الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشابي يحظى بالتكريم اللائق في مهرجان دبي للشعر

الشابي يحظى بالتكريم اللائق في مهرجان دبي للشعر
8 مارس 2009 05:11
في إطار الأمسيات الخاصة التي يقيمها مهرجان دبي الدولي للشعر أقيمت في بيت الشعر مساء أمس الأول أمسية للاحتفال بمئوية ميلاد الشاعر العربي التونسي الكبير أبي القاسم الشابي وكانت بمثابة تكريم لائق بحضور أفراد من أسرة الشاعر، ومثقفين وشعراء عرب· وقال محمد الشابي ابن الشاعر الكبير لوكالة الانباء الالمانية ''لم أصدق أن أرى اسم أبي يكرم على شاطئ الخليج العربي، بعد عشرات السنين من رحيله''· وأضاف ''لقد أعادت هذه الامسية الشاعر ابوالقاسم الشابي للحياة، وجعلت محبيه وجمهوره يستمعون مجددا لإبداعاته''· ومنحت إدارة المهرجان ابن الشاعر الكبير درع تكريم لاسم والده، وسط دموع الفرح والتأثر التي لاحظها الحاضرون على وجوه أسرة الشابي· وفي لقاء مع ''الاتحاد'' قال نجل الشابي عن أبرز ما يتذكره من علاقته بوالده ''لقد توفي والدي حين كنت في الثانية من عمري، لذا لا أتذكر منه سوى القليل جدا، وأبرز ما تبقى منه صورة وجهه والقبعة التونسية التقليدية التي كان يرتديها·· ومن ذكرياتي معه احتضانه لي حين كنت أطلب منه أن يصطحبني إلى الحانوت (البقالة) ليشتري لي الحلوى، فكان يحضنني بحب ويلبي لي طلبي''· وفيما يتعلق بما يمثله له كونه ابنا لهذا الشاعر الكبير قال محمد الشابي إن ذلك مثل له طوال عمره مصدر فخر واعتزاز كون والده كان شاعرا يدعو إلى الحرية ويشارك في المقاومة ضد الاستعمار، ومنذ بداياته كان لديه شعور بالهم القومي الذي تجسد في آخر أيامه في قصيدته ''إرادة الحياة'' التي عبر فيها عن ضرورة المقاومة والتحرر''· وتضمنت الأمسية التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عددا من الفقرات بدأت بكلمة تعريفية قدمها الدكتور الباحث والناقد التونسي نور الدين صمود الذي أشرف على توثيق سيرة الشابي في الكتاب التوثيقي الذي أصدرته وزارة الثقافة التونسية مؤخرا بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد أبي القاسم· بداية قال صمود إن شهرة الشابي بدأت عندما بدأ بنشر شعره في مجلة ''العالم الأدبي'' ثم اتصل بالشاعر المصري المعروف آنذاك أحمد زكي أبو شادي مؤسس جماعة أبوللو الشعرية ومجلتها بعد إعجابه بشعر الشابي حيث بدأ يراسله ويطلب منه إرسال قصائده لنشرها· وقال صمود إن الكتاب التوثيقي للشابي يضم 4 كراسات بخط يد الشاعر منها كراسة تضم المسودات الشعرية والتصليحات التي كان يجريها الشابي على تلك المسودات، ومنها 3 كراسات بخط واضح لقصائد أعدها للنشر· وأشار إلى أن الشابي قد أصدر كتاباً مهماً حول الخيال الشعري عند العرب حين كان في التاسعة عشرة من عمره، وذلك حين طلب منه أحمد زكي أبو شادي أن يكتب له مقدمة ديوانه '' الينبوع''· وأضاف إن ديوان أغاني الحياة صدر في مصر بعد 21 عاماً من وفاة الشاعر بمقدمة كتبها شقيقه محمد الأمين الشابي خريج السوربون وقال إن الديوان شهد مع كل طبعة جديدة من طبعاته إضافة قصائد لم تكن موجودة وذلك بسبب البحث المستمر عن قصائد الشابي· الفقرة الثانية تمثلت في قراءات من شعر الشابي قدمها الشاعر التونسي المنصف المزغني، فقرأ من قصيدة: سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء أرنو الى الشمس المضيئة هازئا بالسحب والأمطار والأنواء ثم تحدث الكاتب ناصر عراق عن حضور الشابي عربيا، وتوقف عند تأثيرات الإحيائيين العرب (شوقي وحافظ والبارودي) وتأثير شعراء المهجر في تجربة الشابي، وأشار إلى الحضور الكبير للشاعر في مصر، ومن ذلك حضور قصائده في رسومات الرسام المصري بيكار، حيث تم العثور على رسم للفنان يعود للعام 1949 يجسد إحدى قصائد الشابي· أما الشاعر الفلسطيني سعد الدين شاهين فعقد مقارنة بين ما غناه أبو القاسم شاعر الإرادة والحياة، وما غناه حفيده الشعري الشاعر الفلسطيني الراحل الكبير محمود درويش الذي قال'' على هذه الأرض ما يستحق الحياة ''وهو المعنى نفسه الذي دعا إليه الشابي· وتضمن الاحتفال فقرتين غنائيتين للفنانة التونسية علياء بلعيد التي قدمت أغنية ''شكوى اليتيم'' من ألحان عبدالحكيم القائد، ثم قدمت في فقرة ثانية أغنية إرادة الحياة· واختتم الاحتفال بكلمة لمحمد الصادق الشابي نجل الشاعر وجّه فيها الشكر الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فارس الشعر وشاعر الفروسية على المبادرة الكريمة بالاحتفال بمئوية ميلاد والده، وكلمة ثانية لحفيد الشاعر طارق الشابي· فتنة الشعر في ندوة بالمهرجان دبي (الاتحاد) ــ ضمن الندوات النقدية التي يقيمها مهرجان دبي الدولي للشعر أقيمت صباح أمس جلسة بعنوان ''فتنة الشعر أم الرواية: إيقاع التحولات والتغيرات'' شارك فيها كل من الشاعر والناقد الموريتاني محمد ولد عبدي، والناقد الرشيد بوشعير، وقدمها محمد عبد الله· وتحدث ولد عبدي عن مستقبل الشعر والأدب من خلال افتراضه أن هناك ما يمكن تسميته بالاحتباس الشعري في موازاة الاحتباس الحراري في العالم، فاستعرض حضور الشعر تاريخيا وصولا إلى قصيدة النثر ''التي باتت حقيقة واقعة تفرض نفسها'' واضاف'' لكن الشعر ظل يعاني طوال تاريخه، وهو الآن يدخل مرحلة جديدة من خلال العلاقة مع وسائل الاتصال الحديثة، وخصوصا مع ما يسمى القصيدة الرقمية، ودور الإنترنت في انتشار الشعر في حين يتردد الناشرون أو يمتنعون عن نشر الشعر''· أما بوشعير فتناول الموضوع تحت عنوان ''الرواية وأسئلة الانعطاف'' وتطرق إلى قضية إلغاء الفروق بين الأجناس الأدبية بشكل عام وعبر التاريخ كله، وقال '' بعد أن كانت كتابة الملحمة تتم شعرا صارت تكتب نثرا، وكذلك المسرحية وسواها''· كما أشار إلى أن لأي جنس أدبي مراحل ومحطات يمر بها تبدأ بولادته وتطوره ثم موته، مضيفا ''لكن كل الأجناس تبقى رغم طغيان جنس على آخر، وقد شهد القرن السابع عشر تقسيما حادا للأجناس الأدبية لم تشهده من قبل''· وبخصوص حضور السرد وطغيانه أشار إلى المقامات العربية ثم تحدث عن طغيان الرواية في الحاصلين على جائزة نوبل، وختم بالحديث عن سهولة ترجمة الرواية مقارنة مع ترجمة الشعر وهو ما يسهم في انتشارها·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©