وضع حجر الأساس لمستشفى الشيخة فاطمة لتوفير الرعاية الصحية للنساء والأطفال والمسنين بجنوب وزيرستان

احتفلت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بوضع حجر الأساس لمشروع مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك في منطقة جنوب وزيرستان، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتنفيذ عدد من المشاريع والخدمات الصحية لأبناء الشعب الباكستاني، وذلك بحضور عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع واللواء ظاهر شاه قائد الفرقة 45 إنشاءات بقيادة الجيش الباكستاني وعدد من زعماء ومشايخ المنطقة وجمع من السكان المحليين. وفي بداية الحفل قام مدير المشروع الإماراتي بوضع حجر الأساس لمبنى المستشفى وإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية الخاصة بهذه المناسبة، واطلع خلال جولة ميدانية على مخططات البناء ومراحل التنفيذ والخطة الزمنية لإنجاز مبنى المستشفى. وأشار الغفلي خلال كلمته إلى أن المساعدات الإنسانية التنموية في المجال الصحي والطبي المقدمة من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان تحتل حيزاً مهماً من أوجه نشاطات المشروع، وكانت لها الأولية في خططه وجهوده الإنسانية، ويرجع ذلك في الأساس لإيمان القيادة السياسية لدولة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بمدى وأهمية الحاجة الملحة لإقامة وتقديم المشاريع والخدمات الصحية لأبناء الشعب الباكستاني خاصة في المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية والتي تعاني نقصاً شديداً في هذه الخدمات الأساسية والحيوية لسكانها وأبنائها. وأكد مدير المشروع الإماراتي في كلمته أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة تؤمن بضرورة مساندة الجهود الرامية لدعم قدرات القطاع الصحي، وتمكينه من ممارسة دوره في تقديم الخدمات الطبية لأبناء باكستان على أكمل وجه وأفضل مستوى، ولذلك فقد تم تبني مشاريع متعددة لدعم القطاع الصحي في جمهورية باكستان الإسلامية تتمثل في إنشاء وتجهيز وصيانة سبعة من المستشفيات والعيادات في إقليم خيبر بختونخوا ومنطقة جنوب وزيرستان بتكلفة تقدر بنحو 64 مليون درهم ( 17 مليونا و163 ألف دولار أميركي). وأوضح إن هذه المشاريع تتميز بشكل خاص باهتمامها بتوفير الرعاية الصحية للنساء والأطفال كركيزة أساسية لصحة الأسرة، حيث تم اعتماد إنشاء مستشفيين نموذجين مخصصين لعلاج النساء والأطفال وحالات الطوارئ هما مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة سيدو شريف بإقليم خيبر بختونخوا، ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك في مدينة شولام كوت بمنطقة جنوب وزيرستان. وأشار إلى أن إدارة المشروع الإماراتي عملت على إعداد الدراسات والمخططات الهندسية لبناء هذه المستشفيات التي روعي فيها أن تكون وفق أحدث المعايير العالمية الحديثة، سواء في الجانب المعماري أو الجانب الفني الطبي، وبما يلبي متطلبات الرعاية الصحية المتخصصة الراقية، وتأكيداً على أهمية تجهيز المستشفيات بأفضل وأرقى وأحدث الأجهزة والمعدات الطبية فقد حرصت إدارة المشروع الإماراتي على وضع دراسة فنية تقنية لتحقيق ذلك، وبما يضمن تمكين المستشفيات من تقديم كافة الخدمات الصحية الطبية للمنتفعين بكل كفاءة واقتدار وتميز. رعاية صحية متكاملة حول تفاصيل مشروع بناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك، قال مدير المشروع الإماراتي إن المستشفى مخصص بصفة رئيسية لمعالجة النساء والأطفال وكبار السن وتوفير الرعاية الصحية الحديثة لهم، حيث يعاني مجتمع المنطقة وفق الدراسات التي تم إجراؤها من زيادة حالات الوفيات في فئات النساء والمواليد أثناء مرحلة الولادة بالإضافة إلى ضعف الرعاية الصحية للأطفال وكبار السن. كما تعاني المنطقة كذلك من عدم وجود أي وحدة طبية لغسيل الكلى للمصابين بحالات الفشل الكلوي وعدم توفر أقسام للحوادث والطوارئ قريبة لسكانها. وفي ختام كلمته تقدم مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على ما قدمه من مبادرات إنسانية وتوجيهات كريمة كانت الأساس لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والإنسانية لمساعدة الشعب الباكستاني وتوفير سبل الحياة الكريمة لأبنائه. كما تقدم بالشكر والتقدير لقيادة الجيش الباكستاني وجميع الجهات التي أسهمت في إنجاز هذا المشروع الإنساني. وفي سياق متصل أكد مدير المشروع الإماراتي أن إطلاق اسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “أم الإمارات” على هذا المستشفى يأتي في إطار الامتنان والتقدير والتكريم لسموها على ما قدمته في الماضي، وما زالت تقدمه من جهود ودعم ومساعدة للنساء والأطفال داخل الإمارات وخارجها حيث كان لسموها الدور الريادي في التوجيه والمتابعة للجهود الإنسانية لمساعدة ورعاية النساء والأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية منذ زمن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وحتى هذا اليوم كما أن لسموها بصماتها الإنسانية العالمية من خلال رعاية صندوق باسمها لدعم المرأة اللاجئة بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والذي يعنى بأوضاع المرأة خاصة في أوقات النزاعات والحروب. وحول تكلفة ومواصفات مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك قال الغفلي إن التكلفة تزيد عن 18 مليون درهم (5 ملايين دولار أميركي)، حيث سيبنى على مساحة وقدرها 4330 مترا مربعا، وبسعة 50 سريراً، وسيشتمل على أقسام للعيادات الخارجية وللنساء والولادة والأطفال والحوادث والطوارئ وقسم لغسيل الكلى، بالإضافة إلى الغرف المجهزة لإجراء العمليات الدقيقة، والأجنحة المخصصة للعناية المركزة، حيث سيتم تجهيز جميع أقسام وأجنحة وعيادات المستشفيات بكامل احتياجاتها من المعدات والأجهزة الطبية. وفي ختام الاحتفال التقى مدير المشروع الإماراتي بعدد من زعماء ومشايخ وسكان المنطقة ونقل تحيات قيادة وشعب الإمارات وتقديرها لهم، مؤكداً أن توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله نابعة من حرصه على تقديم العون والدعم والمساعدة التنموية والإنسانية لأهالي وأبناء منطقة جنوب وزيرستان، مشيرا إلى أن المشاريع التنموية التي تنفذ دليل على سخاء الأيادي البيضاء لصاحب السمو رئيس الدولة واهتمامه بمساعدة المحتاجين والفقراء والارتقاء بالمجتمعات الصديقة حضارياً وإنسانياً.