الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"العيدية" عادة أصيلة ترسم البهجة على وجوه الأطفال

29 ديسمبر 2006 23:42
تحقيق - سميرة أحمد: عطونا الله يعطيكم·· بيت مكة يوديكم·· أعطونا مال الله·· سلم لكم عبدالله·· لا تزال هذه الأغنية الشعبية يرددها أبناء الإمارات كل عيد وهم يجولون بين المنازل للحصول على العيدية·· وكان الآباء والأمهات في الماضي يقدمون ''الروبية'' أو ''الآنة'' والبيزة للأطفال في العيد أو يمنحونهم أصابع الحلوى وكوبا من اللبن، حيث كان الصبيان والفتيات يطوفون في ''الفريج'' من أوله إلى آخره لجمع العيدية من الأقارب وبعدها يهرولون إلى أماكن اللعب التي تنصب في يوم العيد وتعلق فيها (المريحان أو الدرفانة) وهي المراجيح التي ترص حوله الدواليب· أما في الوقت الحاضر فإن الآباء عادة ما يقومون بصرف الأوراق النقدية الجديدة فئة خمسة أو عشرة أو حتى مائة درهم ذات الأرقام المتسلسلة، حيث يفرح بها الأبناء أكثر من الدراهم المعدنية التي كان ينظر إليها الصغار في الماضي بكثير من الامتنان عند حصولهم عليها! يقول عيسى عبدالله العزري الباحث في التاريخ الشعبي بمركز زايد للتراث والتاريخ إن العيدية عادة قديمة أصيلة اتخذها الآباء والأجداد لتضفي على العيد لونا جماليا كبيرا يحمل معه الفرحة والبسمة وخاصة التي نراها على شفاه الأطفال، مشيرا إلى أن العيدية من أهم مظاهر العيد في الإمارات ودول الخليج وهي تضفي على أجواء العيد روعة الصورة التي تكمن في روح المحبة والألفة والتواصل الذي يشيعه أطفال الحي في حيهم وفي البيوت والتجمعات والألفة مع بعضهم وتوددهم مما يعطي الانطباع بمدى ما يعيشه المجتمع من محبة ورحمة وتآلف· وقال العزي: ''لا تزال العيدية محتفظة بأصالة وجودها منذ القدم حتى يومنا هذا حيث تجد الغالبية من رجال ونساء المجتمع يحرصون على صرف المبالغ المالية إلى دراهم بل الكثير ممن اعتاد على توزيع العيادي على الأطفال وأحيانا ينال الكبار نصيبا منها لتضفي الفرحة على الجميع ولكن لم تعد الدراهم وحدها فقط التي توزع كنوع من أنواع العيدية فقد أصبح للعيدية معان متعددة في الوقت الحالي·'' وأضاف العزري أن العيدية تخصص للصغار من الأولاد والبنات وحتى سن الخامسة عشرة وبعضهم حتى العشرين عاما فهي رمز للفرحة التي قد يشاطر الكبار فيها الصغار، وفيها نوع من الخصوصية عندما تكون العمة أو الخالة أو الجدة تكن لأحد أحفادها محبة خاصة دون الغير وتعبر بتلك المحبة بالعيدية·· مشيرا إلى أن هناك من النساء من لا يعطين العيدية إلا للصغار ولكن قد يكون الحفيد في العشرين يعطونه عيدية من باب الدلال والمحبة وعادة ما يقابل كل تلك الخصوصية بالتعليق من قبل الآخرين والغيرة من ذلك الحفيد الذي نال المحبة الخاصة من جدتهّ! قد تكون فرحة الجدات بإهداء العيدية لا تقل عن فرحة الأبناء الذين يتلقونها، حتى إن إحداهن تنتظر بفارغ الصبر حضور أحفادها لتعطيهم العيدية! تقول أم خلفان وهي جدة لـ 29 حفيدا: ''أحضر العيدية قبل العيد بأسبوعين وأهيئ نفسي لاستقبال أحفادي الصغار كي أملأ قلوبهم بالفرح لكن للأسف يطول انتظاري لهم حيث يتوافدون علي بعد الساعة 11 ظهرا وحينها أكون قد تعبت من طول الانتظار·· كما أنني أنتظر أبناء الجيران لأهاديهم العيدية فهم أيضا يتأخرون في القدوم!'' وأكدت أم خلفان أن سبب تأخر الأطفال في القدوم هو النوم والتأخر في الاستيقاظ حتى بداية الظهر، مشيرة إلى أن الأطفال في الماضي كانوا يخرجون من بعد صلاة العيد مباشرة للبحث عن العيدية مرددين الأناشيد والأهازيج· من جانبها تقول أم عمر إن العيدية التي كانت تحصل عليها في طفولتها تنفقها في الحدائق العامة للترفيه والتسلية وشراء الحلوى والمثلجات، مشيرة إلى أن أبناء الجيل الجديد يذهبون بالعيدية إلى المراكز التجارية وينفقونها في شراء الألعاب الإلكترونية وآخر إصدارات ألعاب الفيديو، فيما تقوم بعض الأمهات بادخار العيدية في حصالات الأبناء الخاصة للاستفادة منها مستقبلاً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©