إعداد- مريم أحمد:
اتفقت شركتا النفط النرويجيتان هايدرو وشتات أويل على الاندماج في صفقة بقيمة 29 مليار دولار، وهو ما يفتح الباب لظهور أكبر شركة في العالم للعمليات البحرية العميقة، وذلك في أحدث رد أوروبي على التحديات التي تواجه شركات النفط العالمية وفي مقدمتها ارتفاع النفقات وحالات عدم الاستقرار السياسي·
وإذا مضت خطة الاندماج قدما، فإن حجم عمليات العملاق الجديد في المياه التي لا يقل عمقها عن 100 متر سيصل إلى نحو ضعف عمليات شركة شل (ثاني اكبر شركة للعمليات البحرية) ونحو ثلاثة أمثال عمليات شركة بتروبراس (ثالث أكبر شركة في هذا المجال)، وسيفوق إنتاجه مجموع إنتاج شركتي BP، وإيكسون موبيل معا·
ووصفت صحيفة ''فاينانشال تايمز''، الصفقة التي تدعو لاندماج شتات اويل مع أنشطة النفط والغاز في هايدرو، بأنها ثالث أكثر اتفاق من نوعه في قطاع النفط والغاز خلال العقد الحالي· ولا تتوقع الأسواق أن تهدأ وتيرة هذه الصفقات وسط تكهنات باتفاقيات جديدة مع مكافحة الشركات للتأقلم مع شروط تجارية أكثر صعوبة وتعقيدا·
وأكد مسؤولو الشركتين أن تكامل عملياتهما ومحفظتهما الاستثمارية لعبا دورا رئيسيا في دفع هذه الصفقة قدما· وارتفعت أسهم الشركتين بمجرد كشف النقاب عن الصفقة، لكن حملة أسهم هايدرو كانوا الأكثر استفادة، حيث قفزت أسهمهم بنسبة 24 % مقابل 3,5 % تقريبا فقط لأسهم شتات أويل·
ولم يتم الاتفاق بعد على اسم العملاق الجديد الذي سيخرج من رحم هذا الاتفاق، لكن المؤشرات تظهر أن حجم إنتاجه سيصل في 2007 إلى 1,9 مليون برميل من مكافئ النفط يوميا· وجاء في تقرير فاينانشال تايمز أن مساهمي شتات أويل، ومنهم الحكومة النرويجية، سيمتلكون 67 % من أسهم العملاق الجديد مقابل 32,7 % لحملة أسهم شركة هايدرو، ومن ضمنهم الحكومة النرويجية كذلك· وهذا يعني أن الحكومة النرويجية ستملك حوالي 62,5 % من أسهم الشركة الجديدة· وكانت الحكومة قد أشارت إلى أنها تنوي رفع نسبتها إلى 67 %· ويقول محللون في وود ماكينزي ان من بين أصول هايدرو وعددها 49 في النرويج فإن شتات أويل تشارك بالفعل في 43 أصلا منها''·
والنرويج ثالث أكبر مُصَدّر للنفط في العالم· وكغيرها من منتجي النفط الأساسيين، فهي تبحث عن طرق جديدة لزيادة معدلات الاستخراج من مصادرها التي بدأت في التراجع· ويقول ديريك باتر، من وود ماكينزي للاستشارات ''يجب أن تكون الشركة الجديدة قادرة على خلق الفُرص في مناطق واعدة مثل مياه خليج المكسيك العميقة وقبالة سواحل أنجولا''· ومضى يقول: ''في ظل الأسعار المرتفعة الحالية، تجد الشركات صعوبة في العثور على العدد الكافي من المعدات أو الأشخاص ذوي الخبرة المناسبة· وستقوم الشركة الجديدة بإقالة عدد كبير من موظفيها كي تتمكن من اقتناص هذه الفرَص·· الاندماج سيوفر للشركة الجديدة فرصا أكبر للوصول إلى هذه المصادر الشحيحة''·
ويرى مارك بلومفيلد من سيتي جروب أن الهدف من هذه الصفقة هو تحقيق أعظم استفادة تجارية من مصادر أنشطة المنبع المتناقصة· ويضيف: ''هذا أمر منطقي، لكننا نعتقد أنه سيكون من الصعب قياسه وانعكاسه على التقييم المشترك·''
ونتيجة لعملية الاندماج، سيصبح هيلج لاند، الرئيس التنفيذي لشركة شتات أويل، رئيسا للعملاق الجديد، فيما سيتولى إيفيند رايتِن، الرئيس التنفيذي لشركة نورسك هايدرو، منصب رئيس مجلس الإدارة، مع مواصلة عمله كرئيس لباقي أفرع شركة هايدرو الأخرى المتخصصة في صناعة الألمنيوم· ويقول لاند: إن الشركة الجديدة ستكون بين أكبر خمسين شركة من حيث الإيرادات على قائمة مجلة فورتشن لأكبر 500 شركة· وقال '' لم يسبق قط أن رأيت صفقة اندماج لا تؤدي إلى تراجع في النفقات لكن الاتفاق لا يركز فقط على الحد من النفقات·· انه مدفوع أساسا بالنمو وفرص النمو''·
ويقول المحلل ايد كروكس: ''هذه الصفقة هي خطوة نرويجية لتكوين شركة وطنية كبيرة، كما أنها تستعد أيضا لليوم الذي تبحث فيه مجموعات النفط عن الدعم فيما بينها·'' وكان مراقبون بينهم اللورد براون الرئيس التنفيذي لشركة ذ توقعوا أن يؤدي تراجع أسعار النفط إلى انتعاش موجات الاندماج· ويقول المحلل بيتر هيتشنز: ''السلطات المعنية بأسواق النفط ستصاب بأزمة قلبية من هذه الاندماجات الهائلة· الكل يقول إن شركات النفط لديها بالفعل قوى هائلة· فما الذي تخبئه لنا الأيام بعد هذه الاندماجات؟
عدد اليوم
