الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دور لافت لـ «أم الإمارات» في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال بالمجتمع

دور لافت لـ «أم الإمارات» في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال بالمجتمع
5 مارس 2016 01:56
لكبيرة التونسي (أبوظبي) أكدت واعظات في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدور الكبير الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في دعم المراكز، وتشجيع النساء الإماراتيات للقيام بواجباتهن على أحسن وجه. وأوضحن أن دولة الإمارات قامت بتمكين هذه الكوكبة من النساء الواعظات من أجل إبراز القيم الدينية والتزام منهجية الإسلام في الوسطية والاعتدال لدى النساء والبنات اللواتي هن في أمس الحاجة إلى الموعظة الدينية، بما يعزز قيم الأسرة والأصالة في المجتمع. وأشرن في تصريحات لـ«الاتحاد»، بمناسبة مهرجان «أم الإمارات» الذي يقام الشهر الجاري، إلى أن الإمارات حققت نتائج إيجابية جداً بتكوين هذه الفئة التي تقوم بدور فعال في المجتمع، من خلال الوعظ في المساجد والمدارس والجامعات والمجال من أجل إبراز القيم الدينية والتزام منهجية الإسلام في الوسطية والاعتدال ومواجهة التحديات الفكرية التي تواجه المجتمع، وقلن إن المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة سبقت عصرها، وقد تبوأت المكانة اللائقة بها بفضل الله عز وجل، ثم بفضل دعم أم الإمارات سمو الشيخة (حفظها الله) اللامحدود، وحرصها على رعاية شؤونها. وقالت شمة يوسف الظاهري، واعظ أول، رئيس قسم الإعداد والبرامج في إدارة الوعظ، والتي درست في جامعة محمد الخامس أكدال الرباط، إضافة لسنة ماجستير تخصص دراسات إسلامية في الجامعة نفسها، واستكملت دراسة الماجستير في جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي بعد افتتاح فرعها في الإمارات، وبصدد إنجاز رسالة الدكتوراه: إنها لا تقتصر على القيام بمهمة الوعظ فقط، بل تعمل أيضاً على القيام بالمهام الإدارية، والإسهام في إعداد خطة الوعظ السنوية. وأشارت إلى أنها مرت بمراحل متعددة، منها التدريب في المركز الرسمي للإفتاء في الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية (قسم فتاوى النساء) ودخول دورات لصقل مهاراتها قبل القيام بمهمة الوعظ. وأضاف: «نتواصل مع الكثير من المؤسسات لإعداد خطة الوعظ السنوية التي نجهزها بناءً على استقراء قضايا مجتمعنا المطروحة ومعالجتها، وندرج في الخطة السنوية للوعظ، التحديات التي تنواجهها يومياً ومشاكل الأسرة والطفل، والمناسبات الدينية والوطنية، كما أدرجنا يوم الشهيد، إضافة للأيام العالمية، ومنها اليوم العالمي للمرأة، ونجهز خطة الوعظ بناء على طلب بعض المؤسسات أيضاً، وتتخلل الخطة بعض التعديلات التي تناسب الأحداث المستجدة التي تطرأ خلال السنة، وتتمحور الخطة حول نبذ التطرف الديني، وظهور الفرق ونبذ الغلو في الدين، وتهدف في مجملها إلى تحقيق الوسطية والاعتدال، إضافة إلى التطرق إلى المشاكل الأسرية ومشاكل الطفولة. وأوضحت الظاهري أن خطة الوعظ التي تعتبر المرجع الأساسي للواعظ يتم إعدادها بالعربية وبالأوردو لتستفيد منها جميع فئات المجتمع. وحول طريقة عمل الواعظات قالت الظاهري: «إضافة لتقديم المحاضرات، فإن الواعظة تقوم بمهام أخرى، ما يساعدها في الإلمام بكل متطلبات العمل وتضيف: «كل واعظة لها برنامج للمحاضرات العلمية تلقيها أسبوعياً، بشكل ثابت في المساجد والمراكز والمؤسسات المجتمعية والتعليمية، إضافة لبرنامج متحرك يشمل الندوات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمقالات الصحفية». جائزة الإبداع الوعظي تقوم شمة الظاهري إلى جانب بقية زميلاتها الواعظات بالعديد من المهام الإدارية الأخرى، إلى جانب مهمة الوعظ، كما تتابع أغلبهن دارسة الدكتوراه مما يصقل مهاراتهن وسد الفراغ في مجال الوعظ، خاصة أن عدد الواعظات ما زال محصوراً في فئة قليلة، وعلى الرغم من ذلك فإن جهودهن ظاهرة في المجتمع خاصة أنهن يتنافسن في إطار جائزة الإبداع الوعظي، بحيث تقول شمة الظاهري عن هذه الجائزة: أصبح هناك ما يسمى بملتقى الوعاظ الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ويحضره جميع الوعاظ والواعظات على مستوى إمارات الدولة للتعرف على أبرز النقاط المتعلقة بأمور الوعظ وأهم الأهداف المطلوب تحقيقها من خلال رؤية الهيئة في توعية المجتمع وتنميته وفق تعاليم الإسلام السمحة التي تدرك الواقع وتتفهم المستقبل وإيصال رسالتها في تنمية الوعي الديني، وتنفيذاً لخطتها الاستراتيجية، كما يتطرق الملتقى إلى تفعيل الحضور الإيجابي في وسائل التواصل الاجتماعي، ويعمل على إطلاق المبادرات والممارسات الإبداعية في مجال الوعظ وإنتاج المعرفة وإفادة الجمهور في المساجد والمنتديات ووسائل التواصل الذكية ورصد جائزة الإبداع الوعظي لكل من الوعاظ والأئمة المكلفين الوعظ لخلق روح من التنافس الشريف إلى جانب تحفيزهم للابتكار والإبداع ومواكبة التطور الحاصل في المجتمع. دراية وإتقان العمل تقوم أول دفعة من الواعظات في هيئة الشؤون الإسلامية بإلقاء المحاضرات في المساجد والمراكز والمؤسسات المجتمعية والتعليمية والخدمية، ويحتم عليهن عملهن أن تكون المادة الدينية التي تقدم إلى الناس على درجة من الإجادة والإتقان، وأن تكون الواعظة على دراية عالية بأمور الدين، وأن تكون لها القدرة على الإقناع بالحجة والدليل. وفي هذا الإطار تبين الواعظة ماريا محمد الهطالي بكالوريوس تخصص شريعة من جامعة محمد الخامس أكدال الرباط وحاصلة على الماجستير من جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي، تحت عنوان «الحوار ودوره في الخطاب الشرعي» أن الوعظ يتطلب العديد من المواصفات، حيث يجب أن يكون الواعظ شاملاً، وأن تتوافر فيه الأهلية العلمية، موضحة أنها خاضت دورات مختلفة تحت إشراف لجنة مختصة من الهيئة، وتم إنزالنا للميدان بشكل تدريجي، وأعمل اليوم على تقديم عدة محاضرات في مساجد الشوامخ وخليفة أ وخليفة ب ومنطقة بين الجسرين، ولا يقتصر عملي على تقديم دورس الوعظ، بل يتجاوزه إلى الإسهام بمقالات في مختلف الوسائل الإعلامية. وتشير الواعظة الهطالي طالبة دكتوراه في جامعة محمد الخامس أبوظبي أنها شغلت مدير إدارة البحوث ورقابة الإصدارات الدينية سابقاً، وأن مجال عملها توسع ليشتمل على مهمات أخرى بجانب الوعظ إلى جانب تدربها بقسم فتاوى النساء سابقاً، قائلة إن من أهم المحاضرات التي قدمتها كانت في «حب الوطن» بمدرسة خولة بنت الأزور، لافتة إلى أن المحاضرات المخصصة للمؤسسات تشرف عليها وتعدها لجنة مختصة. وتقول الهطالي، إن عملها لا يقتصر على الوعظ في المساجد والمدارس والجامعات والمؤسسات، وإنما يتجاوزه إلى المشاركة في وسائل الإعلام بتوعية الجمهور من خلال إذاعة القرآن الكريم، إضافة إلى كتابة مقالات في بعض الجرائد والمجلات، كما كانت سابقاً تدقق على جميع الإصدارات الدينية الواردة إلى الدولة ورفض أي كتاب مخالف لتوجه الدولة، وتقوم الهطالي إلى جانب زميلاتها الواعظات على تغطية جميع مناطق أبوظبي، وعن نوعية الأسئلة التي تتلقاها الواعظة من الجمهور تقول الهطالي إن أغلب الأسئلة تتعلق بالعبادات ترد من نساء بسيطات، لكن تعترضها في بعض الأحيان أسئلة غريبة تتعلق ببعض السلوكيات أو بعض المظاهر الاجتماعية، نحاول التعامل معها بكل مرونة، بحيث نعدهم بالإجابة عنها في الحلقة القادمة بعد تدارس الموضوع. تعميق المعرفة شيخة عوض الكعبي، خريجة جامعة محمد الخامس في الرباط، وحاصلة على ماجستير دراسات إسلامية أصول الفقه من جامعة محمد الخامس أبوظبي تقوم بمهمة الوعظ إلى جانب الأعمال الإدارية ليقوم الوعظ بدوره في المجتمع، تقول إنها وجدت صعوبة كبيرة في البداية، لكن سرعان ما تغلبت على التحديات المرتبطة ببداية أي عمل وخاصة ذلك المرتبط بالتعامل مباشرة مع الجمهور، مشيرة أن المجتمع يتضمن ثقافات مختلفة وتواجهها بذلك أسئلة تمثل مختلف العقليات والأفكار، وتستدعي إيجاد أجوبة دون المساس بعقيدة معينة، موضحة أن أغلب الأسئلة التي تواجهها تتعلق بالعبادات. تدريب فاطمة الشحي ماجستير في الفقه المالكي من جامعة محمد الخامس أبوظبي متدربة في الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في مجال الوعظ، توضح أنها التحقت بالوعظ قبل شهرين، وتلقي محاضرات داخلية في الهيئة في حضور محكمين ووعاظ لتقييم أدائها، وتزكية نقاط القوة وتقوية نقاط الضعف، مشيرة إلي أنها سعيدة بعملها وتحاول إيجاد خط جاذب للجمهور يتمثل في طريقة الإلقاء والتحاور مع النساء، ومن أجل ذلك تدخل الدورات وتعزز معارفها بالبحث والعمل المستمر. بدورها، تشير مريم ناصر الزيدي واعظة في الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية حاصلة على الماجستير من جامعة محمد الخامس أبوظبي أنها بدأت إعطاء المحاضرات في أحد مساجد أبوظبي بعد أن قضت فترة تدريب في الأوقاف وتمكنت في هذا المجال، بعد أن رافقت الواعظات اللواتي سبقنها خلال إلقاء دروس الوعظ، ما أهلها لخوض هذه التجربة بدون خوف، وتعمل الزيدي على تعميق معارفها من خلال الاطلاع المستمر والمواظبة على حضور الدورات والمشاركة في الملتقيات التي تعقدها الهيئة. خبرة الوعظ تتميز الواعظة غصنة العامري طالبة دكتوراه تخصص القرآن والسنة بقوة جذبها للجمهور، نظراً لطريقتها في طرح المواضيع وتعزيزها بالقصص والحكايات التي عادة ما تشد الناس إليها. وكانت غصنة بعد أن استكملت دراستها في مجال الشريعة الإسلامية ترغب في إعطاء حلقات الذكر في بيتها، لكنها كانت تبحث دائماً عن طريقة مشروعة لذلك، مما دفعها للذهاب إلى الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث تفاجأت برفض طلبها وقبولها في وظيفة واعظة، مما فتح لها المجال بممارسة مهنة تعشقها فأبدعت فيها، حيث تقول: «عندما قصدت الهيئة بحثاً عن ترخيص وجهت إلي دعوة رسمية وكانت فترة حرجة بالنسبة لي، حيث كنت أعاني ظروفاً صحية حرجة، ولكن بفضل رب العالمين تسّهل أمري وتمّ قبولي من بين 25 ممتحنة وأكملت مسيرتي بالمحاضرات في المدارس والمراكز. رد الجميل تؤكد موزة أحمد مشاري الشامسي بكالوريس آداب دراسات إسلامية (جامعة الإمارات العربية المتحدة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الثانية) عام 2000 أن الوعظ والإرشاد رسالة عظيمة سامية تتطلب المعرفة الواسعة والفقه في دين الله عز وجل. وعن طبيعة عملها تقول الشامسي: «ننطلق من رسالة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية في توعية المجتمع وتنميته وفق تعاليم الإسلام السمحة التي تدرك الواقع وتتفهم المستقبل، ولا تخرج طبيعة عملي كواعظة عن هذه الرسالة في تنمية الوعي الديني لدى الجمهور وتبصيرهم بأمور دينهم التي يحتاجونها باستمرار. حصلت الواعظة موزة الشامسي على وسام رئيس مجلس الوزراء في المجال الميداني فئة الموظف المتميز في جائزة الشيخ خليفة للأداء الحكومي المتميز في الدورة الثالثة 2014 . تدرج في العمل تعمل الواعظات المواطنات مباشرة مع جمهور كبير من النساء والأطفال في المساجد والمدارس والمؤسسات، في الوقت الذي يقدمن العديد من دروس الوعظ والإرشاد للمساهمة في نهضة الوطن وازدهاره في المجالات كافة. وتقوم الواعظات بتقديم دروس الوعظ، وفق خطة سنوية واستراتيجية الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي تعمل على تأهيل الكوادر المواطنة لهذه المهن المهمة في المجتمع. وفتحت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مجال العمل مباشرة، بعد التخرج لهؤلاء الواعظات، في حين تعمل على تدريب مجاميع أخرى، ودرست أغلبهن في جامعة محمد الخامس أكدال الرباط في المغرب، ما جعلهن يكتسبن مهارات، ويختبرن مجال الوعظ، ويتمكن من آليات العمل، من خلال تدريبات على أرض الواقع، قبل البدء مباشرة في الوعظ والإرشاد، وهو ما يتفق واستراتيجية الهيئة في تمكين الكوادر المواطنة من مزاولة تخصصاتها بعد التخرج مباشرة، ومنهن من بدأن التدريب العملي بعد تخرجهن مباشرة كما تتابع أغلبهن دراسة الدكتوراه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©