السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنة أولى جامعة.. تحول في حياة الطلبة يضعهم على طريق تحقيق الطموحات

سنة أولى جامعة.. تحول في حياة الطلبة يضعهم على طريق تحقيق الطموحات
23 سبتمبر 2013 21:44
تمثل السنة الأولى في المرحلة الجامعية نقطة تحول كبيرة في مسار الطلاب الذين كانوا بالأمس القريب في المرحلة الثانوية، حيث الاستيقاظ مبكرا، ومن ثم التعرض لضغوطات الأهل بصفة مستمرة، من أجل التفوق لدخول كلية ترقى بالطموحات، وتحقق الأهداف، على اعتبار أن هذه المرحلة هي الفصل في حياة الأبناء، وعلى الرغم من التشوق الكبير الذي يكتنف الفتيات والشباب إلى الالتحاق بالجامعة، إلا أن الكثيرين منهم يعيشون حالات ترقب وخوف من المجتمع الجامعي الجديد، لكونه مختلفا تماماً عما ألف هؤلاء الشباب. يصل الأمر بطلبة إلى أن يعيشوا السنة الجامعية الأولى وهم غير متأقلمين مع الأجواء الدراسية، وعلاقاتهم بزملائهم غير متوافقة، وعلى النقيض من ذلك تماماً هناك طلاب لديهم القدرة على التعايش والتعاون، وتكوين صدقات سريعة مع الآخرين، فما الذي يميز هذه المرحلة الجديدة؟ وكيف يتعامل معها الطلاب؟ وما الأحلام والطموحات التي يأملون بتحقيقها؟ خاصة أن الجامعة هي التي تؤهلهم إلى حياة العمل وتكون ملامح شخصياتهم. ضغوط نفسية حول هذه المرحلة وما يكتنفها من ضغوط نفسية، وخوف ينتاب العديد من الشباب، يقول الاستشاري ورئيس الطب النفسي بمستشفى مدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد الألمعي إن «الطبيعة الإنسانية تخشى التغيير، كما أنه يصعب على أفراد المجتمع الذين تعودوا على نمط حياتي معين تعديله، وبالنسبة للشباب فإن الأمر يزداد حدة، خاصة هؤلاء الذين ينتقلون من من مرحلة التعليم الأساسي والثانوي إلى مرحة الجامعة، فقد اعتاد الطالب على نظام معين، ومعلمين يدرسونه، وكلما اقترب العام الدراسي ازدادت المخاوف، لذا فمن الضروري أن يبث الأهل في أبنائهم الثقة بالنفس، ويقومون بعملية تهيئة كاملة لهم، عبر أبناء الأقارب الذين يدرسون في مراحل جامعية مختلفة، فضلاً عن أن من المفيد أن تبث الثقة فيهم، وفي قدراتهم على استيعاب المناهج المطولة، والتعامل معها بأفق واسعة، وعقلية مستنيرة». بيئتان مختلفتان حول الاختلافات بين المدرسة والجامعة، يلفت إلى أن الطالب كان يلتزم بالزي الموحد في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، ومرتبط إلى حد كبير بمواعيد الدراسة، وركوب الحافلة، ويقيم علاقة مع معلمه في الفصل، لكنه اليوم مع بداية العام الدراسي الجديد انتقل إلى مجتمع مختلف تماماً له خصوصيته، وطبيعة مغايرة في كل شيء، لذا يشعر بأنه مسؤول عن نفسه، ولديه قدر كبير من الحرية، كما أنه في عامه الدراسي الأول يتعرف إلى طلاب جدد، ويتخذ منهم أصدقاء، ومن خلال هذه النقلة الجوهرية في محيط حياته يشعر بأنه في حالة مستمرة من القلق، لأنه يبحث في العام الجامعي الأول عن تحقيق التوازن في علاقاته مع الآخرين، فضلاً عن أن مخاوفه تزداد يوماً بعد آخر، إذ إنه يبحث عن النجاح في مستويات عدة، أهمها تكوين علاقة إنسانية مع الأساتذة الأكاديميين، فضلاً عن شغفه بتحقيق التفوق الدراسي، ورسم معالم الطريق، خاصة أن الجميع ينظر إلى المرحلة الجامعية على أنها الحياة العملية التي ينخرط فيها الشباب من أجل تحمل المسؤولية كاملة بعد التخرج. مشكلات وعقبات عن المشكلات التي تواجه الطلبة في سنتهم الجامعية الأولى، يؤكد الألمعي أن معظم المشكلات التي تواجه طلاب المرحلة الجامعية تتمثل في كيفية التعامل مع المناهج الدراسية، خاصة أن الطالب في مراحله التعليمية السابقة كان يعتمد على الحفظ في أثناء الاستذكار، وهو ما يصعب تحقيقه في الجامعة التي تحتاج إلى طالب لديه القدرة على الفهم والاستيعاب، ومن ثم الاستمرار في مراجعة المحاضرات بشكل مختلف، لذا فإن العديد من الشباب الجامعي يحتاجون بالفعل إلى من يوجه طاقتهم، ويدعوهم لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم العملية حتى يدركوا أن الحرية مسؤولية، وهي تستوجب متابعة المحاضرات بدقة وعدم التغيب عنها. ويرى الألمعي أن انخراط الشباب في الأنشطة الجامعة يجعلهم في حالة من الرضا عن النفس ومن ثم يرتبطون بالجامعة ويحبونها ويحرصون على الذهاب إليها بشكل يومي، وأثبتت دراسات كثيرة أن الأنشطة الجامعية المفيدة لها أثر نفسي عميق على تحسن مزاج طلاب الجامعة وإقبالهم على الدراسة، لأنها تكمل جوانب كثيرة في شخصيتهم، وتنمي ملكاتهم، وتجعلهم أفرادا على درجة عالية من الوعي والتوافق المجتمعي. الحضور والغياب من بين الطلاب الذين التحقوا بالجامعة في هذا العام محمد الحوسني في جامعة أبوظبي. ويذكر أنه شعر للمرة الأولى فور دخوله الجامعة بأنه تحرر أخيراً من كابوس الحضور والغياب والاستيقاظ في ساعة مبكرة كل يوم من أجل انتظار الحافلة المدرسية، ومن ثم الانخراط في اليوم الدراسي الحافل بالعديد من الحصص التي كانت تجعله في آخر اليوم يشعر بآلام في رأسه نظراً لكثافة المواد الدراسية التي كانت تعتمد على الحفظ أكثر من الفهم، باستثناء بعض المواد التي تتميز بحيويتها وتدفقها الفكري، مشيراً إلى أنه انتابته هواجس كثيرة قبل بدء الدراسة الجامعية بأسبوعين، وأحس بأنه لن يوفق في تكوين علاقات طيبة مع زملائه، فضلاً عن خوفه من عدم فهم المحاضرات. ويرى أن حديث بعض رفاقه الذين سبقوه إلى الجامعة كان مبالغاً فيه، إذ أخبره أحدهم بأن بعض الأساتذة الجامعيين يتميزون «بتعجرفهم»، وهو ما جعله يشعر برهبة في البداية منهم لكنه اكتشف أنهم يتعاونون مع الطلاب، ويحاولون أن يقدموا لهم خلاصة تجاربهم العلمية بأسلوب مهذب ومهني يدل على تبحرهم في العلم. طموحات مستقبلية بالنسبة لأهمية هذه المرحلة للطالب أحمد الطنيجي، الذي التحق بجامعة خليفة في بداية هذا عام فيورد، أن الدراسة الجامعية هي التي ستحقق لها طموحاته المستقبلية، خاصة أنه وضع في ذهنه أن يكون الأول على الدفعة في كل عام، ولا يخفي أنه شعر بارتكاب شديد حين دلف إلى بوابة الجامعة للمرة الأولى، وعادت به الذكرى إلى اليوم الذي التحق فيه بالمدرسة، حيث الخوف والاضطراب والشعور بالرهبة من كل شيء. ويؤكد الطنيجي أن أهم ما يشغل باله هو كيفية تكوين صداقات على مستوى جيد، لأنه يدرك تماماً أن المظاهر تخدع، وأن المجتمع الجامعي مختلف، لذا يحاول أن ينتقي أصدقاءه بعناية ومن دون تسرع، خصوصاً وأن المدرسة غير الجامعة وطبيعة العلاقات الإنسانية متغيرة. جهاز تسجيل تعترف صابحة المسيري، الطالبة بكليات التقنية العليا، بأنها كانت تعيش أيام صعبة قبل بداية الدراسة بسبب الخوف من طبيعة المرحلة الجديدة، وعلى الرغم من أنها تتمتع بالشجاعة، ولديها جرأة في التعامل مع الآخرين، إلا أنها كانت تخشى من عدم القدرة على فهم المحاضرات، خاصة أنها سمعت أن كلام الأستاذة الأكاديميين لا يعاد مرتين، لذا حرصت على إحضار جهاز تسجيل معها. وتشير إلى أنها وجدت أن المحاضرات التي تلقتها إلى الآن لم تكن بها أدنى صعوبة واستطاعت فهمها بسلاسة وسرعة في الوقت نفسه، لكنها لا تشعر بالراحة حالياً بسبب المحاضرات العملية، وتخوفها ومن عدم استساغتها، فضلاً عن علاقاتها بزميلاتها في الدراسة ليست على ما يرام، لأنها ليست من النوع الذي يقيم علاقات صداقة بسهولة. وتؤكد أن الجامعة لها نمط خاص، فيه جمال كثير، لكنها تحتاج إلى ثقة بالنفس، وتحفيز من نوع خاص.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©