«ليس كل ما يلمع ذهباً».. عبارة تؤكد أن الكثير من المعادن رغم جمالها وبريقها لا قيمة لها تذكر مثل معدن الذهب، وقس على ذلك الكثير من الخدمات الإلكترونية والتطبيقات والبرامج الرقمية، التي أنتجتها وطرحتها الكثير من الشركات العالمية المعروفة، والتي لم تلق مثل خدماتها هذه، ذلك الإقبال المرجو، أو اهتمام المستخدم المتوقع، فما لبثت أن ظهرت إلينا بوظائفها والخدمات والإمكانيات التي تقدمها، حتى أمر منتجوها لتكفينها ووضعها في توابيت وحفر قبورها تمهيداً للتخلص منها والانتهاء من تكلفة تشغيلها، خصوصاً ذات المردود الذي لم يعد يذكر.
في الوقت الذي تفاجئ به الشركات التكنولوجية والتقنية العالمية مستخدمو خدماتها الإلكترونية المختلفة، بطرحها الكثير من هذه الأخيرة بشكل يتناسب ومتطلبات العرض، وبطريقة تلبي حاجات وطلبات المستخدمين الكثيرة والغير منتهيه، تأتي هذه الشركات ذاتها، بالإعلان عن «انتهاء فترة صلاحية» بعض منتجاتها، واسدال الستار عن بعض هذه المنتجات التي كانت ناجحة في الماضي، ولم تعد كذلك في الوقت الحاضر، أو بعضها الآخر الذي لم ينجح لا في الماضي ولا في يومنا هذا.
انتهاء الصلاحية
كثيرة هي الخدمات الإلكترونية التي تم إيقافها، سواءً تلك التي تقدمها شركات عالمية معروفة مثل جوجل أو ياهو، أو تلك التي قدمتها بعض الشركات غير الشهيرة، والتي تميزت خدماتها في الماضي ولم تعد قادرة على متابعة الطفرات التقنية في وقتنا الحالي. ومن هذه الخدمات التي تم إقفالها نهائياً خلال هذا العام:
? محرك البحث ألتافيزتا: إذا كنت قد بدأت التعامل مع عالم الإنترنت قبل بروز نجم جوجل، وبالتحديد في الفترة ما بين 1995- 2000 فمن المؤكد أن محرك البحث ألتافيزتا كان أهم أدوات البحث الإلكترونية الخاصة، بك، والذي لم يكن له منافس قوي يذكر يمكن ويسهل على المستخدمين البحث عن ما يريدونه في فضاء الإنترنت الواسع. محرك البحث هذا الخاص بشركة ياهوو الأمريكية تم الإعلان ومنذ بداية العام عن نهاية مشواره وسنوات خدمته، طبعاً لأنه لم يتمكن من الصمود أمام محركات البحث الحديثة بحجم جوجل و بينج.
? جوجل فيديو: قبل استحواذ شركة جوجل العالمية على موقع مشاركة الفيديو الشهيرة «يوتيوب» وذلك في العام 2006، كانت الشركة الأميركية تنافس هذا الموقع من خلال خدمتها المميزة في ذلك الوقت «جوجل فيديو»، والتي لم تعد كذلك بعد شراء جوجل لموقع يوتيوب، الأمر الذي جعلها توقف خدمتها هذه، وتعطي مهلة زمنية انتهت في 8 أغسطس الماضي، لنقل ملفات الفيديو الشخصية من خدمتها القديمة إلى خدمتها الجديدة.
? خدمة تيك نيت: إحدى خدمات شركة مايكروسوفت الأمريكية المميزة، والتي كانت وما زالت حتى هذه اللحظة وعبر اشتراك سنوي أو شهري بها، تقدم للشركات والمطورين وحتى المبتدئين دعما كاملا في تطوير برامجهم وتطبيقاتهم الجديدة أو إدارة الحالية منها بالطريقة الصحيحة، حيث توفر الخدمة للأفراد والشركات أعلى معايير الجودة والأداء، وبسعر منافس وبدعم كامل، هذه الخدمة أكدت الكثير من المصادر والشائعات أن مايكروسوفت ستعلن عن نهايتها خلال العام القادم.
? ياهو آكسيز: هي إحدى خدمات البحث المميزة التي طورتها شركة ياهو لتتوافق وتعمل مع الهواتف والأجهزة الذكية، حيث ركزت الشركة في خدمتها هذه على طريقة جديدة ومميزة في عرض نتائج البحث المختلفة، لتأتي بشكل وزوايا جديدة لم يعتد عليها المستخدمون في طريقة العرض لنتائج بحثهم، ويبدو أن ماريسا رئيسية الشركة التنفيذية، لم تعجبها هذه الخدمة ولم تتماشى معها، فأمرت بالتخلص منها.
? آب سكريبت: إحدى أهم الأدوات الخاصة بالمطورين، حيث أعلنت جوجل مؤخراً عن نهاية عصر التطوير المبني على تقنيات GUI Builder، وكل ما هو تابع له، حث تم قفل هذه الأداة بشكل نهائي في 16 سبتمبر الحالي، لتتحول الشركة إلى أدوات أكثر عمليه واحترافية مبنية على لغات البرمجة الحديثة من HTML وخدماتها المختلفة.
? سحابة جوجل «كونيكت»: على غرار السحب الإلكترونية الأخرى، فسحابة جوجل هذه تم تصميمها لتمكن المستخدمين لبرنامج مايكروسوفت أوفيس من تحميل موادهم وملفاتهم الشخصية على هذه السحابة لحمايتها واستدعائها من أي مكان يريده المستخدم، وهو ما تخلت عنه جوجل في بداية العام، بعد إطلاقها لخدمة جوجل درايف الشهيرة، والتي تقوم بنفس مهام خدمة كونيكت القديمة، وتتوافق مع كافة الكمبيوترات والأجهزة الذكية وتعلم على أنظمة التشغيل المختلفة.
? القارئ «آر أس أس»: هذه الخدمة المميزة في نشر الأخبار وجمعها وتوصيلها مجدداً للمشتركين بها، لم تكن مميزة للكثير من المستخدمين للتقنيات الحديثة، بمن فيهم ديف وينر، أحد أبرز مطوري هذه الخدمة المجانية، الذي إذا سألت الكثير من المستخدمين للتكنولوجيا اليوم عنها، ستكون إجابتهم بسهولة عدم معرفتها أو معرفة ما تقدمه لهم، رغم قدمها. ومؤخراً قامت جوجل بإلغاء خدمتها «قارئ جوجل» المبنية على تقنية آر أس أس، لاعتقادها بأن المواقع الاجتماعية تمكنت من أن تحل محل هذه الخدمة وتقوم بدورها بنجاح وتفوق أكثر، وهو ذات الأمر الذي ستسير عليه الكثير من الشركات والمواقع الإلكترونية قريباً.
? نظام التشغيل سيمبيان: من المؤكد أن الغالبية العظمي من قراء هذا الموضوع، خصوصاً مستخدمي الهواتف التقليدية، كانت لهم تجارب مختلفة مع نظام التشغيل العريق والرائد في الماضي والخاص بالهواتف المتحركة التقليدية «سيمبيان» الذي كانت تنتجه نوكيا.
ونظام التشغيل هذا استبدلته شركة نوكيا مؤخراً بنظام التشغيل ويندوز فون من خلال نسخه المختلفة ليتماشى والطفرات التقنية في عالم الهواتف الذكية، ولتقوم الكثير من الشركات العالمية من بينها جوجل، من إقفال وإسدال الستار عن الكثير من خدماتها التقنية التي كانت تزود بها نظام التشغيل هذا، المتقاعد.
خدمات بدون فائدة
هنالك العديد من الخدمات والتطبيقات الإلكترونية الكثيرة والجديدة التي تأتينا بها الشركات التكنولوجية العالمية بشكل مستمر، والتي تأتي المستخدمين لها بوظائف وإمكانيات غير مسبوقة ومميزة، ولكن إذا سألت أحد مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية مثلاً عن بعض هذه الخدمات الكثيرة والمختلفة في هواتفهم وأجهزتهم اللوحية الذكية، ومدى معرفتهم واستخدامهم لها، فمن المؤكد وفي الغالب أن تكون إجابتهم واحدة وهي عدم معرفتهم بأغلب هذه الخدمات والتطبيقات التي يدفعون ثمنها ضمن ثمن الهاتف الإجمالي الذي بين أيديهم.
عدد اليوم
