الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناس الأكثر مساعدةً لغيرهم أكثر سكينة وأقل شعوراً بالضياع

الناس الأكثر مساعدةً لغيرهم أكثر سكينة وأقل شعوراً بالضياع
16 سبتمبر 2012
يعرف البعض الضياع بكونه أحد المشاعر التي قد تعتري الشخص نتيجة فقدانه عزيزاً أو حبيباً أو قريباً أو صديقاً. ولكن آخرين يقولون إن هناك أنواعاً أخرى من الضياع كالذي يعتري حصرياً الإنسان الذي يفقد الأمل في تحقيق هدفه أو حلمه، أو كذاك الذي يصيب الغريق الذي يستنجد فلا يجد من يمد إليه يداً. وقد تناول عدد من الفلاسفة والعلماء والمفكرين معنى الضياع وخاضوا في ماهيته لمئات السنوات، لكنهم لم يتوصلوا إلى تعريف موحد، بل اتفقوا فقط على كون كل إنسان يشعر في وقت ما بالضياع، لكن درجة هذا الضياع تبقى نسبية ومتفاوتة. ومن جهتهم، يقول اختصاصيو تخفيف الألم وعلاج الأورام إنهم أيضاً يشعرون بنوع من الضياع كلما شاهدوا مريضاً فقد صحته أو شيخاً فقد حيويته ونشاطه. فمعظم الأشياء لا تعود إلى طبيعتها الأولى بعد أن تتعطل أو تفقد جزءاً من حيويتها، وحالها يتغير باطراد واستمرار. وعندما نتأمل في حياتنا، يتضح لنا بجلاء أن لكل منا قدرة على الصمود والتعافي ورغبة في ذلك، ولو لم نكن كذلك، لما استطاع أحد فينا الاستمرار في الحياة رغم ما يتعرض له من أنواع شتى من الضياع نتيجة فقدانه جزءاً من صحته أو ماله أو أهله. ويقول الدكتور إدوارد كريجان، الاختصاصي في علاج التوتر والقلق من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية، إنه يجب علينا تقبل أقدارنا، خاصة عندما نخال ونحسب أن نوائب الدهر غير منصفة لنا. إذ علينا أن نوقن أن الأشياء السيئة تحدث للأشخاص الطيبين، فلا نلقي اللوم دوماً على الأقدار، بل علينا أن نهتم بأنفسنا أكثر، ونُدرك أننا لسنا وحدنا من نُصاب بما لا تهواه أنفسنا، بل إن لكل إنسان نصيبه في هذه الحياة من الأفراح كما الأتراح. وعلينا أن نعلم أيضاً أن هناك من يقف إلى جانبنا ويشد على أيدينا، ويرشدنا في أسوأ الظروف وفي أحلك الأيام إلى أن يوصلنا إلى بر الأمان. وإذا ما أيقنا بذلك، فإننا نصل إلى خلاصة مفادها أن الحياة عادلة معنا، وأن أية مساعدة نقدمها إلى غيرنا لا تضيع أبداً سُدى، وإنما ترجع إلينا في وقت من الأوقات، حيث نحتاج بدورنا للمساعدة، وحيث نمد يدنا فلا نجد غير الظلمة الحالكة. فالأعمال الحسنة لكل شخص هي بمثابة حساب توفير مفتوح لمدى الحياة، حساب كله فوائد، ولا يجلب لصاحبه غير المصالح والمنافع. ويضيف الدكتور كريجان أن كل من يجود بالخير على الناس عند الحاجة إنما يسخو على نفسه، وكل من يبخل عليهم ويمسك يده عن طالبي المساعدة إنما يبخل عن مساعدة نفسه في وقت آت لا محالة، حيث يمد يده طلباً للمساعدة فلا يجد غير السراب، ولا يشعر من ثم بغير الضياع، ويكون ضياعه آنذاك ضياعاً حقيقياً. أما الجواد والسخي بعمل الخير، فيجد في نفسه طمأنينة وسلاماً ويقيناً بأن كربته ستنفرج، وضراءه ستنقلب إلى سراء حتى لو كان في قارب خشبي في عرض بحر تتلاطمه الأمواج والرياح الشديدة. عن موقع «mayoclinic.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©