغموض في مساحة والوضوح في مساحة أخرى، يرسم أجبيل رحلة استكشافية لقشرة اللون وطبقاتها، وما بين طبقة نار ملتهبة في دواخله وأخرى مشتعلة في أنامله، يتجسد ألم مغامرة تبحث عن أسلوب، لا يرسو على حال بين النهائي واللانهائي».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©