عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
أدت زيادة الطلب على مشاريع الطاقة المتجددة في دول عدة حول العالم الى تراجع أسعار التقنيات التقليدية والجديدة التي تعتمد عليها مشروعات هذا المجال، خصوصاً مع دخول المصنعين الصينيين، بحسب مديري تسويق شركات منتجة لحلول الطاقة المتجددة شاركوا في أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وقالوا في لقاءات مع «الاتحاد»، إن أسعار الألواح الشمسية وطاقة الرياح سجلت انخفاضاً تراوح بين 30 و50% خلال العامين الأخيرين، خصوصاً الحلول التقليدية ذات الكفاءة الأقل والعمر الافتراضي الصغير، ويعود ذلك إلى تبني العديد من الدول مشاريع ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، ودخول الأفراد في هذا المجال وتبني حلول الطاقة الشمسية في المنازل.
وبحسب تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة « إيرينا»، انخفضت أسعار الطاقة الشمسية الضوئية بنسبة 80% منذ عام 2008، ومن المتوقع أن تستمر بالانخفاض مستقبلاً.
وتعرض شركات أوروبية مشاركة في المعرض المصاحب لأسبوع أبوظبي للاستدامة وبالتحديد أوروبية ألمانية وفرنسية، وآسيوية يابانية وصينية وكورية، تقنيات جديدة في مجال الألواح الشمسية منها ألواح بأحجام صغيرة.
وذكر سامي أبو ارشيد مسؤول التسويق في شركة ثري انرجي الإيطالية المتخصصة في إنتاج وتصنيع الألواح الشمسية أن أسعار التقنيات التقليدية في مجال انتاج الطاقة الشمسية سجلت تراجعاً كبيراً في الأونة الأخيرة لاعتبارات أهمها زيادة حجم المشاريع التي طرحتها الحكومات والجهات شبه الحكومية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، فضلا عن دخول المصنعين الصينيين في المجال من خلال إنتاج وحدات تقنية أرخص تكلفة وأقل كفاءة.
وأضاف أن شركته تعرض من خلال مشاركتها في أسبوع أبوظبي للاستدامة تقنيات حديثة في مجال الألواح الشمسية ذات كفاءة أعلى بنسبة 35% وعمر افتراضي للوح الشمسي يصل إلى 40 عاماً، بسعر 2800 يورو لكل واط، حيث ينتج اللوح الشمسي سنوياً بحدود 3000 كيلو واط/ ساعة.
وأفاد أن شركته الإيطالية تدخل حالياً في مفاوضات للمشاركة في مشروع للطاقة الشمسية في مدينة العين التابع لجهة حكومية بقدرة 5 ميجاواط، مضيفاً أن أبوظبي رصدت استثمارات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وتبنت حلولاً متطورة، الأمر الذي يشجع الشركات العالمية العاملة في المجال على دخول السوق الإماراتي.
وأوضح أبوارشيد أن منطقة الشرق الأوسط لديها مستقبل واعد في مجال الطاقة المتجددة، خصوصاً وأنها تتمتع بسطوع كامل للشمس على مدار اليوم، وهناك اهتمام كبير من قبل دول الخليج خصوصا الإمارات والسعودية إلى جانب الأردن ومصر بالدخول في هذا المجال، الأمر الذي سيساهم في خفض أسعار التقنيات كثيرا نتيجة لزيادة الطلب.
وأضاف أنه في حال فازت شركة مصنعة للألواح الشمسية بخمسة مشاريع كبيرة قدرة انتاج كل مشروع 100 ميجاواوط، فإن كلفة الأسعار ستنخفض بنسبة كبيرة، مما يزيد من الفرص الاستثمارية.
وأكد أهمية الاستثمار في صناعة الطاقة المتجددة وليس بناء المحطات فقط، مشيراً في هذا المجال، إلى تجربة مصدر بأبوظبي التي تولي اهتماما كبيراً بإيجاد كوادر مواطنة ومن مختلف الدول من خلال معهد مصدر للعمل في الصناعة.
بدوره، أكد فرانك بيتر من شركة فينست الفرنسية التي تعرض تقنية جديدة في مجال الألواح الشمسية، أن زيادة الطلب على التقنيات المستخدمة في الطاقة الجديدة سواء كانت الواح شمسية أو طاقة رياح، ساهم في خفض الأسعار بنسبة كبيرة تصل إلى 50% في العام الماضي.
وأضاف أن زيادة الطلب من خلال المشاريع الجديدة التي تطرحها الحكومات أو الجهات الاستثمارية أو منازل الأفراد، سيؤدي إلى تراجع أكبر للمنتجات والتقنيات المتخصصة في الطاقة المتجددة.
وأوضح أن شركته تشارك للعام الثاني على التوالي في معرض أبوظبي للاستدامة بغرض التسويق لمنتجاتها الجديدة، مضيفاً أن تجربة مدينة مصدر مثال واضح على اهتمام الإمارات الكبير بلعب دور مهم في مجال الطاقة المتجددة
وذكرت باتريسا فرانسو من شركة انتاريس لإنتاج الألواح الشمسية أن السوق سجل بالفعل انخفاضاً تراوح بين 20 و30%، بسبب انتشار التقنيات الجديدة والتي أثرت على الحلول التقليدية، فضلاً عن دخول المصنعين الصينيين الذين ينتجون منتجات أقل تكلفة من نظيرتها الأوروبية.
وأضافت أن السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً كبيراً من قبل دول الخليج بالطاقة المتجددة، خصوصاً مدينة مصدر في الإمارات ومدينة الملك عبدالله للطاقة في السعودية، حيث رصدت الدولتان استثمارات كبيرة في تبني مشاريع للطاقة المتجددة.
عدد اليوم
