الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنسان أولاً.. وليس أخيراً

13 أكتوبر 2014 00:29
صنع الإنسان أحدث الابتكارات وأذكى الأجهزة وأفضل طرق الإدارة وأكثرها حذقاً من أجل إدارة حياته وتنظيم سير أموره بسلاسة وفعالية في ظل تعقد وتعدد وتنوع مفردات الحياة العصرية، ناهيك عن سرعة إيقاع العصر اللاهث. لكن يوما بعد آخر يثبت بالدليل القاطع أنه ليس ثمة ما هو أهم من العنصر البشري في ضمان أداء أي مهمة بنجاح.. وكل المجتمعات في ذلك سواء.. لا فرق بين غني وفقير. فتوفر الإمكانيات المادية والتقنية لا يحمي من الكوارث، كما أنه لا يكفي في حد ذاته لنجاح المهام المطلوب أدائها، بل لابد من عناصر بشرية مدربة، تعمل بأعلى درجة من الكفاءة واليقظة، في إطار منظومة إدارية عالية المستوى، تضمن الاستخدام الأمثل والتشغيل السليم لكل تلك الإمكانيات المادية والتكنولوجية المتاحة. والدليل على ذلك، قائمة طويلة من الكوارث وقعت في أقوى دول العالم الأول، التي لديها أفضل وأحدث والتقنيات ونظم الإدارة، بسبب خلل بشري بسيط حدث هنا أو هناك، في لحظة ضعف بشري، فاقت كلفتها التوقعات. ويشمل ذلك حوادث تسرب نووي، وجرائم قتل جماعي، وسقوط طائرات وتحطم قطارات، وحافلات ركاب، وإطلاق نار عشوائي على أبرياء في سوق أو مطار.. إلخ. ومن ثم تزداد أهمية برامج التدريب والتطوير التي تعمل على رفع كفاءة العناصر البشرية في مختلف مواقع العمل بصورة مستدامة، لأنها تضمن من ناحية تواصل التوافق بين تطور التقنيات الحديثة وتطور القدرات البشرية التي ينبغي لها التعامل مع تلك التقنيات (أي أن يستمر التطور المتوازي في الإمكانيات والقدرات بين الإنسان والآلة)، كما أنها تجعل العناصر البشرية في حالة تركيز دائم يساعدها على اكتشاف مواطن الخلل وتدارك أوجه القصور، بما قد يسهم في إنقاذ أرواح بشرية بريئة ويمنع خسائر ويحمي المجتمعات من كوارث هي في غنى عنها بالتأكيد. وهنا بالتحديد يكمن الفارق الكبير والهوة الشاسعة بين المجتمعات المتحضرة التي تضع بذكاء بالغ منظومة فعالة من برامج التدريب التي ينخرط فيها على نطاق واسع مختلف عناصر المجتمع في شتى القطاعات، لمزيد من التأهيل وتطوير القدرات وسد الثغرات وزيادة درجة الكفاءة... وبين الدول المتخلفة التي تفتقد القدرة على إبصار الخلل وتتجاهل النذر وتتقاعس عن معالجة أوجه القصور، بما يؤهلها دوما لكارثة تلو الأخرى، وكل منها أسوأ من سابقتها. أحمد مصطفى - دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©