محمد نجيم (الرباط)
حصل الفنان التشكيلي المغربي كريم ثابت على جائزة أفضل تشكيلي عربي لعام 2014، وهي الجائزة التي تنظمها مؤسسة المجموعة العربية بلندن، وكان ثابت قد عرض أعماله الفنية برواق فندق هيلتون ميتروبول بلندن.يعمل الفنان كريم ثابت على تطويع الألوان المفتوحة في أعماله: الأصفر، الأزرق، البرتقالي، البنفسجي ليخلق منها عوالمه الخاصة التي تشع بالفرح والأمل، وتعتبر لوحاته، نوافذه الخاصة التي يُطل منها هذا الفنان على العالم متجاوزا إعاقته الجسدية، ومعتمداً على موهبته وإمكانياته المحدودة للتعبير عن رؤيته للأشياء وللحياة.
وتمثل تجربة الفنان ثابت أنموذجاً معبراً عما يمكن لفنان هذا العصر أن يُنجزه بالاعتماد فقط على إمكاناته الذاتية، ورؤيته الفنية الخاصة به، بعيداً عن فوضى المرئي، وزخم البصري. وبعيدا أيضاً عن المفاهيم الفنية المستغلقة التي أصبحت تؤطر الفن وتهدد مساره أحيانا. تجربة الفنان كريم ثابت، وكما يقول الناقد الجمالي عمر العسري في كتيب المعرض، يُكرس فيها «تستمد جاذبيتها وصلابتها من مداخل تشكيلية مهمة، فهي مؤسسة على وعي عنيد في تجزيء اللحظات، وتوليف احتمالات مختلفة، تتداخل وتتصادم عبر أقنعة ضاربة في التنكر، وكأن اللوحة لديه ساترة للعورة، تستبطن أسرارا، لذلك فهي تستدعي التقاطها منذ ولادتها ومعيشتها في امتدادها اللوني والشكلي».
ويعتمد الفنان ثابت على توظيف الألوان والأشكال في وضع احتشادي رهيب، يقوم على التجاور والتداخل إلى حد التصام، وهو بذلك يعمق وعينا بالحس الطفولي، وعوالمه المزهرة من خلال مجاورات أيقونية تحد من تداعيات الحلم واللعب، وتعمق أشياء مسكوت عنها ومؤشر عليها لونيا فقط. خالقا في الآن ذاته حواراً عميقاً بين مفاهيم من قبل الحنين والغربة، وهي غربة مؤانسة بين جنسين، أو بين ندين.
يذكر أن كريم ثابت فنان تشكيلي وشاعر من مواليد 4 مارس 1980 بمدينة الدار البيضاء، استطاع بالمثابرة والاجتهاد التغلب على إعاقته الجسدية، حيث أصيب بشلل الأطفال، منذ أن كان في عمر ثلاث سنوات.
شارك، منذ سنة 2000 في العديد من المعارض الفردية والجماعية الوطنية والدولية، ويتقلد حاليا مهمة نائب الكاتب العام لنقابة الفنانين التشكيليين المغاربة، وعضو الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية وعضو بعدة جمعيات ومراكز بحث وطنية ودولية.
عدد اليوم
