الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ليبيا تتهم «القاعدة» بالاعتداء على القنصلية الأميركية

ليبيا تتهم «القاعدة» بالاعتداء على القنصلية الأميركية
15 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - اتهم رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف أمس ضمنياً تنظيم “القاعدة” الإرهابي بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الثلاثاء الماضي والذي أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنس و3 آخرين بينهم جنديان من “المارينز”، متعهداً بالنهوض بالأمن من خلال تعزيز قوات الجيش والشرطة الوطنية علاوة على سحب الأسلحة غير المرخصة. وشهد المجال الجوي لبنغازي إغلاقاً مؤقتاً لأسباب أمنية. في وقت أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بمراجعة أمنية لكل المنشآت الدبلوماسية الأميركية في أنحاء العالم وسط نفي البيت الأبيض معلومات نشرتها صحيفة “الاندبندنت” البريطانية عن تلقي السلطات الأميركية تحذيرات قبل هجوم بنغازي. وحمل المقريف مجدداً تنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وقال خلال وقوفه أمس أمام القنصلية “إن الفيلم المسيء للإسلام بث قبل ستة أشهر، فكيف تفسرون هذا الحادث الذي تزامن مع 11 سبتمبر 2001؟، فلا نكذب على أنفسنا”، وأضاف بدون أن يذكر “القاعدة” بالاسم “إن ما جرى تزامن مع الحادي عشر من سبتمبر وله معنى واضح، وإننا نرفض قطعاً أن تستعمل أرضنا ميداناً لعمليات انتقام جبانة”. من جهته، قال رئيس الوزراء الليبي الجديد مصطفى أبو شاقور إنه سيسعى جاهداً للنهوض بالأمن من خلال تعزيز قوات الجيش والشرطة الوطنية علاوة على سحب الأسلحة غير المرخصة في أعقاب الهجوم على القنصلية الأميركية، وأضاف في مقابلة مع “رويترز” إنه سيضرب بيد من حديد المتشددين الذين رفضوا إلقاء أسلحتهم واقتصوا بأنفسهم من خصومهم خارج ساحات القضاء. وأضاف أبو شاقور في إشارة إلى المقاتلين السابقين “أن ليبيا ستسعى بهمة عالية لبناء قوات الجيش والشرطة الوطنية وستتاح الفرصة للشبان الليبيين لاسيما الثوريون منهم كي يصبحوا رسمياً أعضاء في قوات الأمن”، وأضاف “إن على ليبيا أن تتعامل مع هذه الميليشيات لأن بعضها لا شأن له بالثورة ويتكون من ثلة من المجرمين”، مشيراً إلى أنه يجب تفكيك هذه الميليشيات. وقال أبو شاقور إن ليبيا تعد برنامجاً فعالاً لاستعادة الأسلحة التي لا تزال في أيدي البعض، وستعرض بعض الحوافز وستقر عدد من الضوابط وسيجري ترخيص بعض الأسلحة الخفيفة لمن يريد حملها إلا أنه سيتم سحب الأسلحة الثقيلة وتسليمها للحكومة ولن يسمح بوجودها في الشوارع. وأضاف رداً على سؤال عن الكيفية التي سيجري من خلالها تحسين أداء الحكومة السابقة في مجال تعزيز الأمن “إنه عندما تولت الحكومة الجديدة مقاليد الأمور لم تجد المؤسسات التي يمكن البناء عليها إلا أنه توجد الآن بعض القواعد لإنجاز ذلك مما سيمنح الحكومة الجديدة مجالاً أوسع للحركة في المستقبل”، مشيراً إلى أن لدى الحكومة تفهماً أفضل كثيراً للأوضاع الآن. وقال أبو شاقور “إنه يشعر بالقلق مما حدث في بنغازي”، مشيراً إلى أنه يتعين على الحكومة الجديدة العمل على تدعيم قوة الشرطة في المدينة التي تعد مهد الانتفاضة الليبية إلا أنها الآن بؤرة للعنف”. وأضاف أنه جرى عقد عدد من الاجتماعات مع دبلوماسيين أجانب في ضوء هجوم الثلاثاء وتم التأكيد لهؤلاء السفراء على أن السلطات الليبية ستبذل قصارى جهدها لحمايتهم فيما تم تعزيز الوجود الأمني حول السفارات. وأغلقت ليبيا المجال الجوي فوق مدينة بنغازي أمس بصورة مؤقتة بعد أن استخدم مسلحون أسلحة ثقيلة لاستهداف طائرات استطلاع أميركية بدون طيار تحلق في سماء المدينة. وأثار إغلاق المطار تكهنات بأن الولايات المتحدة تنشر قوات خاصة استعداداً لشن هجوم ضد المسلحين الذين شاركوا في الهجوم. وقال مسؤول ليبي “إن طائرات الاستطلاع حلقت فوق مجمع السفارة وفي سماء المدينة حيث التقطت صوراً وتفقدت مواقع جماعات متشددة من المعتقد أنها خططت ونفذت الهجوم على القنصلية”. واستخدم المتشددون أسلحة مضادة للطائرات لاستهداف الطائرات الأميركية مما دفع السلطات إلى إغلاق المطار خوفا على سلامة طائرات الركاب. وقال نائب وزير الداخلية الليبي ونيس الشريف “إن طائرتين أميركيتين بدون طيار حلقتا في سماء بنغازي بمعرفة السلطات الليبية”، مشيراً إلى أنهما كانتا مرئيتين وتعرضتا لهجوم بأسلحة مضادة للطائرات استخدمتها ميليشيات مسلحة. وأضاف أنه لهذا السبب قرر جهاز الأمن في بنغازي إغلاق المجال الجوي للمطار. وذكر أن أي قرار بالسماح بإجراء عملية من أي نوع في الأراضي الليبية سيتخذ بالتنسيق مع المؤتمر الوطني والحكومة الجديدة. وقال مصدر في الأمم المتحدة إنه تم سحب أربعة على الأقل من الموظفين الدوليين الذين يديرون بعثة الأمم المنظمة الدولية في بنغازي أمس لأسباب أمنية. وقال مسؤولون ليبيون إن دبلوماسيين غربيين بينهم القنصل الإيطالي غادروا المدينة أيضاً. وقال علي الشيخي المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية إن القوات الغربية واصلت نشر طائراتها المأهولة وغير المأهولة في سماء ليبيا لمساعدتها على تأمين مجالها الجوي، وكثفت طلعاتها الجوية في الأيام القليلة الماضية بسبب تدهور الوضع الأمني. وقال مدير مطار بنغازي إن المجال الجوي أغلق لمدة نحو عشر ساعات فقط، وإنه تم إعادة فتح المجال الجوي الآن، وأضاف أن الإغلاق كان لإجراء فحوص أمنية روتينية. بينما قالت الخطوط الجوية التركية إن إغلاق المجال الجوي لبنغازي أجبر طائرة تابعة لها كانت تقل 121 شخصاً على العودة إلى اسطنبول. إلى ذلك، شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في مراسم استقبال جثامين القتلى الأميركيين في ليبيا لدى وصولها إلى قاعدة اندروز الجوية بحضور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “أن أوباما أمر بمراجعة أمنية لكل المنشآت الدبلوماسية الأميركية في أنحاء العالم عقب الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي”، وأضاف “أن أوباما على اتصال بالزعماء في أنحاء العالم وإنهم ملتزمون بحماية المنشآت والأفراد الأميركيين”. ونفى البيت الأبيض تقريراً لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية عن وجود معلومات استخبارات قبل الهجوم على القنصلية، وقال كارني “لم نكن على علم بأي معلومة استخباراتية يمكن الركون إليها بشأن أي هجوم قبل الثلاثاء، والمعلومات التي نشرتها اندبندنت في هذا الصدد خاطئة والمقال خاطىء تماماً”. وأضاف “أن انتقادات المرشح الجمهوري ميت رومني لرد فعل الإدارة الأميركية على الهجوم خاطئة وهي محاولة لكسب نقاط سياسية”. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن جنديين سابقين من النخبة في البحرية الأميركية هما بين القتلى الأميركيين الذين سقطوا في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وقالت كلينتون في بيان “إن الجنديين السابقين في وحدة النخبة كانا يعملان في قطاع الأمن وقتلا وهما يحميان زملاءهما”، مشيدة بـ”شجاعتهما”. وأوضحت أن هذين الجنديين عملا في العراق وأفغانستان واسمهما تيرون اس وودس وغلين دوهيرتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©