الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمهوريون .. ودبلوماسية «الصقور»

24 يناير 2015 21:56
يبرز التنافر في مواقف الناخبين الجمهوريين في أميركا عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن الخارجي الأساسية ودور القوة العسكرية في الخارج. وحتى لو تابعت الأطروحات التي تداولها المرشحون عن الحزب لانتخابات 2016 الرئاسية في الاجتماع الشتوي «للجنة الوطنية الجمهورية» الذي انعقد في «سان دييجو»، فلن تفهم منها الشيء الكثير. وما يمكن فهمه هو أن المتنافسين على الترشيح للمنصب اجتمعت آراؤهم على انتهاج «السياسة الصقورية» والالتزام بالمواقف المحافظة القديمة الشبيهة بتلك التي طرحها «ميت رومني» عندما خاض انتخابات عام 2012 عن الحزب الجمهوري ضد أوباما. ولا يكاد المرشحون للرئاسة المقبلة من الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري»، يتوقفون عن كيل الانتقادات العنيفة للسياسة الخارجية للرئيس أوباما. وقد دعت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون (ديمقراطية) إلى أن تعود أميركا لاستعراض عضلاتها وإبراز قوتها على النحو الذي يعيد لها مكانتها وقوة تأثيرها في صلب الأحداث الكبرى التي يواجهها العالم. وخصص «رومني» نحو نصف الدقائق العشر التي استغرقها خطاب قصير ألقاه يوم الجمعة الماضي، للدعوة إلى وضع تصور جديد تماماً للسياسة الخارجية يتضمن التركيز أكثر على استخدام القوة العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية للولايات المتحدة في العالم أجمع. وقال في كلمته: «إن وضع العالم بعد ست سنوات من دخول أوباما إلى البيت الأبيض ليس أكثر أمناً. وهذا أمر لا جدال فيه. وكانت السياسة الخارجية التي انتهجها هو ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، مبنية على قاعدة تقول بأننا إذا عبرنا عن صداقتنا الكافية للشعوب الأخرى وابتسمنا لها بالفم العريض فسيعمّ السلام العالم أجمع. إلا أن النتائج التي ترتبت على تلك السياسة كانت مدمّرة وكلكم تعرفون هذا». وكال «رومني» انتقادات لاذعة لأوباما لأنه لم يلتزم بـ «الخط الأحمر» الذي وضعه لنظام الأسد في سوريا بعد أن استخدم الأسلحة الكيمياوية بكثافة ضد شعبه. وانتقد أيضاً سياسة «القيادة من الخلف» في ليبيا وترك البلد غارقاً في الفوضى. وقال إن أوباما خذل حلفاءه جميعاً. وأضاف «رومني»: «لم نعد نعيش الزمن السعيد للسياسة الخارجية الأميركية. وفي رأيي أننا إذا أردنا أن نجعل العالم أكثر أمناً للأميركيين وللشعوب الطيّبة حول العالم، وأن نجعله أكثر قدرة على حماية حريته، فإن على حزبنا أن يتأهب لأداء هذه المهمة، لأن مبادئنا تسمح لنا بتحقيقها». وفي وقت سابق من ذلك اليوم، وصف الجمهوري «ريك بيري» الذي كان يشغل منصب الحاكم السابق لولاية تكساس السياسة الخارجية للثنائي أوباما- كلينتون بأنها ضعيفة. وانتقد سياسات أوباما كلها دون أن يترك منها شيئاً، خاصة منها تهاونه مع جماعة «طالبان» وسحب الجيش الأميركي من العراق في عام 2011. وشجب سياسة أوباما بما تسببت فيه من مآس في سوريا، وقال إن هذه السياسة كانت وراء ظهور تنظيم «داعش». وقال «بيري»: «لقد رأينا إرهابيي (داعش) وهم يقودون دبابات أميركية ويستخدمون أسلحة أميركية لاحتلال المدن التي كانت تتلقى ضمانات إحلال الأمن فيها من تضحيات يُبذل فيها الدم الأميركي. حدث كل هذا بسبب تقاعس أوباما عن القيام بعمل فعال في سوريا. وهو الذي سمح لقوات المعارضة السورية بالتحول إلى التشدد والتطرف. واكتسب الإرهابيون المزيد من القوة والقدرة على التوسع حتى تمكنوا من عبور الحدود إلى العراق». ومثلما فعل «رومني»، انتقد «بيري» أوباما لعدم مهاجمة سوريا في عام 2013 وقال: «لقد اجتاز الأسد الخط الأحمر من دون عواقب، وبما يعني أن هذا الديكتاتور بقي في السلطة بسبب وجود هذا الرئيس». وعلى رغم هذا الهجوم على سياسة أوباما، إلا أن استطلاعاً للرأي أجري مطلع الشهر الجاري أظهر أن 53 في المئة من الناخبين الجمهوريين يؤيدون تدخل القوات البرية في القتال الدائر في العراق ضد تنظيم «داعش» مقابل 46 في المئة يعارضونه. وبين الاستطلاع أيضاً أن نحو ثلث الجمهوريين يعتقدون أن على الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن الحرب ضد «داعش». وفيما يعتقد 72 في المئة من الجمهوريين بأن حل المشكلة السورية يكمن في عزل الأسد، فإن 72 في المئة منهم يعتقدون أيضاً أن على القوات العسكرية الأميركية ألا تقاتل ضد نظام الأسد. وقد قال لي السيناتور الجمهوري «تيد كروز» في حوار أجريته معه العام الماضي إنه يحاول التوفيق بين الأطراف المتباعدة في السياسة الخارجية من أجل تحقيق التوازن بين أطروحات «الصقور»من أمثال «جون ماكين» وذوي الميول الانعزالية من أمثال «راند بول». جوش روجين * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©