الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل الجماعي قيمة تربوية وسلوكية

العمل الجماعي قيمة تربوية وسلوكية
16 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد)- يُعرف خبراء العلوم الاجتماعية العمل الجماعي، بأنه القدرة على العمل معا من أجل تحقيق رؤية مشتركة. القدرة على مباشرة الإنجازات الفردية تجاه الأهداف التنظيمية. ذلك هو الوقود الذي يسمح للناس المشتركة بتحقيق نتائج غير مألوفة. العمل الجماعي سواء كان ذلك في مكان العمل أو في ميدان كرة القدم، أو حتى بين أفراد المجتمع المحلي، والعمل الجماعي الفعال يمكن أن يسفر عن نتائج مذهلة. ومع ذلك فنجاح العمل كفريق واحد ليس سهلاً كما قد يبدو. فالعمل الجماعي الفعال بالتأكيد لا يحدث تلقائياً، بل يأخذ قدرا كبيرا من العمل الشاق. ومن الأهمية بمكان أن يتعلم الطفل خلال سنوات دراسته الأولى أهمية وقيمة العمل الجماعي، وذلك من خلال الأنشطة والفعاليات المدرسية العديدة، ويكتسب الأبعاد التربوية منها، ويصبح جزءاً أساسياً من سلوكياته. توضح أمل الأناضولي، مساعد مدير مدارس النهضة الوطنية للبنين أن العمل الجماعي يعرف بأنه جهد منظم وموزع على مجموعة من الأفراد، يعملون معاً لأجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة، ومما لا شك فيه أن مجموعة الأفراد الذين يقومون بهذا العمل وهم الطلاب، يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم، وتجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد، بالإضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل فيما بينهم وتحقيق النجاح المنشود، أو مهمة محددة تتطلب التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق. ويعتبر أعضاء الفريق مسؤولين عن تحقيق هذه الأهداف، ومفهوم فريق العمل الجماعي في النهاية هو وسيلة لتمكين الأفراد وأعمالهم الفردية من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة، فلكل واحد منهم أولوياته الخاصة، لكن هذه الأولويات تنصهر وتحمل نوعا من الارتباط المادي والمعنوي بين أعضاء فريق العمل ككل، من حيث وحدة الأهداف والاتجاهات والنتائج الإيجابية التي تشكل صورة أساسية في نجاح أي عمل جماعي متكامل ومدروس في آن واحد». فإذا سادت روح العمل الجماعي بين الطلاب نجد أن أداءهم يتسم بالإنتاجية العالية والروح المعنوية المرتفعة والجودة في الأداء، ويحسن ويطور الاتجاهات الإيجابية، والتمتع بدافعية عالية للأداء، وممارسة النقد الذاتي، والمحافظة على إحساس كل فرد في الجماعة، وتسهيل التفاعل بين الطلاب، وتأكيد الأهداف، وإيجاد درجة عالية من الوعي والالتزام بهذا الهدف وهو الانتماء والولاء. فعندما تسود بين الطلاب رؤية مشتركة، وهدف واحد، فتوحد الأهداف هو الوقود الذي يسمح للطلاب بتحقيق نتائج غير مألوفة. وعلى الجميع العمل كفريق واحد، والعمل بسلاسة وتفاهم وود وحب، حتى تخرج الصورة النهائية جميلة ومبهرة. وتكمل الأناضولي:»إن الفرد «الطالب» هو العنصر الأساسي في النشاط المدرسي، ويكتمل دوره الحقيقي من خلال التعاون مع بقية أفراد المجتمع، والعمل الجماعي يحتاج إلى تحقيق التوازن بين الروح الفردية، والروح الجماعية عن طريق التربية المتوازنة، فالفردية تتبدل شيئاً فشيئاً إلى أن تذوب في روح العمل الجماعي، ويجب توافر المناخ المناسب مع اختيار أساليب العمل، التي تحول دون التسلط وتنمية المبادرة الذاتية، وترسيخ مبدأ روح الفريق، وهو ما نشاهده في كافة مفردات الفعاليات، من أعمال فنية أو رياضية أو غيرها». وتضيف الأناضولي:»هناك مجموعة من الفوائد التي تترتب على الأعمال الجماعية منها خلق بيئة محفزة، ومناخ مناسب للعمل يقلل من شعور العاملين بالوحدة ويزيد من إحساسهم بالهوية المشتركة تجاه المهام المطلوب إنجازها، مما يؤدي إلى التركيز على الأهداف وتشجيع المبادرات، وتقديم الاقتراحات وتحفيز القدرات الإبداعية والمواهب الذاتية لدى الأفراد لتكتمل صور العمل الجماعي. ومن المهم التنظيم وتوزيع الأدوار بين المشاركين من الطلاب والطالبات، فذلك من الأسباب الرئيسة لدفع وإنجاح العمل الفردي ليصبح عملاً جماعياً إبداعياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©