الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وباء «إيبولا».. حقائق وأوهام

13 أكتوبر 2014 00:30
لوري جاريت لوري جاريت – زميلة بارزة في مجلس الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية أدى تفشي فيروس «إيبولا» إلى وفاة نحو أربعة آلاف شخص، بينما يعتقد مسؤولو منظمة الصحة العالمية أن العدد الحقيقي للوفيات قد يكون أكثر من ذلك. وقد بدأت بالفعل الاستجابة الدولية لهذه الأزمة من قبل أفراد الجيش الأميركي، إلى جانب المساعدات من العديد من الدول الأخرى والمنظمات غير الحكومية ، لكن القلق الدولي حيال هذا الفيروس بدأ في الانتشار. فما مدى القلق الذي يجب أن نشعر به؟ وما هي المخاطر؟ دعونا فيما يلي نفصل الحقائق عن الأوهام فيما يتعلق بهذه الأزمة. أولا: إيبولا لن ينتشر في البلدان الغنية. حتى وقت إصابة الممرضة «تيريزا روميرو راموس» بالمرض في مدريد، كانت الدول الغنية في أوروبا وشمال أميركا وآسيا واثقة من أنه بالإمكان احتواء الفيروس في المرافق الطبية المتقدمة. وكما ذكر «توم فرايدن»، مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بعد ثبوت أول حالة إصابة بـ«إيبولا» في دالاس: «إننا نوقف هذا المرض في مساراته في هذه الدولة». مثل هذه التأكيدات تساعد على تهدئة أعصاب الناس لكنها قد يكون مبالغ فيها. فلا يوجد نظام حماية آمن بنسبة 100 في المائة. ومثلما هو الحال مع «إيبولا»، فإن فيروس «سارس» ينتشر في المستشفيات، من خلال الاتصال المادي مع السوائل الملوثة في المقام الأول. والغطرسة هي أكثر خطر يواجه البلدان الغنية – وتتمثل في نوع من الافتراض المتعجرف أن التقنيات المتقدمة وخطط التأهب للطوارئ تضمن أن «إيبولا» وغيرها من الجراثيم لن ينتشر. وهذه الغطرسة هي التي جعلت كبريات المستشفيات في «تورونتو» تصارع فيروس سارس عام 2003، بعد فترة طويلة من التغلب على المرض في فيتنام الفقيرة. كما جعلت جمعية الصحة العالمية تخفض ميزانية الاستجابة لانتشار المرض الخاصة بمنظمة الصحة العالمية في عام 2013 لمصلحة مزيد من البرامج لعلاج السرطان وأمراض القلب. كما أن هذه العجرفة أيضاً هي التي تجعل رجال السياسة يخفضون ميزانيات الصحة العامة بشكل روتيني في كل مرة تبدو فيها الميكروبات تحت السيطرة، ثم يصرخون يأسا عند ظهور وباء جديد. ثانيا: الاستعداد للطوارئ ما بعد 11/9 يجعل الولايات المتحدة على استعداد لمكافحة إيبولا: في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر، 2001، والمغلفات البريدية للجمرة الخبيثة التي تم إرسالها إلى أهداف عسكرية وسياسية، أمرت إدارة بوش بإجراء عملية إصلاح واسعة للتأهب للإرهاب البيولوجي. ومن المعقول أن نفترض أن الولايات المتحدة على استعداد للتعامل مع المرض مع وجود مليارات الدولارات وعدد لا يحصى من التدريبات. لكن معظم هذه التدريبات سواء كانت مدنية أو عسكرية – تخيلت أنه إذا حدث هجوم، فإن المستجيبين من الشرطة وإدارات الحرائق والمستشفيات سينتفضون لارتداء الملابس الخاصة بالمواد الخطرة ويجلبون الأشخاص المصابين ويعزلونهم ويعالجونهم، وبذلك يذهب الخطر عن المجتمع. حتى في عام 2005، عندما خشي البيت الأبيض أن سلسلة وبائية شديدة الضراوة من أنفلونزا الطيور ستنتشر في جميع أرجاء الولايات المتحدة، فإن خطط التأهب كانت تركز على عزل الميكروب والأشخاص الذين ينقلونه بالطريقة التي يتم بها عزل سلاح كيماوي أو قنبلة وإبطال مفعولها. والشيء المفقود هو الاستعداد لفترة طويلة من علاج المرضى حاملي العدوى. ثالثا: إمكانية انتقال الوباء عبر الجو. نعم، إن الفيروس يتحور، لكن الفيروسات تتحور لسببين؛ إما الخطأ عشوائي أو الانتقاء الطبيعي. ومن المستحيل حدوث التحول العشوائي من فيروس مكيف فقط ليصيب الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية إلى فيروس يمكن أن يعلق بفئات مختلفة تماما من البروتينات الموجودة على حدود الرئتين. أما الانتقاء الطبيعي فقد يتغلب على المستحيل إذا ما وضع ضغط كبير على القطاع الفيروسي، ما يجبره على التغير أو الموت. ولكن لا يوجد مثل هذا الضغط على فيروس إيبولا في ليبيريا وسيراليون وغينيا: فالفيروس سينتشر بسرعة ويصيب الآلاف من الأشخاص دون الحاجة إلى التغير إلى شكل جديد جذرياً. رابعا: حظر السفر يمنع إيبولا من الانتشار في الولايات المتحدة. الدليل الوحيد على أن أي حظر للسفر في القرن الـ21 قد أبطأ من الانتشار الفيروسي تجلى مباشرة عقب هجمات 11 سبتمبر، عندما تم إغلاق المطارات في شرق الولايات المتحدة لأيام، وسافر قليل من الأميركيين بعيدا عن منازلهم لعدة أسابيع. ونتيجة لذلك، فإن موسم الأنفلونزا جاء متأخرا بنحو أسبوعين عام 2001، لكنه جاء في نهاية الأمر. وفي السنوات الأخيرة، حظرت دول عديدة الرحلات الجوية القادمة من بلدان أخرى أملا في منع دخول الميكروبات، ومن بينها «سارس» و «إتش1 إن 1»، ولكن لم يتم تفعيل أي منها ووصلت الفيروسات إلى السكان بغض النظر عن التدابير التي اتخذتها الحكومات لإبعادها. خامسا: التوصل قريبا إلى لقاح للمرض. هناك العديد من اللقاحات المرشحة للتطوير في الوقت الراهن، وحصل اثنان منها مؤخرا على الضوء الأخضر من اللجنة العلمية الخاصة لمنظمة الصحة العالمية. هذا يعني أن هذه اللقاحات يمكن اختبارها على متطوعين من البشر، وإذا ما ثبت في غضون أسابيع قليلة أن هذه اللقاحات ليس لها آثار جانبية، سيتم إجراء المرحلة التالية من التجارب، ربما في الدول المصابة بالوباء، لمعرفة ما إذا كان بإمكان هذه اللقاحات حماية الناس من إيبولا، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الأخيرة والأكثر صعوبة وهي التجارب السريرية وفيها تتم مقارنة هذا المصل بعلاجات أخرى دون فاعلية للمئات من الأشخاص، أيضا في المناطق المنكوبة. وفي أحسن الأحوال، فقد يكون المصل جاهزا للتجارب الأخيرة في ربيع 2015. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©