السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحق بالعداء

13 أكتوبر 2014 00:29
«ما لا نرضاه في خليفة ومحمد لا نرضاه في حمد وتميم»، كلمات قالها معالي أنور قرقاش الرجل الحكيم ذو الباع الطويل في العلاقات، وما تنطوي عليه من مبادئ التعامل وواجبات التفاهم وأصول الخلاف مع الآخر كأمر وارد بين الإخوة في البيت الواحد، جاءت كلماته هذه المرة مؤطرة لمشاعر المواطن الخليجي التي ما برحت متشبثة بأمل الوفاق والاتفاق بين ست دول اعتدناها صافية المياه هادئة الأجواء عالية الفهم والتفاهم مستوعبة المصالح، قالها معبراً عن حب واحترام داما لعقود في علاقات الأخوة والنسب والجيرة والدين والجغرافيا والتاريخ واللغة، ليقول للعالم إننا إخوة وسنظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها ويبيد الحاقدين ذوي المنافع والفتن. ما الذي يحرك مواطناً خليجياً آمناً في سربه معافى في بدنه يجد قوت سني عمره، ليزج بكل ما يتمتع به من أسباب السعادة الإنسانية في طريق الفتن ونارها التي لا تبقي يابساً ولا تذر أخضر، ولا ترحم برعماً ينادي للوجود، وماهو عائد هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم مصلحين في الأرض مع أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ليوطدوا الخلافات بتحيزهم لحاكم ضد آخر والحكام منهم براء، وأي مصالح تلك التي تغلبت لديهم على مصلحة الوطن والأمن والاستقرار والعيش الهانئ، في ظل حكام ظلوا يعملون على راحة مواطنيهم وإسعادهم في مختلف أرجاء الخليج العربي. لا نظن المتورطين في دعم الأحزاب المتطرفة سوى سفهاء لا يعون من الدين والحياة سوى ما يقوله مدعو الدين وأعداء الحياة، الذين قيضوهم ليفعلوا ما يؤمرون دونما مراجعة لما يعود به تعاونهم ضد بلدانهم، وإشعال نار الفتن في قلبها من دمار ينتزع ما يتمتعون به وغيرهم من مواطني الخليج، ولو وقف أحدهم وقفة صدق مع نفسه لاستوعب الدرس جيداً وعرف من المستفيد من خلافات الدول الخليجية، وكم سيساهم هو والمتغابون أمثاله في اختصار وصول صاحب المصلحة إلى ما يريد إنجازه، لا سيما في هذا التوقيت الذي بانت فيه ملامح الوجوه والتوجهات. ولا ندري كيف ينشغل من يدعي الإصلاح عن أكبر الأعداء وأشرسهم وأصعبهم في طريق الإنسانية، ذلك ما سمي بداعش وأعوانه ويركزون على خلافات بين دول لم تعرف سوى الأخوة والتعاون فيما بينها ولم تتخذ سوى السلام مبدأ مع غيرها، لماذا لا يفرغ أولئك المدعون للإصلاح طاقاتهم السبابية ويصبون جام غضبهم الكلامي على داعش العدو الحقيقي الذي سحق الحياة البريئة بسكينه العمياء المتعطشة للدماء، وانتشرت خلاياه السرطانية حتى بلغ شرها المستطير أن تحالفت عليه الدول لاجتثاث كينونته المدمرة، من هو الأحق بالمواجهة وتسخير جميع الوسائل والإمكانات السلمية والعدائية من داعش للتخلص من فساده في البلاد وزحفه الخطير نحو خيراتها ومكتسباتها باسم الإسلام الذي جاء يؤكد «لكم دينكم ولي دين»، ليرفع راية التعايش السلمي مع جميع الديانات. كم نحن بحاجة لمواجهة أنفسنا والتخلي عن المصالح الرخيصة ومعرفة مصالح بلادنا، لنستطيع دفع المخاطر الحقيقية التي نواجهها والمساهمة في القضاء على كل خلية خبيثة تريد بأوطاننا سوءاً. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©