الزفين يقلب الموازين

جاءت الجولة الثانية لبطولة القارات لزوارق الفورمولا 2000 -والتي أُقيمت برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة ونظمها نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية بالتعاون مع الاتحادين الدولي والإماراتي ومؤسسة عالم الرياضة للفورمولا الإماراتية- حسبما يشتهي الجميع بجولتها الرئيسية بسباق الجائزة الكبرى، فالرياح كانت مستقرة والأمواج هادئة والمركز الأول من نصيب عارف الزفين الذي نجح في انتزاع القمة من يد الإنجليزي كولن جيف· وكان المشهد رائعاً في الختام بعد سباق حفل بالقوة والإثارة والمفاجآت بين 13 زورقاً سعت جميعها إلى منصة التتويج، وكانت البداية سعيدة لجان بايتيسي توماس الذي ابتسمت له مياه بحر العرب في اللفات الأولى من السباق فغرد وحيداً بالصدارة ومن خلفه الدينامو الإماراتي بطل العالم للزوارق الســــــريعة عام 2007 الذي لا يهدأ عارف الزفين، وفجأة يطـــــير زورق توماس في الهواء ثم يغـــــطس تمـــــاماً في البحر في مشهد لم تألفه من قبل البطولات البحرية، ثم عاد ليطفو ويعلن انسحابه بعد مرور 10 دقائق، فيتسلم الزفين راية الصدارة وينطلق كالسهم· كــــولن جيف متصدر البطـــــولة في الجولة الأولى بمســـــقط يرفض التـــــنازل عن حلمه في تدعيم صدارته والفــــــوز باللــــقب وينــــــاور معه فرودي لإبعاد الزفيـــــن عن المركز الأول، وتـــــأتي المفاجأة الثـــــانية بانســــــحاب اندرسون ثم اوين جيف الذي يقود الزورق الثــــــاني لفريق الفجــــــيرة تيـــــم ويواصـــــل الزفين صـــــدارته وســـــط مطاردة شرسة من كولن جيف· وقبل 5 دقائق من النهاية بالجولة التي تضم 45 لفة يقع ما لا يكن في الحســــبان وتكتم الجماهير الغفيرة التي تابعت السباق على كورنيش الفجيرة أنفاســــها مع خـــــروج الوسادة -أو البالون- الصفراء بالخطأ من زورق الزفين، وهي الوسادة التي تســـــتخدم لتخـــــفيف السرعة والحيلولة دون الانقلاب والحفاظ على التوازن· وتحدى الزفين كل الظروف حتى وصل إلى قمة منصة التتويج بفوزه بالمركز الأول؛ ولهذا استحق وبجدارة عاصفة التصفيق والاستقبال الجماهيري الحار، ويداً بيد رفع الزفين يده مع زميله الراديومان جمعة القبيسي الذي كان له دور كبير بفوزه باللقب بعدما قاده بإرشاداته من الأرض إلى بر الأمان، فكان هذا الثنائي الزفين والقبيسي هو الأروع في البطولة· وقام الشيخ صالح بن حمد الشرقي رئيس دائرة الصناعة والاقتصاد راعي الحركة الرياضية بإمارة الفجيرة، والشيخ سيف بن حمد بن سيف الشرقي رئيس النادي بتتويج الفائزين· وكان عبدالسلام فيروز المروج العالمي للبطولة أكثر سعادة بالنجاح الذي تحقق بجولة الفجيرة· وقال: فوز الزفين كان هو مسك الختام لجائزة الفجيرة الكبرى ببطولة القارات، فالمنافسة كانت شرسة بين عمالقة البحار بالعالم ومن بينهم أصحاب الألقاب مثل الإنجليزي كولن جيف بطل العالم 3 مرات والفرنسي توماس بطل أوروبا ·2007 وأضاف: مع هذه البطولة دخل نادي الفجيرة البحري عهداً جديداً لبطولة القارات للفورمولا وتم الاتفاق مع مسؤولي النادي على إقامة مدرسة للتدريب على زوارق الفورمولا ومنح الشهادات الدولية للمتسابقين الراغبين في دخول هذه المنافسات ومن الجميل أنني تلقيت خلال البطولة طلبين من كوريا والصين لتدريب متسابقيها بالفجيرة ليكونوا النواة لدخول هذا العالم المثير، مشيراً إلى أن سعادته بفوز الزفين، مثمناً جهد جمعة القبيسي· مكتوم بن حمد الشرقي يحتفي بالوفود والمتسابقين في سهرة بحرية بنادي الفجيرة للرياضات البحرية، قام الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي نجل صاحب السمو حاكم الفجيرة بتكريم رؤساء الوفود والفرق المشاركة والمتسابقين، مؤكداً في كلمة له اعتزازه بإقامة البطولة للمرة الأولى في الفجيرة عروس بحر العرب، مشيراً إلى أن نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية أصبح بالفعل قلعة عملاقة لهذا النوع من الرياضات بالعالم، ولاشك أن الدعم الذي يحظى به من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة كان له أكبر الأثر في وصوله إلى هذه المرتبة العالمية· بطل السباق :شعرت بالرعب مع الخروج الخاطئ للبالون الأصفر أهدى عارف الزفين فوزه بلقب الجائزة الكبرى بالفجيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لمساندته ودعمه وتسخير كل الإمكانات له لأجل تشريف الدولة ورفع رايتها· وقال: الحمد لله لقد كانت جولة صعبة ولكن وجودي فوق مياه إماراتية أعطاني الدافع للفوز بالمركز الأول، فتحديت كل العقبات وفي مقدمتها المفاجأة غير السارة بخروج البالون الأصفر بالخطأ خارج الزورق وهو الأمر الذي قلّل من سرعتي بنحو 12 كم وحدث هذا في وقت كنت فيه بحاجة إلى أقصى سرعة ولكن وجودي فوق مياه إماراتية ولأنني الوحيد الذي يرفع علم الدولة تماسكت من الرعب الذي تسرب إلى قلبي ونجحت بالخبرة ومساعدة الراديومان الرائع جمعة القبيسي في المحافظة على اللقب· وأتوجه -الزفين- بالشكر إلى القبيسي بعدما تطوع للعمل معي في هذه الجولة، وكذلك الشكر لنادي الفجيرة البحري ومديره التنفيذي أحمد إبراهيم ومدير فريقي نبيل أبوحمرا وكلي ثقة في أن بطولة القارات الأولى ستكون إماراتية لأسجل إنجازاً جديداً لبلادي التي لم تبخل عليّ بالعطاء بجانب فوزي ببطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى ·2007 جمعة القبيسي: فرحتي لا توصف بإنجاز البطل عبر جمعة القبيسي راديومان عارف الزفين عن فرحته بالفوز بالمركز الأول· وقال: الحمد لله لقد شاركت كراديومان بصفة طارئة باعتباري الراديومان الأصلي لنجم الزوارق العالمي بفريق الإمارات بنادي أبوظبي البحري ثاني عتيق القمزي وعندما عرض عليّ عبدالسلام فيروز المروج العالمي وعارف الزفين المهمة الطارئة مع الزفين للعمل على تحقيق إنجاز نفخر به في الإمارات قبلت المهمة وكان الزفين في مثل روعة القمزي ونجحنا·· ولاشك أن خبرة الزفين ومهاراته العالية هي التي قادته لمنصة التتويج بعد الخروج الخاطئ للبالون الأصفر· وحول استمراره مع الزفين، قال القبيسي: لقد كانت مهمة مؤقتة وطارئة ولجولة واحدة وسأعود بعدها لموقعي الأصلي مع ثاني القمزي، مع تمنياتي بالتوفيق للزفين في الجولتين الأخيرتين لبطولة القارات بمصر·