الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشكوى المتكررة.. نيران صديقة تصيب العلاقات الإنسانية

الشكوى المتكررة.. نيران صديقة تصيب العلاقات الإنسانية
12 أكتوبر 2014 20:57
البوح أمر ضروري في حياة الإنسان فهو يفرغ طاقته الحبيسة، ويجعله أفضل حالاً، وقد درج الناس على هذا النوع من الحديث عن مشكلاتهم وهمومهم لمن يثقون فيهم بهدف التخفف من حدة الضغوط، لكن أن يكون الفرد في المجتمع ديدنه الشكوى من كل شيء فهذا أمر مقلق لا يجعله يشعر بطعم الحياة وقيمتها، وهو أيضاً أمر مزعج بالنسبة للآخرين الذين يتعرضون لسيل الشكاوى والتذمر. حساسية مفرطة على الرغم من أن الحياة تثقل الناس بأعبائها الكثيرة، إلا أن الشكوى من الزمن ومن الناس لا يجب أن تكون المعيار الذي يتم به تقييم الأمر حتى لا تنتقل الطاقات السلبية إلى أفراد المجتمع، ويصبح البعض انهزاميا غير قادر على وضع حلول منطقية لمجمل مشكلاته، فالشكوى المستمرة حالة مدمرة تفقد الحياة لذتها. وحول التصاق صفة الشكوى ببعض أفراد المجتمع، يقول استشاري الطب النفسي بمدينة خليفة الطيبة الدكتور علاء حويل: «غالباً ما يتصف الأفراد الذين يلجؤون إلى طرح مشكلاتهم النفسية والاجتماعية بصفة مستمرة إلى غيرهم من الناس بأنهم من الشخصيات الاضطهادية أو«الزورانية»، التي تتسم بالحساسية المفرطة وعدم الثقة في الآخرين، ولديها سوء تأويل للأحداث التي تدور حولها، وفهم خاطئ لتصرفات البعض نحوها، لافتا إلى أن مثل هذه الشخصيات تتسم أيضاً بالكآبة إذ تصاب بمرور الأيام بالاكتئاب المزمن نظراً للأحاسيس الخاطئة التي تدفعهم إلى تصور أن الحظ يعاندهم، وأن فرص الحياة قليلة. ويوضح حويل أن بعض الأفراد الذين يتبعون سلوك الشكوى المدمر يشعرون بأن هناك من يترصدهم، ويحاول أن يدفعهم للتراجع إلى الوراء، وقد تصل بهم الحال إلى الإحساس بأنهم من ضحايا السحر أو الحسد، ليس هذا فحسب بل هناك نوع آخر يعمل دائماً على إسقاط ما بداخله من سلوكات مرفوضة اجتماعياً على الآخرين، بدلاً من توجيه طاقته لحل مشكلاته والبحث عن إطار زمني لها، مشيرا إلى أن الفرد الذي يفضي دائماً بمشاعره السلبية للآخرين قد تصل به الحال إلى افتقاد لذة الحياة، ومن ثم ملل الناس منه وعدم اكتراثهم لشكواه، ما يجعله عرضة إلى الإحباط المستمر. مواجهات ضارية تعتقد آمال طعيمة أن طبيعة الحياة المتغيرة تجعل الإنسان كثير الشكوى بحثاً عن راتب يؤمن سبل الحياة، فضلاًَ عن المواجهات الضارية التي تحدث في بيئة العمل بين الزملاء وبعضهم بعضا، وبين الذين يحاولون أن يكونوا دائماً في الصورة، ولا يتركون فرصة للمتميزين في الظهور، مؤكدة أنها دائماً تشعر بالقهر الزوجي، لكون رفيق حياتها يقتنص منها الراتب في نهاية كل شهر، فضلاً عن أن هناك من يثبط دائماً من عزيمتها في ميدان العمل وهو ما يدعوها إلى أن تشكو إلى الآخرين جور الزمان، وسوء الحظ الذي يلازمها وتشير إلى أنها لا تشعر بأنها كثيرة الشكوى على الرغم من أن البعض نبهها إلى ذلك. ويعترف أحمد جابر بأنه يتحدث للآخرين عن كل ما يحيط به من مشكلات وبصورة متكررة نظراً للضغوط الأسرية والمجتمعية الملقاة على عاتقه، مبدياً أسفه على هذه الحالة التي وصل إليها، وجعلته في نهاية الأمر منبوذا من الآخرين. ويذكر أن أحد أصدقائه طلب منه عند لقائه ألا يتحدث إليه في أي مشكلة تخصه مما جعله يحس بأن كل شيء ضده، وأنه أصبح شخصاً غير مرغوب فيه. تعاطف مؤقت لا يخفي بدر الكتبي أنه التقى أفراداً كثيرين في المجتمع ديدنهم الشكوى من كل شيء خصوصاً وأن شكواهم دائماً تنصب حول سوء الحظ الذي يلازمهم، وأن بعضهم كلما همّ بتحقيق نجاح ما في حياته وجد من يعرقل حياته ويقف له بالمرصاد. ويلفت إلى أنه كان يتعامل مع مثل هذه الشخصيات في البداية بنوع من التعاطف، ومن ثم محاولة مساعدتهم في إيجاد بعض الحلول التي تضفي على حياتهم بعض السعادة، لكنه مع مرور الأيام اكتشف أن هؤلاء الأفراد ليس لديهم القدرة على التعلم من تجاربهم، وأنهم يبددون طاقتهم الإيجابية في توجيه النقد اللاذع للمجتمع، وأفراده من دون أدنى محاولة منهم إلى تقييم ظروفهم، وتعديل أوضاعهم، فضلاً أن الشكوى أصبحت عنواناً لهم في مسيرة الحياة، وهو ما يجعل الناس تنفض من حولهم تلقائياً. بوح مشروع ينصح استشاري الطب النفسي بمدينة خليفة الطبية الدكتور علاء حويل بأن يحاول الفرد في المجتمع مساعدة نفسه على حل مشكلاته من دون المبالغة في عرضها على الآخرين في صورة شكوى، لافتاً إلى أنه من الضروري أن نفرق بين البوح المشروع لأفراد مقربين أو اختصاصيين في مجال العلوم النفسية والاجتماعية، بهدف الاستشارة والمشاركة في إيجاد حلول لمشكلة ما، وبين الفرد الذي لديه مشاعر عداء مع نفسه والآخرين، ويخرج مشاعره السلبية في صورة شكوى ملحة تعبر عن نقمة على الناس والزمن. تعاطف مؤقت// لا يخفي بدر الكتبي أنه التقى أفراداً كثيرين في المجتمع ديدنهم الشكوى من كل شيء خصوصاً وأن شكواهم دائماً تنصب حول سوء الحظ الذي يلازمهم، وأن بعضهم كلما همّ بتحقيق نجاح ما في حياته وجد من يعرقل حياته ويقف له بالمرصاد. ويلفت إلى أنه كان يتعامل مع مثل هذه الشخصيات في البداية بنوع من التعاطف، ومن ثم محاولة مساعدتهم في إيجاد بعض الحلول التي تضفي على حياتهم بعض السعادة، لكنه مع مرور الأيام اكتشف أن هؤلاء الأفراد ليس لديهم القدرة على التعلم من تجاربهم، وأنهم يبددون طاقتهم الإيجابية في توجيه النقد اللاذع للمجتمع، وأفراده من دون أدنى محاولة منهم إلى تقييم ظروفهم، وتعديل أوضاعهم، فضلاً أن الشكوى أصبحت عنواناً لهم في مسيرة الحياة، وهو ما يجعل الناس تنفض من حولهم تلقائياً. بوح مشروع// ينصح استشاري الطب النفسي بمدينة خليفة الطبية الدكتور علاء حويل بأن يحاول الفرد في المجتمع مساعدة نفسه على حل مشكلاته من دون المبالغة في عرضها على الآخرين في صورة شكوى، لافتاً إلى أنه من الضروري أن نفرق بين البوح المشروع لأفراد مقربين أو اختصاصيين في مجال العلوم النفسية والاجتماعية، بهدف الاستشارة والمشاركة في إيجاد حلول لمشكلة ما، وبين الفرد الذي لديه مشاعر عداء مع نفسه والآخرين، ويخرج مشاعره السلبية في صورة شكوى ملحة تعبر عن نقمة على الناس والزمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©