الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مأزق للدبلوماسية الدولية في سوريا ولا أحد يملك المفتاح

15 سبتمبر 2012
باريس (أ ف ب) - يؤكد دبلوماسيون وخبراء المأزق التام في نزاع “لا أحد يملك مفتاح” الحل فيه، بينما ترتفع حصيلة الضحايا يوماً بعد يوم في سوريا، حيث يقوم الوسيط العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي بمهمة “بالغة الصعوبة”. فما كاد الإبراهيمي يصل إلى دمشق أمس الأول، في زيارة لثلاثة أيام يجتمع خلالها بالرئيس بشار الأسد، حتى أقر بأن الأزمة “ كبرى وتتفاقم” حتى لو أكد أنه لن يدخر أي جهد لإيجاد حل لها. لكن أمام العنف المريع في سوريا، حيث يسقط يومياً عشرات بل مئات القتلى، لا تقدم الدبلوماسية أي رد مقنع، بل على العكس. وفي مطلع الأسبوع المنصرم، قال الأب اليسوعي باولو دالوليو الذي طرد من سوريا في الربيع الفائت، “إننا رهائن المصالح الجيوستراتيجية المعقدة”، فيما تحدث سوري آخر في باريس عن “سياسة واقعية دولية مخيفة”. ولخص سفير الجامعة العربية في فرنسا ناصيف حتي الوضع بقوله “إن النزاع السوري هو كمبنى من طوابق عدة: هناك أولاً الحرب الداخلية، ثم جميع المواجهات الجيوستراتيجية. مواجهات بين إيران وتركيا، بين العرب وإيران، بين الغربيين وإيران الذين هما أصلاً في اختبار قوة حول الملف النووي، وبين الغربيين والروس...فالمسائل الاستراتيجية حاسمة أكان بالنسبة للذين يريدون سقوط الأسد أو للذين يريدون بقاءه”. بينما تحدث دبلوماسي غربي عن “عمليات نفوذ متعددة لا أحد يملك مفاتيحها”. وقال دبلوماسي فرنسي “إن ذلك أصبح أكثر فأكثر نزاعاً بالوكالة، فيما يبدو الوضع على الأرض مجمداً”. والمواقف الدولية على ما هي منذ بدء النزاع في مارس 2011. فالروس المؤيدون لدمشق “لا يتحركون”، والاستحقاق الانتخابي الأميركي في نوفمبر المقبل يسهم في “شلل” مجلس الأمن الدولي، برأي هذا المصدر. وخلص الدبلوماسي نفسه للقول “إن لا أحد يعتقد أن نظام بشار سيصمد، لكن ما من أحد يعلم متى سيسقط”. ولكن في هذه الأثناء، تتكاثر المبادرات والتصريحات بين فرض عقوبات اقتصادية على دمشق ولقاءات في كل الاتجاهات وإنشاء مجموعات حول سوريا، ودعوات للمعارضة لتوحد صفوفها، أو حتى وعد بالاعتراف بحكومة انتقالية تمثيلية في المستقبل، كما أعلنت فرنسا أواخر أغسطس المنصرم. كذلك أطلقت أفكار ولدت ميتة، مثل قيام مناطق عازلة للنازحين السوريين ومناطق حظر للطيران. واعتبر بيتر هارلينج المتخصص بشؤون سوريا في مجموعة الأزمات الدولية “في الأساس، فإن المجتمع الدولي لا يقوم سوى بتكرار أفكار ليعطي الانطباع بأنه يبحث عن حلول لا يؤمن بها في الحقيقة”. وأضاف “أن العزلة الدبلوماسية والإدانة الإعلامية والعقوبات الاقتصادية وإنشقاق شخصيات (لا تنتمي إلى النواة الصلبة) لا تؤثر كثيراً على نظام” دمشق. والجديد الوحيد يكمن في رأي هارلينج في المبادرة المصرية التي تتناول المسألة في إطار إقليمي يشمل إيران. لكنها تصطدم بتشكيك الدول الكبرى التي تطالب بأن تحترم طهران أولاً التزاماتها الدولية فيما يتعلق بالملف النووي. وقال هيثم كامل من مجموعة الأبحاث يوراسيا “لا اعتقد أن هناك أمراً مهماً يمكن فعله فيما يتعلق بسوريا. إن الخيارات بالنسبة إلى من يرغبون في تنحي بشار الأسد، محدودة حتى وإن لم تكن الدبلوماسية ميتة”. لكن النزاع “يهدد أكثر فأكثر الاستقرار الإقليمي” كما أضاف، فيما أشار هارلينج إلى المشاكل التي تسبب بها ومنها “التوترات الطائفية وبروز مقاتلين متطرفين وانهيار المؤسسات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©