واشنطن (وكالات) - اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستقف في مواجهة الاحتجاجات العنيفة ضد منشآتها الدبلوماسية في العالم الاسلامي، داعيا الحكومات الى الوفاء بالتزاماتها بحماية الدبلوماسيين الأميركيين، ومتعهدا تقديم كل من يضر الأميركيين للعدالة. بينما رأت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون “ان العالم العربي لم يقايض استبداد ديكتاتور باستبداد عصابة”، وقالت “ان مقتل الاميركيين الاربعة في القنصلية في بنغازي غير مقبول، وشعوب مصر وليبيا واليمن وتونس لم تستبدل طغيان دكتاتور بطغيان عصابات الغوغاء”.
وقال اوباما خلال مراسم استقبال جثامين السفير الاميركي والموظفين الثلاثة الذين قتلوا في اعتداء بنغازي الثلاثاء في قاعدة اندروز الجوية “ان واشنطن ستقف بوجه اعمال العنف ضد سفاراتها ومواطنيها في العالمين العربي والاسلامي”، واضاف “ان التضحيات لن تنسى ابدا وسنحاسب من اخذوهم منا وسنقف بوجه اعمال العنف ضد بعثاتنا الدبلوماسية”. وتابع قائلا “سنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية الأميركيين العاملين بالخارج سواء كان ذلك يعني تشديد الإجراءات الأمنية على مقراتنا الدبلوماسية أو التعاون مع الدول المضيفة التي عليها التزام بتوفير الأمن والتأكيد على أن العدالة ستلاحق كل من يلحق ضررا بالأميركيين”. وقال “ان هؤلاء الاميركيين الاربعة لم يتعلقوا فقط بالمثل الاميركية، لقد عاشوها”بل انهم يجسدونها وهي الشجاعة والامل والمثالية اجل هذه الفكرة التي هي اساسا اميركية قائمة على ان نغادر العالم بعد جعله افضل قليلا”.
وقالت كلينتون “ان شعوب مصر وليبيا واليمن وتونس لم تستبدل طغيان دكتاتور بطغيان عصابات الغوغاء”. وتابعت “نعيد اليوم الى وطننا اربعة اميركيين بذلوا حياتهم في سبيل بلدهم وهذه القيم”، داعية الناس العقلاء والقادة المسؤولين في هذه الدول الى فعل كل ما بوسعهم لاعادة الامن وملاحقة اولئك الذين يقفون خلف اعمال العنف هذه”. وتوقعت ان تكون الايام المقبلة اكثر صعوبة، ولكنها شددت على انه من المهم ان لا يغيب عن نظرنا امر جوهري: اميركا عليها دوما ان تري العالم الطريق، نحن ندين بهذا لهؤلاء الرجال الاربعة”.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تعمل مع دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا على تعزيز الاجراءات الامنية حول جميع بعثاتها الدبلوماسية لا سيما في السودان وتونس. وقال مسؤول كبير في الوزارة “نحن نتابع باكبر قدر من الاهتمام ما يجري في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ونعمل مع طواقمنا وبعثاتنا الدبلوماسية وكذلك مع الحكومة المضيفة من اجل تعزيز امن جميع البعثات والرد بفعالية على التظاهرات العنيفة”. واضاف “نحن نعمل مع الحكومتين التونسية والسودانية لضمان وجود ما يكفي من الموارد للتعامل مع الوضع الموجودة فيه بعثاتنا الدبلوماسية هناك”.
من جهة ثانية، اعلن البيت الابيض انه طلب من موقع يوتيوب التأكد من ان شريط الفيديو المسيء للاسلام الذي اثار موجة من اعمال العنف ضد السفارات الاميركية في العالمين العربي والاسلامي لا ينتهك شروط استخدام الموقع. وقال تومي فييتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي “اتصلنا بموقع يوتيوب لنلفت نظرهم الى شريط الفيديو ونطلب منهم ان يحددوا ما اذا كان ينتهك شروطهم للاستخدام”. في وقت قالت كارين ريدموند المتحدثة باسم المكتب الإداري للمحاكم الأميركية إن المسؤولين المختصين بالعقوبات الصادرة مع وقف التنفيذ ينظرون في انتهاكات محتملة لشروط الإفراج من السجن يحتمل أن يكون قد ارتكبها رجل من كاليفورنيا مرتبط بالفيلم المسيء للإسلام.
وأدان الاتحاد الأوروبي الهجوم على سفارتي بريطانيا وألمانيا في الخرطوم، وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إنه يدين بشدة هذه الهجمات غير المقبولة والتي لا يمكن تبريرها. وأضاف في بيان انه أدان بشدة الهجوم على الإسلام وأكد احترامه لجميع الأديان وحرية العقيدة إلا أنه لا شيء يبرر العنف ضد السفارات والعاملين فيها وآمل في معالجة كل القضايا بطريقة سلمية.
اعرب رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقهما المشترك تجاه موجة العنف الحالية فى منطقة الشرق الواسط. وأعرب الزعيمان عن القلق المشترك بشأن الموقف في الشرق الأوسط، ونقل مونتي إلى ميركل تضامنه مع المانيا فيما يتعلق بالهجوم على سفارتها في السودان.
عدد اليوم
