الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تحكيم السلة يموت «إكلينيكيا»

تحكيم السلة يموت «إكلينيكيا»
19 سبتمبر 2015 22:13
علي معالي (دبي) بات التحكيم في كرة السلة لغزاً كبيراً، فالعدد يتناقص عاماً بعد الآخر، بدرجة تهدد استمرار اللعبة، بدليل أن يعقوب غابش وصل عمره إلى 53 سنة وما زال يقود مباريات في مسابقاتنا المحلية، وذلك حبا من هذا الحكم المخضرم للعبة وخوفاً من أن يتسبب تركه المجال الذي يعشقه في أزمة، أضف إلى ذلك أن قائمتنا الدولية يوجد بها حكم وحيد فقط هو سالم الزعابي، في حين ضمت نفس القائمة في سنوات سابقة ما بين 4 إلى 5، مما يؤكد أننا نعيش في أزمة حقيقية. المؤشرات كلها تدفعنا إلى القول بأن التحكيم في كرة السلة يموت «إكلينيكياً»، على الرغم من المحاولات التي يبذلها اتحاد اللعبة برئاسة اللواء «م» إسماعيل القرقاوي من خلال تنظيم العديد من الدورات المحلية والدولية، لكن الاتحاد في كل مرة يفاجئ بالوضع الأليم من حضور أعداد كبيرة من كل أرجاء الدول العربية، ولكن حضور حكمنا المواطن المبتدئ يسجل صفراً!! الجهود التي يبذلها اتحاد اللعبة للارتقاء بالحكام تصطدم بواقع مرير للغاية، وهو خاص بمقابل قضاة الملاعب نظير إدارة المباراة، حيث يصاب الحكم المبتدئ بصدمة كبيرة عندما يعلم أنه سيتحصل على 70 درهماً في بداية مشواره عن إدارته للمباراة الواحدة، وعندما يصبح دولياً فإنه سيتقاضى 300 درهم عن لذا يدخل من باب، ويخرج من الآخر، ولا يعود للاتحاد مطلقاً، بل ولا يفكر في التوجه لتحكيم السلة. المقابل الذي يتقاضاه حكم السلة لا يحمل أي دافع يغري الأطقم الجدد لاقتحام المجال، ولولا حب المجموعة الحالية من حكامنا، ووجود عدد من الحكام الوافدين لماتت لعبة السلة ولما وجدنا من يقود المباريات، يأتي هذا في الوقت الذي نجد فيه دولًا خليجية مجاورة مستوى اللعبة فيها أقل بكثير، ولديهم عدد كبير من الحكام الدوليين والممارسين في نفس الوقت، حيث يوجد في سلطنة عمان 7 حكام يحملون الشارة الدولية، وفي البحرين 8، وفي السعودية 12، وفي قطر 5 وبالكويت حكمان، ونحن لا نمتلك سوى حكم وحيد إضافة إلى محمد صالح في فئة المعاقين، وهناك حكم ثالث لديه صفة الدولية لكنه ابتعد تماماً عن اللعبة لظروف خاصة به وهو محمد الحمادي، رغم أنه كان يمثل مشروع حكم جيد للغاية لكن المشاكل التي أحاطت به جعلته يبتعد عن المجال بالكامل رغم المحاولات التي بذلت معه. في الماضي كانت الأمور أفضل بكثير حيث لم يخلُ موسم من وجود عدد «معقول» به من الحكام الدوليين، حيث تعاقب بعد أحمد سالم أول حكم دولي مجموعة من الحكام المتميزين منهم: سعيد كنفش وعبدالله المزروعي، ثم جاء جيل 1993 وكان يضم يعقوب غابش ومحمد الشمري وعلي الشريف وداوود التميمي، واعتزل الشمري 2005 تقريباً، وعلي الشريف 2007، وداوود التميمي لا يدير مباريات من أرض الملعب حالياً وسعيد كنفش ترك الملاعب في 2003، وجاء جيل آخر بعد ذلك بقيادة حسين البلوشي ومحمد طارش واعتزل حسين البلوشي 2011، وكان محمد طارش مشروع حكم ممتاز للغاية لكنه ترك المجال بعد سنتين أو ثلاثة فقط من وجوده في الملاعب لظروف خاصة. المشكلة تتفاقم عاماً بعد الآخر، واتحاد اللعبة يقف مكتوف الأيدي في ظل ندرة حكامنا المواطنين وهروبهم من هذا الميدان لقلة العائد المادي، الذي وصفه بعض الحكام بأن مخالفة الرادار التي نتحصل عليها من أجل السرعة للوصول للملاعب لإدارة المباراة تساوي ضعف المقابل الذي نحصل عليه من إدارة المباراة، مخالفة الرادار: 600 درهم، والمقابل عن المباراة: 300 درهم. الوضع يسير نحو منحنى خطير للغاية، بدرجة تتطلب تدخل الجهات الرياضية قبل أن يضطر اتحاد اللعبة إلى تجميدها لعدم وجود حكام يديرون الملاعب. يقول يعقوب غابش: «ما وصل إليه حال التحكيم أمر محزن للغاية، ولا بد من التدخل لحل الأزمة، ومن غير المعقول أن يحصل المبتدئ على 70 درهماً، فهو مقابل مضحك للغاية، وكذلك المقابل 300 درهم للحكم الدولي أمر مخجل أيضاً، وبالتالي فإن المجموعة الحالية من الحكام التي يمكن أن تُعد على أصابع اليد الواحدة، توجد في ساحة اللعبة حباً فيها، ولكن هذا لن يدوم طويلاً، في ظل المتغيرات الكثيرة في الحياة». وتابع: «لولا الحكام الوافدين إلينا لماتت اللعبة حيث يوجد عدد من الحكام الدوليين من مختلف الدول العربية يقومون بإدارة مختلف البطولات المحلية والدولية المتنوعة التي تجري على ملاعبنا، وهم: الدوليون حسن حاجي ومحيي الدين خطاب وأكرم شعبوني وحمدي التونسي ومحمود رشاد وبلال ناصر وعامر سيجري». وأضاف غابش: «لا بد من تدخل الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الأمر قبل أن يموت حكمنا وتموت معها اللعبة، واتحاد اللعبة يبذل ويتحرك في ظل موارد محدودة للغاية، ويبذل جهداً كبيراً، لكن المفترض أن التحرك الأكبر يكون من جانب الهيئة التي تعتبر مسؤولة بشكل مباشر عن الرياضة في الدولة». وواصل: «من الضروري تعديل الوضع بحيث يحصل الحكم المبتدئ على 300 درهم، وأن يحصل الحكم الدولي على ألف درهم عن المباراة». مخالفة «الرادار» ضعف مقابل الحكم الكبير عن المباراة!! اللاعبون يتهربون من «المهنة» بسبب قلة المقابل المادي محمد صالح: تعديل الوضع ضرورة دبي (الاتحاد) يقول محمد صالح: «علينا الانتباه إلى أننا نسير في الطريق الصعب، ولدينا العديد من العناصر التي يمكن الاستفادة منها في مجال التحكيم، بشرط تعديل الوضع في ظل المبالغ الخيالية في ملاعب كرة القدم والتي تصيبنا بالصدمة». أضاف: «سأتجه بشكل أقوى نحو التحكيم للمعاقين، حيث حصلت على الشارة الدولية بالنسبة لهم، كما أرى أن الاهتمام هناك أفضل بكثير مما نحن عليه مع منتخب السلة، واتحاد اللعبة يبذل الكثير من الجهد لكن الدعم المقدم له لا يكفي لكل هذه الأعباء التي يعاني منها حيث يوجد أكثر من منتخب، كما أن هناك العديد من البطولات التي يتم تنظيمها على مدار الموسم». سالم الزعابي: إشكالية حقيقية دبي(الاتحاد) أكد حكمنا الدولي الوحيد سالم الزعابي أنه لو كان ينظر إلى المال من تحكيم كرة السلة لترك اللعبة منذ سنوات طويلة، قائلاً: «حبي للعبة يجعلني لا أهتم كثيراً بهذا الجانب، لكن لابد من تصحيح الأوضاع الحالية، وأنا مثلاً عملي في أبوظبي، وأسابق الزمن يوميا مع السفر في اليوم الذي يتم فيه إسناد مباريات لي، وفي بعض الأيام أضطر إلى زيادة السرعة عندما أكون قادما من أبوظبي لإدارة مباراة في الشعب أو الشارقة، وفجأة مخالفة رادار قيمتها المادية أكبر مما أتقاضاه من تحكيمي للمباراة (600 مقابل 300)، وهذا أمر صعب علينا، ولابد من مراعاة أنه سيأتي يوم ولا نجد فيه أي حكم مواطن يتواجد في الملاعب، ووقتها سيكون من الصعب علاج كل هذه المشاكل مرة واحدة». أضاف: «للأسف نحن أقل دولة بها حكام دوليين في منطقة الخليج، حتى الدول التي لا تعتبر قوية في مجال اللعبة، بها عدد كبير من الحكام، وهذا يضعنا أمام إشكالية خطيرة للغاية، وهي حالة العزوف الكبيرة التي نراها من حكامنا الصغار». قال: «علينا أن نستعين بحكامنا القدامي ليكونوا كشافين لنا في الملاعب لاختيار العناصر التحكيمية المتميزة التي تخدم اللعبة، لكن قبل كل ذلك لابد من زيادة المقابل المادي، حيث أصبحت الرياضة أساسها المادة، نظراً للمتغيرات الكبيرة في الحياة». أين يتدرب المنتخب؟ دبي (الاتحاد) يواجهه منتخبنا الوطني لكرة السلة في الفترة الحالية، أزمة كبيرة حيث فشل الفريق في أن يجد مكاناً للتدريب عليه، رغم استعداده للمشاركة في دورة الألعاب الخليجية الثانية بالدمام بالسعودية خلال أكتوبر المقبل. المنتخب بعد أن عاد من البطولة الصينية العربية، حصل على يومين راحة ثم عاد للتدريب، وكانت الصدمة أنه لا يجد صالة للتدريب عليها، حيث اعتذرت أنديتنا نظراً لارتباطها هي الأخرى بتدريبات فرقها المختلفة استعداداً للموسم، خصوصاً وأن الصالة في معظم الأحيان مخصصة للألعاب الجماعية. وبعد مرحلة من المفاوضات توصلت إدارة المنتخب إلى اتفاقين كلاهما مر مع نادي الوصل الذي خيرت إدارته المنتخب، بين التدريب في الفترة الصباحية من الساعة العاشرة، أو أن يتدرب من العاشرة مساء حتى منتصف الليل. وفي كلا الأمرين هناك صعوبة كبيرة، لأن لاعبي المنتخب غير متفرغين، وبالتالي فإنهم مرتبطون في الفترة الصباحية بمواعيد العمل، وإذا تمت الموافقة على التدريب حتى منتصف الليل، فمتى سيعود اللاعب لبيته حتى يستيقظ مبكراً للدوام في عمله، مع الوضع في الاعتبار أن هناك عناصر جهة عملها تبعد عن مقر إقامتها ما يفوق 100 كيلو. يقول علي الأميري مدير المنتخبات: «أمر غريب أننا مطالبون بأن نحقق النتائج المشرفة، وفي نفس الوقت لا نجد المكان الذي نتدرب عليه، أضف إلى ذلك أننا نعاني كثيراً من موضوع تفرغ اللاعبين، وهذه الأزمة تحدثنا فيها مراراً وتكراراً لكن دون حل حتى الآن». ترويسة سلة فريق الشباب يعاني كثيراً في الفترة الحالية لعدم وجود العدد الكافي من اللاعبين في التدريبات لأسباب خارجة عن إرادة المدرب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©