الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات بانخفاض البطالة في أوروبا

28 ديسمبر 2006 23:29
اتسم 2006 بأنه العام الذي بدأت فيه أوروبا تشهد فيه عودة النمو المستمر مجدداً بعد سنوات من الركود لكن العام 2007 ربما يدخل أضابير التاريخ الاقتصادي كبداية للمرحلة التي أصبح فيها خلق الوظائف في القطاع الخاص هو القاعدة وليس الاستثناء· وربما يصبح أيضاً العام الذي تكتمل فيه عملية التحول في أنماط وتشكيلات الوظائف، والتي ستتمثل احداها في أن تتخلى إسبانيا- التي طالما كانت تعتبر الماكينة المحركة للاستخدام في أوروبا معظم فترة السنوات الخمس الماضية- عن هذا اللقب لصالح ألمانيا الاقتصاد الأكبر في أوروبا· وفي الوقت الذي أصبحت فيه كل من فرنسا وإيطاليا تساهمان بقدر متواضع في الإجمالي العام للوظائف فإن العام 2007 ربما يتشكل ليصبح جيداً وليس عظيماً بالنسبة لجموع الباحثين عن الوظائف· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون فقد كانت المفوضية الأوروبية قد تنبأت بأن معدل البطالة في كل الدول الخمس وعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي الدول الاثنتي عشرة في منطقة اليورو سوف يصل إلى 8 في المائة بحلول نهاية العام 2006 قبل أن ينخفض بمقدار الثلث في عام 2007 وبمقدار ثلث آخر في عام ،2008 لكن هذا الأمر لا يعتبر انخفاضاً كبيراً حسب رأي الاقتصاديين لكنه مازال بإمكانه أن يعكس انتعاشاً مقدراً في سوق العمالة الأوروبي بإمكانه أن يستمر، علماً بأن منطقة اليورو سوف تتسع لتضم 13 دولة في الأول من يناير بعد انضمام سلوفينيا· ومما يدعم من إمكانية تحقق هذه السيناريو الوردي تلك الرغبة العارمة في أوساط أرباب العمل الألمان لاستحداث وخلق الوظائف· يذكر أن ما بين العام 2001 و2005 اختفت ما يقارب 1,8 مليون وظيفة من الوظائف التي تعمل بكامل الوقت في ألمانيا بسبب اندفاع الشركات في تنفيذ عمليات مجحفة وهائلة في التخلص من الوظائف، وهذه الذكرى المؤلمة شكلت حاجزاً نفسياً بحيث جعلت المخدمين يترددون في توظيف العمال والمستخدمين حتى بعد أن ظلت الكميات الهائلة من الصادرات تحسن من الخطوط القاعدية للشركات· وخلال عام 2006 تم استحداث وخلق 300 ألف وظيفة جديدة بشكل يؤكد أن الشركات بدأت في استعادة الثقة المفقودة· وكما يقول اندرياس ريز كبير الاقتصاديين الألمان في مصرف يوني كريدت في ميونيخ: ''بدأنا نشهد عودة النمط الكلاسيكي في ألمانيا بعد فترة بدت طويلة ولكنها أصبحت حقيقية''· بيد أن هناك نمطا مغايرا أخذ يتشكل ويفرض نفسه في إسبانيا وبدا من المؤكد أنه سوف يهديء من سوق الوظائف هناك· فخلال فترة السنوات الخمس الماضية ظلت إسبانيا تحظى بالنجومية في هذا المجال حيث كانت تسهم بنسبة تقارب 100 في المائة من إجمالي الوظائف المستحدثة في منطقة اليورو في عامي 2003 و2005 بفضل ما شهدته من ازدهار هائل في سوق العقارات بفضل الانخفاض التاريخي في أسعار الفائدة· وأدى ذلك الانتعاش في قطاع الإسكان إلى خلق الوظائف في أعمال البناء والتشييد، وفي خدمات الوساطة والتمويل بشكل ساعد على ضخ الأموال في جيوب المستهلكين الإسبان الذين عمدوا إلى اقتراض المزيد من الأموال من أجل تمويل الإنفاق· وفي الوقت الذي عمد فيه البنك المركزي الأوروبي إلى رفع سعر الفائدة 6 مرات في غضون الأشهر الاثنى عشر الماضية ليصل إلى 3,5 في المائة فإن المزيد من الاقتصاديين باتوا يتنبأون بتباطؤ ملحوظ في إسبانيا في العام المقبل· وبينما يتوقع القليلون فقط أن السوق الإسبانية سوف تنهار إلا أن توسع الوظائف في إسبانيا استمر يمضي بقوة الدفع الخاصة بالقروض والائتمانات الرخيصة، اذ يقول جون باتلر الاقتصادي في مصرف ''اتش اس بى سى'': إن ارتفاع أسعار الفائدة قد أدى إلى كسر الآلية التي كانت تقود النمو والاستخدام في إسبانيا''· أما في فرنسا وايطاليا، الاقتصادين الرئيسيين الآخرين في القارة فإن انتعاش أسواق العمالة بدأ يعكس خليطاً من التطور الذي حدث في القطاع الخاص وفي السياسات الخاصة بالقطاع العام، وفي انتظار الانتخابات التي ستجرى في الربيع المقبل، فقد دأبت الحكومة الفرنسية على وضع العديد من الخطط الرامية لتفعيل التوظيف والاستراتيجيات التي تستهدف الشباب بشكل خاص· ومع احتمال التخلي عن هذه التدابير بعد موسم الانتخابات إلا أن تطلع منطقة اليورو إلى نمو اقتصادي معتدل إلى أكثر من 2 في المائة في عام 2007 مع إمكانية استفادة الشركات من الصادرات البينية في داخل أوروبا وإلى آسيا من شأنه أن يعوض أي إخفاق متوقع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©