كلام كثير يقال حول علاقة النوم بالأكل، ونوع الأكل وعلاقته بالسمنة والبدانة أو الرشاقة، ويتحمس كثيرون إلى عدم تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، لأنهم يرون أن من ينام جائعا يستيقظ نشطاً رشيقاً، في الوقت الذي يندر فيه وجود دراسات تدعم فكرة فرض قيود على مواعيد تناول الطعام.
وتشير الأبحاث التي أجريت في هذا المجال أن استهلاك الطعام في ساعة متأخرة من الليل لا يؤدي إلى زيادة الوزن. وخلص بهذه النتيجة علماء بجامعة أوريجون الأميركية للصحة في تجربة أجروها على مجموعة من إناث القرود بلغ عددها 47 قرداً. وقد تابع العلماء خلال هذه الدراسة القردة تتناول طعامها في أوقات مختلفة من اليوم، واكتشفوا عدم وجود علاقة بين وقت تناول القردة للطعام وبين زيادة الوزن، كما أكدوا أن المزاعم التي تقول بأن استهلاك الطعام في وقت متأخر يؤدي إلى زيادة الوزن ما هي إلا«خرافة حضرية»، لأن السعرات الحرارية هي العامل الرئيس في تحديد الوزن الذي لا يتأثر غالباً بتوقيت الوجبات الغذائية وإنما بنوعية الطعام ومستوى السعرات الحرارية التي يحتويها.
ويرى اختصاصيو التغذية أن لا بأس من تناول وجبة العشاء في فترة متأخرة من الليل، لكن يفضل عدم النوم مباشرة بعد استهلاك الوجبة، وأن يعطى للجسم الوقت الكافي لهضم الطعام، ومن المهم محاولة تناول أقل قدر من الطعام في الساعتين أو الثلاث ساعات التي تسبق النوم.
وفي حال الشعور بالجوع بعد تناول وجبة العشاء، فإن تناول وجبة خفيفة قبل النوم وفي ساعة متأخرة من الليل هو أمر مقبول بشرط أن يتناول المرء أغذية صحية سهلة الهضم من الفواكه أو اللبن مخفض الدسم، وبعض الخضراوات الطازجة والابتعاد عن الأصناف التي تحتوي على كمية عالية من الدهون أو الحلويات أو المقالي والمعجنات والوجبات السريعة.
وتذهب دراسة أجرتها جامعة نورثويسترن بولاية إلينويز الأميركية- نشرت في مجلة «البدانة» - أن توقيت تناول الطعام له تأثير كبير على زيادة وزن الجسم، حيث وجد فريق البحث أن الفئران التي تأكل في ساعات غير منتظمة يتضاعف وزنها، على الرغم من أنها تنشط وتأكل كالفئران التي تأكل في مواعيد منتظمة.
كما أظهرت دراسة حديثة جداً أن للساعة البيولوجية للجسم دوراً في كيفية استنزاف الجسم للطاقة، إلا أنه كان من الصعب حتى الآن إثبات ذلك بدقة، على الرغم من قناعة الخبراء بأن تناول الطعام في الوقت الخطأ قد يكون عاملاً في زيادة الوزن، مما دفع الباحثين إلى التجربة على مجموعتين من الفئران تناولت طعاما غنيا بالدهون على مدى ستة أسابيع لكن في أوقات مختلفة من فترة اليقظة.
ومن ثم يكون توقيت تناول الوجبات بصورة أفضل عنصراً حاسماً في تخفيض الزيادة المطردة للوزن لدى الناس، وهو ما يدفع العلماء إلى تعميق دراساتهم حول كيفية حدوث هذا التأثير، ويعتقد أن النوم والهرمونات ودرجة حرارة الجسم تلعب دوراً في كيفية اكتساب الجسم للوزن الزائد.. وسلامتك.
المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
عدد اليوم
