الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخطاء الآخرين.. ضحايا بالجملة وسيل من الدماء على الطريق

أخطاء الآخرين.. ضحايا بالجملة وسيل من الدماء على الطريق
16 سبتمبر 2012
جاء تأكيد «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتوجيه سموها بضرورة تبني البرامج والمبادرات وتنظيم الفعاليات والدورات التدريبية، من أجل «توعية الشباب بمخاطر السرعة للحد من حوادث السيارات وحمايتهم من مخاطر الطرق»، مبادرة ولفتة إنسانية تنبع من عمق إيمانها بأن حماية الشباب من المخاطر، وتوعيتهم واجب وطني، لأنهم عماد هذا الوطن، ومن ثم لا بد من تضافر كافة الجهود لحماية أبناء الوطن من خلال تنظيم البرامج والفعاليات التي تسهم في توعيتهم بأهمية التقيد بتعليمات السلامة المرورية، والانتباه إلى الطرق ونتائج السرعة الجنونية أثناء القيادة، واستجابة لهذه المبادرة الإنسانية تبدأ «الاتحاد» حملتها التوعوية التي تدعو في حلقتها الثالثة إلى ضرورة الحذر من أخطاء الآخرين ووضع حلول قوية لمعالجة المشكلة من جذورها، وللحد من تفاقمها ووقف نزيف حوادث السرعات الجنونية. (أبوظبي)- باتت الحوادث المرورية هاجسا يقلق المجتمع، وأصبحت إحدى المشاكل التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة، خاصة العنصر البشري من الشباب، إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة، فأصبح لزاماً العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث، أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية، حيث أشار الدكتور علي الكعبي وكيل كلية التربية بجامعة الإمارات إلى زيادة الحوادث المرورية التي تقع بسبب أخطاء الآخرين، حيث أصبحنا يوميا نرى المصابين ما بين كسير وجريح ولا يتوقف ذلك على الأفراد فحسب، بل يكون الضحايا بالجملة أحياناً مما يترتب عليه الكثير من الأضرار البشرية والمادية والنفسية، بالإضافة إلى الآثار الاجتماعية مثل فقدان الأسرة لعائلها أو عجزه وترمل الزوجات ويتم الأولاد، على الرغم من التزام بعض السائقين بنظم السير وقوانين المرور واتباعهم تعليمات رجال المرور. وأشار إلى أن الكثير من الحوادث يقع بسبب أخطاء يرتكبها الآخرون ومفاجآت غير محسوبة تصادف السائق أثناء قيادته للمركبة، مما يترتب عليه وقوع الحوادث وضياع الأرواح وهي في الغالب حوادث لا ينجو منها السائق الملتزم أو السائق المتهور أو مستخدم الطريق، فجميعهم عرضة للإصابة والتأثر بالحادث الذي ينتج عن خطأ يرتكبه الآخرون. وأضاف الكعبي، أنه مع اتخاذ إجراءات صارمة قوية وصارمة جدا ضد مخالفي قواعد المرور من أجل ردعهم خاصة أن مثل هذه القوانين من شأنها أن تنظم السير وتحقن الدماء على الطرقات في جميع إمارات الدولة على حد سواء، لافتا إلى أن مثل هذه القوانين الرادعة له أبعاد تربوية أيضا، حيث ستسهم بشكل كبير في الحد من المشكلات المرورية التي يتسبب بها الشباب والمراهقون الذين لا يدركون خطورة الأعمال التي يقومون بها. سرعة جنونية من جانبه، طالب الدكتور حسن الخميري رئيس قسم أصول التربية في كلية التربية بجامعة الإمارات بأن تكون القوانين المرورية أكثر شدة وصرامة، خاصة في قيادة المركبة للحد من السرعة ومن الحوادث المرورية. وقال: فلان تم دعمه وآخر مصاب وثالث تعرض لحادث مروري مروع، كلام نسمعه يوميا ونقرأه على صفحات الجرائد اليومية عن حوادث مرورية مروعة راح ضحيتها أبناؤنا وبناتنا، فلذات أكبادنا، والأسباب بطبيعة الحال متعددة، إلا أن السبب الرئيسي في حوادث السيارات يكمن في السرعة الجنونية القاتلة للنفوس. وأشار الخميري إلى أن الكثير من الشباب المراهقين تنقصهم الثقافة المرورية رغم أن الدولة سخرت كل الإمكانيات في هذا الشأن، من خلال المحاضرات والندوات وتوزيع الرسائل التحذيرية عبر أجهزة التواصل الاجتماعي، ناهيك عن البرامج التوعوية التي تقدم في مختلف وسائل الإعلام المختلفة، إلا أن البعض من متهوري القيادة الطائشة مازال يقود بتهور وطيش، مؤكداً أن توفير الأمن وتحقيق السلامة المرورية بالشكل المطلوب لا يمكن تحقيق المستوى المأمول له، إلا بتضافر الجهود وتعاون كافة شرائح المجتمع ومؤسساته من خلال قيام كل منا بدوره الديني والوطني في حدود مسؤولياته وتقيد الجميع بأنظمة المرور، متسائلا الخميري لماذا الجميع عندما يسافر خارج الدولة يلتزم بالقوانين المرورية للدولة المتجه إليها، بينما على أرض وطنه لايتقيد بالقوانين؟ طيش وتهور بدورها، أكدت بدرية خلفان نائب الرئيس التنفيذي في المعهد البترولي أن مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالتأكيد، ستترجم على أرض الواقع وستلقى لها صدى كبيرا وواسعا في التفاعل مع هذه المبادرة التي تصب في مصلحة المجتمع وخاصة الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن. وتقول “القيادة في حد ذاتها أخلاق وذوق، والقيادة بسرعة مفرطة تتجاوز السرعات المقررة على الطرق شيء يخالف الشرع بالطبع، لأن من يفعل ذلك يُعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، فالشباب في أي بلد هم أمل الغد وينبغي أن يكونوا على وعي كبير بالمحافظة على أرواحهم لأنهم يمثلون مستقبل أوطانهم، ومن يرغب في التسابق والقيادة بسرعة فليكن ذلك من خلال حلبات سباق يتم تنظيمها تحت مسؤولية هيئة محدّدة، وطبقاً لضوابط وشروط تضمن الأمن والسلامة لهم. وأكدت أنه إلى اليوم ما زلنا نعاني من عدم التزام المتهورين في القيادة بالقوانين المرورية التي سنتها الدولة وإدارة المرور، رغم معرفتهم واطلاعهم على الحوادث المرورية المروعة التي يروح ضحيتها الآلاف من الشباب، مطالبة المتهور في القيادة والذي تعرض لعاهة أو قعد على الكرسي أو أصابه شلل من جراء الحوادث، بتقديم النصح والإرشاد للشباب المتهورين من خلال عرض تجربته المريرة والمؤلمة في قيادة السيارة برعونة وطيش وتهور. رخصة القيادة وفي السياق ذاته، يقول خالد المؤذن الشامسي رئيس تحرير مجلة وجود الإماراتية، عندما تهتم الأم وتبحث عن الأفضل لرعاية أبنائها فهي لاتلام على هذا الفعل، لأن قلب الأم هو أنقى وأرقى وأصفى القلوب، فالأم التي تحن وتحنو وتعطي جل وقتها لفلذات أكبادها على حساب راحتها هي الأم المثالية حقا. ونحن نفخر والحمدلله بأن من الله علينا بأم القلوب “أم الإمارات” العطوف الحنون على أبنائها أبناء هذا الوطن الحبيب دولة الإمارات، ومانراه من مبادرات واهتمام كبير بالشباب خاصة، يذكرنا بوالدنا الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وحرصه الشديد على تقديم النصح والإرشاد لأبنائه، فرحم الله والدنا وسدد بالحق خطى والدتنا لما تقدمه من دعم كبير واهتمام لايخفى على أحد. وأضاف، في مبادرتها وتأكيدها بضرورة توعية الشباب بمخاطر السرعة وتوجيهها بتكثيف البرامج المخصصة لهم، إنما ينبع ذلك وينبثق من مطالعتها ومتابعتها وحرصها الدائم على أبنائها، والذي يؤكد قوة التماسك والترابط والاهتمام والخوف على جيل المستقبل حتى لا يروح هدرا، لأنهم يعتبرون المكون الأول للمجتمع ونواة كل مجتمع، وكلما كانوا واعين مثقفين كلما كانوا حريصين وذوي مناعة من كل مايؤثر عليهم سلباً. ويتابع، لا يتنازع اثنان في شأن النتائج المترتبة على الحوادث المرورية في مختلف إمارات الدولة، بأنها أصبحت فاجعة كبرى يتعرض لها الوطن بخسارة شبابه وأطفاله، واستناداً لذلك لابد من أن تسرع الجهات المعنية بمناقشة الموضوع، واتخاذ الإجراءات للحد من ظاهرة حوادث السير على الطرقات الداخلية والخارجية في مختلف مدن ومناطق إمارات الدولة، وخاصة الحوادث التي يترتب عليها إزهاق الأرواح. وطالب الشامسي بإعادة النظر في تقدير العمر الذي يمكن منح رخصة القيادة فيه لقائدي المركبات، إذ يفترض - من وجهة نظره - ألا يقل عمر المتقدم ذكراً أو أنثى للحصول على رخصة قيادة المركبة الخاصة عن 21 سنة ميلادية، وأن لا يقل عمر المتقدم لقيادة المركبة الثقيلة عن 25 سنة ميلادية، وإلى جانب ذلك يجب إعادة النظر في صلاحية رخصة قيادة المركبة لتكون 5 سنوات، بدلاً من 12 سنة، أي ينبغي تجديد الرخصة بعد مرور 5 سنوات مع توقيع الكشف الطبي للتأكد من اللياقة الصحية الجسدية والنفسية والعقلية. تهور وجنون من جانبها، تقول الدكتورة نعيمة الحوسني قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري - جامعة الإمارات إن ما جاءت به “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، من توجيهات وقرارات بشأن توعية الشباب بمخاطر السرعة للحد من حوادث السيارات وحمايتهم من مخاطر الطرق ليس بالغريب عليها، لكونها تعتبر شباب الوطن هم عماد الوطن وثروته. ويضيف: طرح «أم الإمارات» لمشكلة السرعة المتهورة والحوادث المرورية ليس بالجديد على مجتمعنا، فقد بدأ في التفشي وما يزال رغم جميع الجهود المبذولة من قبل مؤسسات الدولة المختلفة للحد من هذه الظاهرة، إلا أنه للأسف ما زالت هناك بعض الفئات (طبعا باختلاف النوع أي الجنس، العمر، الحالة الاجتماعية، الحالة النفسية، الحالة الاقتصادية وغيرها) التي تمارس القيادة بسرعة جنونية. وتساءلت الحوسني، إلى متى ستمارس هذه الفئات هذا النوع من التهور والجنون في القيادة؟؟؟. تجربة وعن تجربة مرت بها قالت، خلال تنقلي وعيشي لفترة من الزمن في عدة دول مختلفة لم أجد ممارسة هذا النوع من الظواهر بشكل ما أجده في دولتي الحبيبة، لذا يظل السبب الأول والأخير عائداً على الشخص نفسه في اختيار وممارسة هذه الظاهرة، لقد ضرب الممارسون لهذه الظاهرة جميع القوانين المسنونة بعرض الحائط ولم يعطوها أي نوع من التقدير أو الاهتمام، وعلى الرغم من ذلك فإن الدولة الأم تخاف على أبنائها وبناتها وتظل جاهدة سعياً لإبعادهم عن التأثر بهذه الظاهرة، وللأسف ليس فقط المتهورون هم من يفقدون أنفسهم، بل يجرون وراءهم الكثير والكثير من الضحايا، ويتسببون بكثير من المشاكل التي لا حصر لها ولا عد. وأضافت، حان وقت الهتاف ومناداة الغافلين والمستهترين بأرواحهم وأرواح غيرهم ووقفهم عند حدهم، بإنزال القوانين الأكثر عقوبة من ذي قبل والإسراع بتنفيذها، كما أنه يجب البدء بغرس تلك النوعية من المبادرات بالفئات العمرية الأصغر عمرا حتى يترسخ في أذهانهم مدى حجم هذه الظاهرة وتأثيراتها الكثيرة على جميع الجوانب، كما يجب أن يتم تدريس الثقافة المرورية بشكل أكبر وأوسع حتى يتم التنبه لها، ويجب مد جسور التعاون بين الأسر مع المؤسسات الحكومية في هذا الشأن حتى تكتمل الصورة لدى جميع الأطراف وتسد الثغور، كما يجب دراسة هذا الموضوع من عدة مجالات للتوصل لحلول تطبق على هؤلاء الفئات ومتابعة النتائج الصادرة منهم. وأشارت الحوسني “في النهاية تنصب هذه الظاهرة في كونها مسألة شخصية فهي مسألة ترجع للشخص نفسه، ولتفكيره وعقليته في رغبته بممارسة هذا النوع من الجنون أم الابتعاد عنه. لأن الدليل على ذلك في أن الدولة بادرت وتبادر وستبادر من جهتها للحد من ذلك، ولكن يبقى السؤال هل سيستجيب ذلك الطرف الآخر للتوعية للإنصات وللتطبيق أم لا؟ سؤال تطرحه الحوسني على الجميع متمنية على كل واحد منا أن يجيب عليه من وجهة نظره. محاضرات إلزامية لمتجاوزي السرعة قالت الملازم أول مريم الريسي، مدير فرع الخدمات المساندة في مركز رعاية الأحداث بأبوظبي، إن “أم الإمارات” عودتنا دائما على الاهتمام بأمور الأسرة وهمومها، ومثل هذه المبادرة لها أهمية كبرى في التقليل من قلق الأسر الإماراتية والمقيمة في دولة الإمارات، موضحة أن معظم متسببي الحوادث المرورية هم من شباب وعماد الدولة ومستقبلها. وتنصح الريسى بأنه لابد من التركيز بشكل أكثر على التوعية المرورية وخاصة العواقب الوخيمة للحادث سواء من الناحية الأسرية أوالنفسية، وما يقع من ألم وحسرة على أسرة مرتكب الحادث أو المرتكب ضده. وقدمت الريسي بعض الحلول المناسبة، منها التركيز على التوعية والثقافة المرورية قبل حصول السائق على رخصة القيادة، بالإضافة إلى عمل توعية مرورية بشكل دوري لكل مخالف للسرعة المرورية القانونية، لافتة إلى أن المخالفة المرورية ليست برادع وإنما غرامة تُدفع وتُنسى. مشيرة إلى تجربة المملكة المتحدة البريطانية من خلال وجود محاضرات مرورية إجبارية قبل الحصول على رخصة القيادة، كما توجد محاضرات مرورية لمتجاوزي السرعة القانونية وهي أيضا إجبارية، وفي حالة عدم التقيد بحضور هذه المحاضرات يُحال متجاوز السرعة الزائدة للمحاكمة ويصدر عليه حكم بغرامة مالية كبيرة، بالإضافة إلى إلزامه بقوة القانون بحضور تلك المحاضرات، التي يتم خلالها عرض صور وأفلام فيديو لحوادث حقيقية، وهي غالبا ما تكون كافية لردع كل عاقل، كما أن فيها وصفا دقيقا لسرعات مختلفة ومدى تحكم وسيطرة السائق على المركبات عند وصوله لهذه السرعات المختلفة. المبادرة مؤثر فعال لتوعية الشباب حول نتاج التفاعل مع تلك المبادرات أوضحت ريما عودة الاستشارية النفسية والتربوية في مركز رعاية الأحداث بأبوظبي، أهمية تبني البرامج والمبادرات والفعاليات لتوعية الشباب للحد من السرعة والحوادث المرورية والحماية من مخاطر الطرق، باعتبار ذلك مؤثراً فعالاً لتوعية الشباب ومنح الفرصة لهم للتعاون فيما بينهم للحد من الحوادث المرورية التي تحتل أحد أكبر أسباب الوفيات في الإمارات وفي العالم أيضا، وتضيف، المبادرة ستحقق نجاحا باهرا لفئة الشباب والتي ستعكس مسؤولية الشباب وتعزز حرصهم على أنفسهم ووطنهم، من خلال رفع روح المبادرة والتعاون والمشاركة فيما بينهم لتعزيز هذه المبادرة لتقليص عدد المشكلات والخسائر الناتجة عن السرعة والحوادث المرورية، مقترحة زيادة الوعي والإرشاد بطرق مختلفة ومبتكرة، مع إظهار نسب الوفيات والخسائر التي تنتج سنويا لعامة الناس، توعية الأطفال لتأسيسهم على الالتزام وأهمية السلامة، تخصيص جوائز ضخمة للسلامة المرورية، اإشراك شباب الإمارات في السلامة وإدخالها في موسوعة جينيس، الاهتمام بالجانب الإعلامي كنشر مقاطع فيديو وإعلانات وإظهار أهمية هذه المشكلة، أن يقوم شباب الإمارات بالحملات التوعية وأن يشاركوا في الخطط الاستراتيجية للحد من الحوادث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©