الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منبع الفلسفة

منبع الفلسفة
9 مارس 2009 00:51
سألتني قارئة:''لماذا نقلل من أهمية تعليم الأبناء كيف يكونون مؤدبين؟ فأنا أرى أن أطفال هذه الأيام قد زاد تدليلهم بحيث أصبحوا فاسدين ويتصرفون بوقاحة· ألا يهتم آباء هذا النوع من الأطفال بسلوك أبنائهم؟ إنني أرى أن نوعاً من الظلم يقع على أطفالنا عندما ننسى أن نزرع فيهم بذور الأخلاق القويمة، وغرس الاحساس بمفهوم احترام الغير،لأن الآباء والأمهات الذين يتركون الحبل على الغارب لأطفالهم إنما يسيئون إلى هؤلاء الأطفال، ولأن هؤلاء الأطفال عندما يكبرون لا يستطيعون تقدير مشاعر الآخرين، والمحافظة على كرامة الناس، والنجاح في كسب الأصدقاء، والتوفيق في اختيار شريك الحياة المناسب، وإيجاد الوظائف المناسبة والناجحة، والتفوق على غيرهم في مجال العمل، ويجعلون طعم الحياة مليئاً بالبهجة من حولهم· فإلى أي حد يمكننا أن نسير في تعليم الأبناء هذه الأخلاف الحسنة؟ وما هي الوسائل التي نعلم بها أبناءنا قواعد السلوك السليم؟ إن كلمات ''أخلاق حسنة''و''سلوك سليم''تختلف تماماً من عصر إلى عصر، ومن مجتمع إلى مجتمع، ولا أحد يشك في ذلك، ففي العصر الفيكتوري في إنجلترا كان الطفل المهذب هو الذي يجلس مع أسرته على مائدة الطعام وهو صامت، وكأن الصمت هو الصفة الأولى للطفل المؤدب، ولم يكن مطلوباً من الطفل الصمت فحسب، لكن مطلوبا منه أيضاً أن يرى ما يحدث أمامه دون أن يركز سمعه على أي كلام يقال، وباختصار·· مطلوب منه أن يلغي ما خلقه الله له من حاسة الكلام، ويميت في أذنيه حاسة السمع، ولنا أن نتخيل طفلاً لا ينطق ولا يسمع، إنه سيصبح أشبه بدمية لها عينان وأذنان· إنني أشك كثيراً في أن أحداً منا لو كان قد عاش في القرن العشرين، ما كان يرضى لإبنه بذلك، علينا أن ندرك الآن أننا نعيش في القرن العشرين، وأن كلمات الطفل تسعدنا، ومعظم الآباء والأمهات يشتاقون إلى سماع كلمات أطفالهم وما تتضمن وتحمل من براءة وايجاز وتركيز وخفة دم· إن كلمات الأطفال أحياناً كثيرة تكون ''منبعاً للفلسفة''، وقيل: ''خذوا الحكمة من أفواه أطفالكم''، وسنظل نفرح بأسئلة الأطفال بسذاجتها وبراءتها، ومن الأهمية أن تتسع صدورنا وعقولنا للإجابة عن تساؤلاتهم مهما بدت غامضة أو صعبة أو بعيدة عن المألوف·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©